كتب- أبوبكر أبوالمجد
اندلعت قبل أيام حرب كلامية تحمل تهديدات وتوعدات متبادلة بين بيلاروسيا من جهة، والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى.
فبينما هدد الاتحاد بيلاروسيا بالمزيد من العقوبات، توعدت الأولى أوروبا بشتاء قارس جدًا، نظرًا لكونها أحد أهم مصادر الغاز بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي.
البداية
منذ أسابيع والأوروبيون يتهمون الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي يشككون في نزاهة الانتخابات الرئاسية التي فاز بها مؤخرًا، بتأجيج أزمة اللاجئين عبر منح تأشيرات لمهاجرين عالقين عند حدود ليتوانيا ولاتفيا وبولندا، بهدف تسهيل دخولهم إلى الاتحاد الأوروبي وفق “نهج غير إنساني على غرار العصابات”، بحسب وصف وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس في أكتوبر ٢٠٢٠، ردًا على العقوبات الأوروبية المفروضة على “مينسك” -عاصمة بيلاروسيا-، ورغبة في تقويض أمن التكتل، وهو الأمر الذي نفاه الرئيس البيلاروسي.
وتعد أزمة الهجرة الجديدة، والتي بدأت منذ شهر يوليو ٢٠٢٠ صراعًا جيوسياسيًا معقدًا ليس من السهل إثباته أو منعه.
أما عقوبات الاتحاد فترجع إلى ما وصفه بحملة القمع الوحشية التي استهدفت المعارضة في العام الماضي، وقيام لوكاشينكو، بإجبار طائرة على تغيير مسارها في مايو ٢٠٢٠، لاعتقال صحفي كان على متن الطائرة.
معلومات
ينفي الرئيس البيلاروسي، في تصريحات رسمية، مسؤوليته عن الوضع القائم على حدود بلاده؛ لكن وفقًا للمعلومات الواضحة، فببيلاروسيا تسمح لمواطني 76 دولة بالدخول إلى ترابها بدون تأشيرة أو على الأقل دون قيود كبيرة، معظمها دول شرق أوسطية.
وحقًا لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد الأشخاص الذين تم استقدامهم لغرض إيصالهم للحدود؛ ولكن لوكاشينكو اليوم في وضع محرج بسبب العدد الكبير من المهاجرين العالقين مؤقتًا أو كليًا في بيلاروسيا.
في المنطقة الحدودية مع بولندا، هناك أكثر من 15000 شخص ينتظرون فرصة لعبور الحدود (إحصائيات أكتوبر ٢٠٢٠).
وتجدر الإشارة إلى أن شركة الرحلات السياحية Anex Tour أعلنت العام الماضي أنه في المستقبل، لن يتمكن الأشخاص القادمون من أفغانستان ومصر وإيران واليمن ونيجيريا وباكستان وسوريا من السفر إلى بيلاروسيا إلا بتأشيرة صالحة وهو ما لم يكن يحدث في السابق، حيث كان من الممكن الحصول على تأشيرة عند الوصول إلى مطار مينسك.
الاتحاد يراقب
وفي إحدى محاولاته الحثيثة للحد من خطر الهجرة غير الشرعية، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه يراقب الأوضاع في روسيا وفي 19 دولة أخرى هي جنوب إفريقيا والجزائر وأذربيجان وساحل العاج والهند وإيران وكازاخستان وليبيا والمغرب ونيجيريا وأوزبكستان وقطر والسنغال والصومال وسريلانكا وسوريا وتونس وفنزويلا واليمن.
حيث يولي الاتحاد الأوروبي اهتمامًا خاصًا بوتيرة الرحلات المنطلقة من هذه الدول وبنسب إشغالها.
حرب التصريحات
يؤكد الأوروبيون في بروكسل، أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي حيال هذا التهديد، ويتوعدون مينسك بحزمة عقوبات جديدة.
وفي المقابل أعلن الرئيس البيلاروسي، أنه لن يصد المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي؛ بل وهدد بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، إذا فرضت عقوبات على بلاده بسبب أزمة المهاجرين، وقال: “نحن نمد أوروبا بالتدفئة وهم يهددوننا”، في إشارة إلى خط أنابيب الغاز الروسي الذي يمر عبر بيلاروسيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأضاف: “وماذا لو أوقفنا إمدادات الغاز الطبيعي؟ لذلك أوصي قيادة بولندا وليتوانيا وغيرهم من أصحاب الرؤوس الفارغة بالتفكير قبل التحدث”.
وأثارت تصريحات لوكاشينكو مخاوف جديدة، وسط تفاقم نقص الغاز الطبيعي وارتفاع الأسعار في أوروبا؛ لكن مفوض الاتحاد الأوروبي للاقتصاد، باولو جينتيلوني، قال إن الكتلة “يجب ألا تخاف” من تهديدات لوكاشينكو.
ويتوقع إمكانية فرض مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على بيلاروسيا يوم الإثنين المقبل، وقد تشمل الإجراءات المحتملة استهداف مطار العاصمة مينسك، في محاولة لمنع شركات الطيران الدولية التي تنقل المهاجرين من الهبوط هناك.
كما أفادت تقارير بأن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على شركة الطيران الروسية الحكومية “إيروفلوت” لنقلها مهاجرين إلى بيلاروسيا، وهو ادعاء تنفيه الشركة.
+ There are no comments
Add yours