رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، اليوم الاثنين، بالتزام الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وقائد جماعة “فارك” المتمردة تيموليون هيمينيز، بالسلام رغم نتيجة الاستفتاء علي اتفاق السلام، الذي رفضه الأغلبية.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام فرحان حق، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة بنيويورك، إن الأمين العام بان كي مون يرحب بالالتزام العلني من قبل حكومة كولومبيا والقوات المسلحة الثورية الكولومبية – الجيش الشعبي (فارك) وجميع القوى السياسية في البلاد بالاستمرار في العمل لإنهاء النزاع المسلح وبناء سلام دائم بعد أكثر من خمسة عقود من الحرب، فالشعب الكولومبي لا يستحق أقل من ذلك.
وقال المتحدث الأممي إن “بان كي مون يعول على الشعب ليواصل المضي قدماً حتى يتحقق السلام الدائم”.
وأردف قائلا “كان الأمين العام يأمل في أن يخرج الاستفتاء على اتفاق السلام في كولومبيا بنتيجة مختلفة”، ولكنه أعرب عن “التفاؤل إزاء التزام الطرفين تجاه تحقيق السلام”.
وكانت أغلبية من شاركوا في الاستفتاء، أمس الأحد، قد رفضت اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية الكولومبية – الجيش الشعبي (فارك).
وأعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، قبوله نتيجة الاستفتاء، رغم رفض اتفاق السلام، كما ألمحت “فارك” بدورها إلى رغبتها في استمرار مفاوضات السلام، حيث نشرت، عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: “يمكننا أن نصل إلى السلام بأقوالنا وأفعالنا”.
وقال رئيس “فارك”، رودريغو لوندونو، إن المنظمة لا تزال ترغب في السلام، رغم نتيجة الاستفتاء، داعياً الكولومبيين الذين يحلمون بالسلام، إلى الثقة في المنظمة، مؤكداً أن النصر سيكون للسلام في النهاية.
ويُفهم من تصريحات الحكومة الكولومبية ومنظمة “فارك”، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في أغسطس/ آب الماضي سيستمر، إلا أنه لا يُعرف بعد على وجه التحديد، الطريق الذي ستسلكه الحكومة الكولومبية، بعد رفض الشعب اتفاق السلام الذي توصلت إليه مع المنظمة بعد مفاوضات دامت أربع سنوات.
وكان الرئيس سانتوس صرح قبل الاستفتاء، أنه لا توجد خطة بديلة في حال جاءت نتيجته برفض الاتفاقية، وأن الرفض سيعني عودة البلاد إلى حالة الحرب، إلا أن تصريحات سانتوس بعد الاستفتاء حول نيته استئناف التفاوض، وتبادل وجهات النظر مع معارضي الاتفاق، حولت الأنظار إلى المعارضين.
وجاءت نتيجة الاستفتاء، برفض 50.2% من المشاركين، للاتفاق، مفاجئة للمراقبين، إذ أن استطلاعات الرأي، التي أجريت قبيل الاستفتاء، كانت تشير الى تقدم كاسح لمؤيدي الاتفاق، إلا أن معظم استطلاعات الرأي تلك، أجريت في المدن الكبرى، وليس في المدن الصغيرة والمناطق الريفية، التي عانت بشكل كبير من عنف “فارك”.
كما أن انخفاض نسبة التصويت في الاستفتاء، ربما صب لصالح تفوق نسبة المعارضين للاتفاقية، وأسهمت الظروف الجوية السيئة، شمالي البلاد، في انخفاض نسبة التصويت.
ويبلغ عدد سكان كولومبيا 47 مليون نسمة، شارك منهم في الاستفتاء 13 مليوناً فقط، وصوت 50.2% منهم ضد الاتفاق، و49.8% لصالحها، ما يعني أن الفارق بين الجانبين يبلغ نحو60 ألف صوتِ فقط. –
+ There are no comments
Add yours