كيري يكشف عن مبادرة جديدة لحل الأزمة في اليمن

كشف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عما وصفها بـ”خطة ومنهج جديدين” لحل الأزمة في اليمن، تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الحوثيين، وانسحاب الحوثيين من صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة في اليمن إلى طرف ثالث (لم يحدده).

بينما أعرب وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن أمله في أن يغتنم الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح هذه المبادرة لتجنيب اليمن المزيد من الدمار.

جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقده الوزيران في مدينة جدة، غربي السعودية، في أعقاب اجتماع لكيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، توبايس إلوود، وشارك فيه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني.

وبين كيري أن الهدف من الاجتماع “كان البحث عن طريقة لإنهاء الصراع والحرب في اليمن”، مشيرا إلى أن الحرب لم تتسبب فقط في مقتل 6500 شخص حتى اليوم، وإنما تحولت إلى أزمة إنسانية ذات حجم كبير يتولد منها تهديدات أمنية.

وقال: “هناك حاجة لاحترام وسيادة أمن السعودية، وأن يكون للحوثيين، وهم أقلية، دور في حكم اليمن”.

واعتبر أن “استعادة الاستقرار في اليمن مهم جدا من أجل تخفيف المعاناة هناك، ومنع مجموعات مثل القاعدة وداعش من الاستفادة بشكل إضافي من الفراغ وانعدام الأمن والاستقرار”.

وعن تفاصيل الخطة الجديدة، قال كيري: “هذا الصباح التقينا نحن الرباعي (أمريكا والسعودية والإمارات وبريطانيا) مع المبعوث الأممي (إسماعيل ولد الشيخ أحمد) من أجل تحريك مفاوضات حل الأزمة في اليمن، ووافقنا على منهج جديد من أجل إعادة إطلاق المفاوضات يقوم على مسارين: سياسي وأمني، ويعملان مع بعضهما من أجل التوصل لتسوية شاملة، وهذا المساء وافق وزراء خارجية مجلس التعاون على هذه المبادرة”.

وبين أن الخطة تتضمن “منهج شامل سيتضمن في مرحلته الأولى تشكيل سريع لحكومة وحدة وطنية، وانسحاب (الحوثيين) من صنعاء والأماكن الأخرى وتحويل الأسلحة الثقيلة من أيدي الحوثيين وحلفاءهم إلى طرف ثالث (لم يحدده)، على أن تحترم حكومة الوحدة الوطنية الحدود وعدم تهديد دول الجوار”.

ودعا كيري الحوثيين وحلفاءهم إلى دعم هذه المبادرة.

ولفت إلى أن “ولد الشيخ سيبدأ من اليوم مشاورات (مع أطراف الأزمة)؛ للتوصل إلى تفاصيل نهائية لهذه المبادرة”.

وقال: “اليوم في جدة أعدنا التأكيد على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن، ولكن يجب أن تنتهي بطريقة تحمي حقوق وسيادة سيادة السعودية ودول المنطقة، ولا تتضمن تهديد لأي دولة”، مشددا على أن بلاده “ملتزمة بأمن السعودية”.

وأضاف: “المبادرة التي دعمناها اليوم تتعامل مع كل الأطراف المعنية”.

واعتبر أن هذه المبادرة “كفيلة لإحلال السلام؛ حيث تلبي متطلبات كل أطراف الصراع اليمني. المبادرة المطروحة الأن تعطي الثقة للحوثيين بالانخراط في العملية السلمية والمشاركة في العملية السياسية، مع أنهم يشكلون أقلية صغيرة في البلاد”.

واستطرد: “ستكون مشاركة لمختلف الفرقاء من شأنها إعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف، والمطلوب أن نجمع أطراف الأزمة حول طاولة المفاوضات، والمبادرة الجديدة لا تترك مجال للتأويل حول بناء حكومة جديدة في اليمن، هذه المبادرة تضمن حدود وسلامة حدود الدول المجاورة”.

وحذر كيري من أنه إذا لم يتعاط الحوثيين مع المبادرة الجديدة، فإن “المجموعة الدولية ستأخذ إجراءات مناسبة (لم يحددها)، وستدرك حينها أن هناك اطراف ترفض الحل السياسي والسلمي في اليمن”.

من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي، عال الجبير، أن تدخل بلاده في اليمن جاء بطلب من الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لدعم الشرعية في اليمن، ولحماية حدود بلاده، مؤكدا على أنه “ليست هناك أطماع سعودية في اليمن”.

وقال الجبير: “رأينا صورايخ باليستية تُنشر على حدودنا، ليس لنا مطامع في اليمن، نريد أن نحمي بلدنأ، وأن ينعم اليمن بالأمن والسلام، وانخرطنا في هذه الحرب؛ لأن هناك قرار أممي وطلب رسمي تم توجيهه من الرئيس الشرعي (هادي)”.

وأضاف: “قمنا بطرد الحوثيين من كثير من المناطق، ودعمنا الحكومة الشرعية، وقللنا من الخطر الذي يهدد حدودنا، ودفعنا باليمن بعيد عن أيادي إيران وحزب الله (اللبناني)”.

ولفت إلى أنه تم خلال اليوم التأكيد على التمسك بالمرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية، وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216.

وبين أن المملكة والتحالف ملتزمة بإيجاد حل سلمي لليمن وإعادة بناء اليمن بعد الوصول لتفاهم واتفاق.

وحول المبادرة الجديدة التي كشف عنها كيري، قال الجبير: “اليوم بحثنا أفكار مع المبعوث الأممي تعكس رغبة التحالف في الوصول لحل سلمي. مجموعة الحوثي – صالح هم من رفضوا التوقيع على اتفاق والاقتراحات التي اقترحها المبعوث الأممي في الكويت؛ بحجة أن الفقرات ليس بها وضوح، والآن ليس هناك حجة لأحد لأن الصيغة المقترح متكاملة”.

وأعرب عن أمله في أن “يغتنم الحوثيين وصالح هذه الفرصة لاستئناف المفاوضات والوصول لحل لسلمي يجنب اليمن المزيد من الدمار”.

وقال الجبير: “نطالب الحوثيين بفك الحصار عن المدن اليمنية للسماح بادخال المساعدات للمحتاجين، ونناشد جميع الأطراف اليمنية للعمل مع المبعوث الأممي لإخراج اليمن من ازمته الحالية”. –

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours