كل ما تريد معرفته عن آخر المستجدات في إدلب

1 min read

مسيرة القنل والدماء لدى النظام السوري لا يبدو أن لها نهاية في المدى القريب.. ورغم كل الاتفاقات الداعية إلى خفض التصعيد خاصة في إدلب، إلا أنه يزرع الموت ويحصد الأرواح، وحلفاؤه، أينما حلوا وحلت قواتهم.

لعل هذا ما جعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم بالعاصمة الروسية موسكو، يعرب اليوم مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عن قلقهما بشأن هذا الوضع.

رفض تركي

فمن جانبه أكد أردوغان رفضه ممارسات قوات النظام من قتل وتفجير في بيوت المدنيين، في إدلب، تحت ذريعة محاربة الإهارب فيها، بينما أكد بوتين اتفاقه مع الرئيس التركي "على القضاء على الإرهابيين في إدلب"، والقيام بما يلزم في هذا الخصوص.


موقع إدلب

تقع إدلب شمال غربي سوريا، وتقابل ولاية هطاي التركية، وتشترك معها بحدود يبلغ طولها مع الولاية 130 كم، ويحدها من الشرق ريف محافظة حلب ومنطقة عفرين من الشمال(تابعة لحلب)، ومحافظة حماه من الجنوب، ومحافظة اللاذقية من الغرب.

اتفاق

وفي 4-5 مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران الدول الضامنة لاتفاق أستانا توصلها لاتفاق يقضي بتحديد "منطقة خفض التصعيد" وتشمل محافظة إدلب وريف حلب الغربي، وريف حماه الشمالي وريف اللاذقية.

هجمات إدلب

تعرضت إدلب المعروفة بمعقل المعارضة لهجمات جوية وبرية عنيفة، بعد انخراط روسيا في الحرب الدائرة إلى جانب النظام السوري منذ أكتوبر 2015.

وعلى الرغم من ذلك، وبسبب وقوع إدلب بالقرب من الحدود التركية حيث تعتبر آمنة نسبيا، باتت المحافظة ملجأ يأوي قرابة 4 ملايين مدني خلال الحرب، بسبب هجمات النظام والتهجير القسري للمدنيين من باقي المحافظات.

أستانا

وبتجاهل النظام اتفاق أستانا، وتم تدمير العديد من المناطق السكنية في منطقة خفض التصعيد، إضافة إلى قصف عشرات المستشفيات والمدارس التي خرجت عن الخدمة.

السيطرة

وتنقسم السيطرة في إدلب إلى مناطق سيطرة "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تشكلت من 14 مجموعة نشطة من المعارضة، ومناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام " المجموعة المسلحة المناهضة للنظام.
وتزعم روسيا أن الجماعات الإرهابية تسيطر على إدلب.

نزوح

ونتيجة لهجمات النظام وحلفائه العنيفة والمتزايدة، أجبر عدد كبير من السكان على مغادرة منازلهم، وشردوا في الأراضي الزراعية والحقول وتحت أشجار الزيتون، بسبب امتلاء المخيمات على الحدود السورية.

ويعاني المدنيون من نقص الحاجات المعيشية الأساسية، مثل المياه والدعم الطبي والحمامات والبني التحتية، وارتفاع درجات الحرارة صيفا والبرودة شتاء، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بمختلف الأمراض، وبسبب كل ذلك تزداد أعداد المدنيين المتجهين للحدود التركية.

وعلى الرغم من الاتفاق المبرم بين تركيا وروسيا(سوتشي) في 17 سبتمبر 2018، تواصلت الهجمات على المنطقة، حتى استولى النظام على مناطق بجنوب إدلب وشمالي حماه، الأمر الذي أدى إلى نزوح نحو مليون مدني باتجاه الشمال بالقرب من الحدود التركية، فيما توجه جزء آخر إلى مناطق درع الفرات وعصن الزيتون التي حررتها القوات التركية والجيش السوري الحر من الإرهابيين.

ويتزايد القلق من أن يرتفع أعداد النازحين إلى 1.5 مليون مدني في حال تحرك النظام باتجاه مناطق أريحا وسراقب ومعرة النعمان.

أهميتها لتركيا

تشترك إدلب مع تركيا بحدود يبلغ طولها 130 كم، وفي حال تقدم النظام باتجاه عمق المحافظة فإن احتمال ظهور موجة هجرة جديدة باتجاه ولاية هطاي التركية تثير قلق تركيا التي تشكل ملجأ آمنا للمدنيين.

ومن ناحية أخرى، وجود 12 نقطة مراقبة تركية داخل حدود منطقة خفض التصعيد يجعل إدلب أكثر أهمية.

وفي الوقت الحالي، فإن عمق مساحات ومناطق سيطرة المعارضة في إدلب يسمح ببقاء الاشتباكات بعيدة عن حدود تركيا.

أنشأت تركيا وروسيا، نتيجة لاتفاق تم التوصل إليه في أستانا نقاط مراقبة ومنطقة منزوعة السلاح، حيث تمتلك تركيا 12 نقطة مراقبة في حين تمتلك روسيا 13 نقطة مراقبة.

وإضافة إلى ذلك، توصل البلدان إلى اتفاق إضافي في 17 سبتمبر 2018، من أجل منع حدوث موجات نزوج كبيرة ومذابح بحق المدنيين نتيجة لهجمات النظام المستمرة.

ويواصل المسؤولون الأتراك والروس إجراء محادثات حول وقف عام لإطلاق النار وضمان السلام في المنطقة.

رغم اتفاق إدلب، فقد سرع النظام هجماته في جنوب وجنوب شرقي إدلب خلال الفترة بين فبراير وأبريل الماضيين، ومنذ الاتفاقية تم تهجير 945 ألف 992 مدنياً في منطقة خفض التصعيد.

وخلال الفترة نفسها قتل 1282 مدنيا نتيجة هجمات النظام وروسيا ومن بينهم 219 امرأة و341 طفلاً.

قدمت روسيا للنظام السوري الدعم الجوي والبري خلال عملياته المزعومة ضد الإرهابيين.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 19 أغسطس/آب الجاري "إن روسيا تدعم جهود الجيش السوري ضد الإرهابيين".

ودعمت روسيا بشكل مباشر دخول النظام للعديد من المناطق في ريف إدلب وحماه، فاستهدفت التجمعات السكنية من الجو وقتلت مئات المدنيين وتسببت في خروج عشرات المستشفيات والمدارس.

رسائل الرئيسان

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد أنه لا يمكن القبول بقتل النظام للمدنيين في إدلب بسوريا، تحت ذريعة محاربة الإهارب.

وأوضح أردوغان أن بلاده لا يمكنها الإيفاء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب اتفاقية سوتشي إلّا بعد وقف هجمات النظام السوري على إدلب.

وأكد بوتين، أن روسيا وتركيا تواصلان أعمالهما بشكل مثمر في إطار مسار "أستانا" الذي يعد العملية الأكثر نجاعة لحل الأزمة السورية، معربا عن قلقه الشديد إزاء الوضع في إدلب.

وأضاف بوتين أنه تم تحديد إطار التدابير الإضافية مع تركيا من أجل القضاء على الإرهابيين، مشيرا إلى اتفاقه مع الرئيس أردوغان "على القضاء على الإرهابيين في إدلب"، والقيام بما يلزم في هذا الخصوص.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours