كلنا أذكياء ولكن “كبصمة الإصبع” لايُشبه أحدنا الآخر

1 min read

بقلم- -شيماء عمرو

“كبصمة الإصبع” لكل منا “سمت عقلي” خاص به، فأنماط الذكاء لدينا تتفاعل بنسب مختلفة لدى الفرد الواحد ليتميز بنمط تفكيري يختلف عن أقرانه، فالناس لا يختلفون فقط في مستوى كل نوع من أنواع الذكاء؛ لكن في طبيعة العلاقة بين هذه الأنواع؛ لينتج لنا في النهاية شخص ذو تفكير مختلف لايتشابه مع أحد.

فأنت ذكي ولكن عليك اكتشاف أي أنواع الذكاءات حباك إياها الله، ومن ثمة تنميتها واستثمارها لتجني خير الدنيا.

فكم من طفل ظُلم وأُحبط من مدرسيه ووالديه بسبب المقارنة بينه وبين زملائه أو أحد أفراد العائلة ” أنظر إلى فلان لقد حصل على الدرجة النهائية في مادة الرياضيات” أو ” أنظر إلى فلان لقد أصبح لاعب كرة مشهور” ونتناسى أننا نجنى عليه، وأنا العيب فينا.

فلابد أن يكون لدى الأسرة قبل المؤسسة التعليمية التي يلتحق بها الطفل، الوعى بأنماط الذكاء وكيفية اكتشافها، لمعرفة أي منها تغلب على هذا الطفل ومن ثمة تنميتها لننتفع بهذا الفرد ذلك الثروة البشرية التي منحها إيانا الرب.

طرح “هوارد جاردنر”-الأستاذ بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة- لأول مرة عام 1983م نظرية “الذكاء المتعدد” في كتاب له بعنوان”أُطر العقل”، واستمر في تطويرها لما يزيد عن 20 عامًا بعد ذلك.

وتقوم نظرية “جاردنر” على ركيزتين أساسيتين: الركيزة الأولى تؤكد أنه لا يوجد نوع واحد من الذكاء الإنساني، بل توجد عدة أنواع من الذكاء يشكل كل منها نَسَقًا مستقلًا خاصًا به، ويشغل كل منها مركزًا مستقلًا في المخ.

أما الركيزة الثانية التي تقوم عليها النظرية فترى أن أنواع  الذكاء تتفاعل فيما بينها للقيام بمهام الحياة المختلفة. فالتفاوض بين بائع ومشتر على سعر بيت مثلًا، يتطلب تعاونًا بين الذكاء اللفظي والذكاء المنطقي الرياضي وذكاء العلاقات مع الآخرين.كما ذكر الدكتور عمرو شريف، والدكتور نبيل كامل في كتابهما “المخ ذكر أم أنثى”.

طرح “جاردنر” ثمانية أنواع للذكاء، وقد تمكنت الدراسات اللاحقة من التوصل إلى تحديد المراكز المخية المسئولة عن بعض هذه الأنواع.

1-    الذكاء اللغوي

يتضمن التمكن من مهارات فهم اللغة من خلال القراءة أو الاستماع، وكذلك مهارات إنتاج اللغة من خلال الكتابة أو الكلام. ويوجد مركز هذه المهارات في منطقة”بروكا” التي تقع في الفص الأمامي من النصف الأيسر من المخ.

2-    الذكاء المنطقي –الرياضي

يتضمن التمكن من التفكير المنطقي(إدراك الأنماط المشتركة والاستدلال والربط بين العناصر)، كما يشمل التمكن من إتمام العمليات الرياضية والتعامل بالأرقام.

إن كلًا من الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي –الرياضي مطلوبان بقوة لأداء اختبارات التحصيل المدرسي واختبارات الذكاء التقليدية.

3-    الذكاء المكاني

يتضمن التمكن من التعامل مع المكان والانتقال من مكان لآخر، وتحديد الأبعاد الثلاثة في الفراغ وقراءة الخرائط. فهو ذلك الذكاء الذي يتوافر عادة لدى الملاحين الجويين والبحريين وكذلك الجراحين، ولدى ممارسي الفنون البصرية كالرسم والنحت وأيضًا لاعبي الشطرنج المحترفين. ويوجد مركز هذا النوع من الذكاء في المنطقة الخلفية في النصف الأيمن من المخ.

4-    الذكاء الموسيقي

يتضمن التمكن من ممارسة الغناء والعزف والتأليف الموسيقي، وكذلك فهم هذه المهارات والاستمتاع بها. ويقع مركز هذا الذكاء في النصف الأيمن من المخ وإن كان غير محدد الموضع بشكل دقيق.

5-    الذكاء الجسمي- الحركي

يتضمن التمكن من استخدام الجسم أو أجزاء منه لأداء عمل معين كالإنتاج الفني كالتمثيل ورقص البالية أو النشاط الرياضي ككرة القدم أو اجراء العمليات الجراحية. ويوجد مركز هذا الذكاء في المنطقة الحركية في مؤخرة الفص الأمامي في النصفين الكرويين للمخ.

6-    ذكاء العلاقات مع الآخرين

يتضمن التمكن من التعرف على مشاعر ودوافع  ونوايا الآخرين والتعامل معهم. وغالبًاما يتمتع بهذا النوع من الذكاء الناجحون من السياسيين ومديري الإعلانات، ومحترفي التسويق والمعالجين النفسيين والمدرسين.

7-    ذكاء فهم الذات

يتضمن تمكن الشخص من فهم مشاعره وأولوياته ونقاط ضعفه وقوته، وكذلك استخدام هذا الفهم في تنظيم حياته وعلاقته بالآخرين.

8-    الذكاء التصنيفي

يتضمن من التمكن من إدراك وتصنيف أنماط الموجودات والمفاهيم. ويمثل تشارلز داروين صاحب نظرية التطور مثال جاردنر الرئيسي لتوضيح هذا النوع من الذكاء.

ويشير جاردنر إلى نوعين  آخرين من الذكاء، وهما الذكاء الروحي ويتضمن الاهتمام بالقضايا الفوق حسية، والذكاء الوجودي الذي يتضمن الاهتمام بالقضايا الأساسية للوجود الإنساني ويرى جردنر أن الأبحاث اللازمة  لإثبات وجود هذين النوعين من الذكاء مازلت في مرحلة مبكرة، كما ذكر جاردنر في خطابه الذي ألقاه أمام جمعية البحث التربوي الأمريكية عام 2003(بمناسبة مرور 20 عامًا على تقديم النظرية لأول مرة) أن المستقبل قد يحمل أنواعًا جديدة من الذكاء، مثل الذكاء الرقمي، والذكاء الجنسي.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours