ركزت كلمات القادة ورؤساء الوفود في القمة العربية على مستوى الرؤساء التي انطلقت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، اليوم الاثنين، على التذكير بالقضية الفلسطينية والتأكيد على أنها لا تزال قضية العرب الأولى، فضلا عن توجيه انتقادات حادة إلى إيران، واتهامها بمواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وحذر عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، من خطوب مزمنة يتعرض لها العالم العربي في قضية فلسطين.
وقال الجبير، خلال كلمته أمام القمة العربية، إن “القضية الفلسطينية تشكل بندًا ثابتا في جدول أعمالنا، وهذا يعود لاستمرار التعنت الإسرائيلي المتناقض لرؤي السلام وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
كما أكد شريف اسماعيل، رئيس الوزراء المصري، في كلمة بلاده، على أن القضية الفلسطينية “ما تزال قضية مصر الأولى”.
من جانبه، طالب رياض المالكي، وزير خارجية فلسطين، مساندة بلاده لرفع قضية ضد بريطانيا بسبب إطلاقها “وعد بلفور”، الذي مهد لاستيطان اليهود في أرض فلسطين، محذرًا من تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل أن تنهي احتلالها للأراضي العربية.
و”وعد بلفور” أصدرته الحكومة البريطانية بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، على أن القضية الفلسطينية ستظل “قضيتنا المركزية، والتحدي الأول في الشرق الأوسط”.
وأضاف: “آن الأوان أن يدرك العالم أنه بدون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية فإن هذه المنطقة لن تنعم بالاستقرار، وعلى العالم وقف الاستيطان، وإعادة المفاوضات استنادا لحل الدولتين، والمبادرة العربية للسلام، وقيام الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من يونيو/حزيران” ١٩٦٧.
وقال رئيس حكومة “الوفاق الوطني” الليبية، فائز السراج، إن “فلسطين هي قضية العرب الأولى إلى أن يتحقق السلام الشامل المبني على إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين دون شرط أو قيد”.
في السياق، قال الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر جيله، في كلمته: “نؤكد موقفنا الثابت المؤيد لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة استناد لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية التي تعتبر الأساس لإنهاء الصراع الدائم في الشرق الاوسط”.
واتهم عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الجزائري، الاحتلال الإسرائيلي بـ”التعنت وانتهاك أبسط حقوق الإنسان، ورفض حق شعب فلسطين في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف”.
وفي كلمته أيضا أمام القمة، جدد الرئيس السوداني عمر البشير موقف بلاده الدعم لفلسطين.
وأكد البشير أن القضية الفلسطينية “ستظل قضية العرب المركزية”، لافتا إلى أنه قرر فتح مرحلة جديدة من التعاون بين فلسطين والسودان لوضع العلاقات في إطارها الصحيح عبر توقيع اتفاقيات ثقافية وسياسية تدعم صمود الشعب الفلسطيني.
من جانبه حث إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى القمة، كل من فلسطين وإسرائيل على العمل مع المجموعة الرباعية الرامية لإيجاد حل سياسي، وأن توقف إسرائيل التمدد الاسيتطاني غير القانوني، داعيًا الفصائل الفلسطينية إلى أن تتجاوز الخلاف وتدين الإرهاب بكافة أشكاله.
وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، على أن “قضية فلسطين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في صدر العمل العربي المشترك”.
ووصف المواقف الإسرائيلية بأنها “شديدة التصلف”، داعيا لاستغلال بوادر الزخم الدولي الجاري لإنقاذ السلام، في إشارة على ما يبدو للمبادرة الفرنسية التي تسعي لإقامة مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط قبل نهاية العام الجاري.
ونالت إيران كذلك نصيبا وافرا من كلمات القادة وممثليهم أمام قمة نواكشوط، موجهين انتقادات حادة لطهران، واتهموها بمواصلة التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.
فحول الدور الإيراني في الأزمة ببلاده، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي: “كنا حذرنا مرارًا من استمرار الانقلابيين في محاولة اختطاف الدولة وهويتها ونسيجها المجتمعي وجره بعيدا، والارتماء في أحضان المشروع الإيراني الذي لا يستهدف اليمن وحده بل المنطقة كاملة”.
واتهم هادي “المشروع الإيراني الصفوي” بأنه “يسعى لتمزيق هوية اليمن، ويستهدف الوطن العربي بأكمله”.
وقال: “الحوثيون وصالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب”، وبعد أشهر من التفاوض في الكويت يواصلون المماطلة.
وقال أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن “نجاح أي حوار مع إيران لابد أن يأتي عبر احترامها لقواعد القانون الدولي، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية”.
ودعا محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس الوزراء البحريني، إيران إلي التوقف عن “التدخل في شؤون بلاده”، معتبرا أن جهود بلاده في مكافحة الإرهاب “لن تنجح إلا بالتصدي للتدخلات الخارجية خاصة الإيرانية”.
وقال، في كلمته: “لن تنجح جهود مكافحة الإرهاب إلا بتصدي لكل جهود التدخل في المنطقة وخاصة التدخلات الإيرانية التي تدعو للعنف (…) وعن طريق التصريحات الإعلامية والدعم اللوجسيتي للمجموعات الإرهابية”.
وطالب إيران بـ”التوقف الفوري عن كل الممارسات التي تهدف لزعزعة الأمن واحترام حسن الجوار”، مشيرًا إلى أن “تلك التدخلات ستبوء بالفشل إذا وجدت جهود عربيا مشتركة” لمواجهتها.
وأوضح أنه بلاده تدعم القضية الفلسطينية التي تمر الآن بمنعطف صعب، معتبرا أن مبادرة السلام العربية “هي الأساس لحل القضية الفلسطينية”.
كما دعا رئيس البرلمان العربي، أحمد الجروان، إلى اتخاذ موقف موحد ضد ما اعتبره “تدخلا إيرانيا مستفزا” في بلدان عربية، واصفا إيران بـ”الدولة غير الصديقة”.
وفي كلمته، قال الجروان: “لابد من تحديد موقفنا من إيران خاصة فيما يتضح لنا من نوايا سلبية منها تجاه تمويل جهات (لم يحددها) تؤجج الفتنة في بلادنا العربية”.
وأضاف: “التدخل الإيراني المستفز ببلداننا العربية، وخاصة في دولة البحرين، لا تعبر به إيران عن أنها دولة صديقة لجيرانها”، مطالبا بإنهاء احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبوموسى).
وأكد الجروان أن “القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولي، ولابد من تحقيق الحل العادل الشامل المتمثل في إنهاء الاحتلال”، داعيًا لفرض عقوبات دولية على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ الالتزامات الدولية في ظل عدم جديتها في عملية السلام واحتلالها أيضا لهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية. –
+ There are no comments
Add yours