زعم الكاتب الأمريكي، ستيفن كوك، أن محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها تركيا، منتصف يوليو/ تموز الجاري، “ما كانت لتنهي الديمقراطية في البلاد في حال نجاحها”، متجاهلا خروج ملايين الأتراك إلى الشوارع والميادين للتعبير عن رفضهم للانقلاب.
جاء ذلك في مقال له، نشر على مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية، بعنوان “كيف حوّل (الرئيس رجب طيب) أردوغان تركيا إلى دولة سلطوية مجددا”.
وحاول كوك، الذي يعمل خبيرا في السياسات التركية والشرق أوسطية، بمنظمة “مجلس العلاقات الخارجية”، المعروفة بقربها من أوساط صنع القرار بالولايات المتحدة، إضفاء الشرعية على محاولة الانقلاب الفاشلة، التي نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تنتمي لمنظمة “فتح الله غولن” الإرهابية.
وأثار مساواته بين حكومة تولت السلطة بانتخابات ديمقراطية والانقلابيين تساؤلات كبيرة، في وقت اعتبر فيه كل زعماء العالم محاولة الانقلاب “ضربة عسكرية ضد الديمقراطية”.
وادعى كوك، المعروف بانتقاده لأردوغان في كل مقالاته تقريبا، أن هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية “TRT”، وحزب العدالة والتنمية الحاكم، أصبحوا أدوات سياسية، دون أن يقدم دليلاً واحداً يدعم مزاعمه.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أجرى كوك، في مقال آخر نشره على مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية للشؤون الخارجية، مقارنة بين النموذجين المصري والتركي، حيث سرد أسباب “نجاح” الانقلاب في مصر (في 3 يوليو/تموز 2013) وفشله في تركيا، وكأنه يقدم دليلا إرشاديا للذين سيقومون بانقلابات مستقبلا.
وفي مقال آخر له، نشر على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عقب محاولة الانقلاب مباشرة، قلل كوك من شأن مقاومة الشعب التركي للانقلاب، معتبراً أن “محاولة الانقلاب تأخرت 10 سنوات”، زاعما أن تركيا “كانت تشهد انقلابا كل 10 سنوات”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/ يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة. –
+ There are no comments
Add yours