قال قيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إن هناك جهودا تبذل مع السلطات المصرية لتخفيف حدة الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح معبر رفح البري على الحدود مع مصر، وتحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيرا في الوقت ذاته أن حركته ترفض أن تكون جزءًا من تجاذبات بالمنطقة، “يُراد منها عزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي”.
وفي لقاء خاص مع “الأناضول” في مدينة إسطنبول التركية، على هامش اجتماع مفتوح شارك فيه عدد من القيادات الفلسطينية مؤخراً، قال ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، “أبو عماد الرفاعي”، إنه “يتم العمل منذ فترة مع الجانب المصري، في سياق تخفيف حدة الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحديداً فيما يتعلق بفتح معبر رفح”.
وأضاف، أن “ما يعيشه أهلنا في القطاع، من حصار خانق وشلل في حركة السفر والتنقل، يزيد من مأساة الشعب”، مطالبا القيادة الفلسطينية بالبحث عن آليات للخروج من الأزمة التي يعيشها القطاع، والوضع الفلسطيني بشكل عام.
ومنذ أن فازت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، التي تعتبرها إسرائيل “منظمة إرهابية”، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية يناير/كانون ثان 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران 2007.
كما أن مصر تغلق معبر رفح على حدودها مع القطاع بشكل شبه كامل، منذ يوليو/تموز 2013، وتفتحه كل عدة شهور بشكل استثنائي لسفر بعض الحالات الإنسانية.
وفي السياق، أشار “الرفاعي”، أن “العمل مع مصر يشتمل طرح موضوع المصالحة الفلسطينية، وبذل جهود لتخفيف الاحتقان الذي كان في الماضي، بين حماس، والجانب المصري، وشهد في الفترة الأخيرة تراجعا تدريجيا”.
وكان المتحدث الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي، داود شهاب، قد قال في وقت سابق، إن:” الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، وصلا القاهرة، للقاء عدد من المسؤولين”.
كما أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد دعا، في تصريحات صحفية، خلال افتتاح محطة للكهرباء بأسيوط (جنوبي البلاد) بثها التلفزيون الحكومي، في وقت سابق الشهر الجاري، الفصائل الفلسطينية، إلى ضرورة “التوحد وتحقيق مصالحة حقيقية”، مشيرًا إلى استعداد بلاده للعب دور الوساطة بينها، وهو ما قوبل بترحيب من حركتي “فتح” و”حماس”.
ويسود الانقسام السياسي والجغرافي، أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، في أعقاب سيطرة حماس على قطاع غزة.
وتسيطر حركة حماس على غزة، فيما تدير حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الضفة الغربية، ولم تفلح جهود المصالحة، والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين، وإنهاء الانقسام الحاصل.
وحول الأحداث والنزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، قال القيادي في “الجهاد الإسلامي”: “ليس واردًا أن ندخل في التجاذبات التي تحصل في المنطقة، لأن الفلسطيني يجب أن يكون بعيداً عنها، والتي يراد منها عزله عن عمقه العربي”.
وأضاف موضحًا أن “العلاقة مع أي قُطر عربي أو إسلامي تأتي وفق المصلحة التي تتطلبها دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي”.
وفيما يتعلق بعلاقة “الجهاد الإسلامي” مع تنظيم “حزب الله” اللبناني، أشار “الرفاعي”، أن علاقة حركته مع الحزب مبنية على نفس علاقتها مع إيران، القائمة على أساس أن “كل من يدعم ويخدم المقاومة في فلسطين، نكون معه، سواء كان حزبا أو دولة”.
واستطرد قائلًا “نحن نرحب بمن يريد أن يقدم الدعم للشعب الفلسطيني، دون قيد أو شرط، وينبغي علينا ألا ندعم القضية الفلسطينية من الزاوية المذهبية، أو العرقية، لأنها قضية الجميع، و(الجهاد الإسلامي) تبني علاقتها مع الجميع، بدون أية شروط مسبقة، وعلى قاعدة الإسلام، وفلسطين، والجهاد، وهذه هي الأسس التي ننسج به علاقتنا مع إيران”.
وتابع “نعتبر القضية الفلسطينية، قضية العرب والمسلمين، ولا نستطيع أن نرفض أو نمنع أي جهة تمد يد العون للشعب الفلسطيني”.
إلى ذلك، أبدى ممثل الجهاد الإسلامي في لبنان، تخوف حركته على القضية الفلسطينية نتيجة الانشغال والتخلي العربي والإسلامي والدولي عنها.
وشدد “الرفاعي” على ضرورة وجود موقف فلسطيني موحد، يعمل على رفض الاستيطان، والتهويد، والسياسات، والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونشأت حركة الجهاد الإسلامي في آواخر السبعينيات على يد مؤسسها وأمينها العام فتحي الشقاقي، مع مجموعة من الشباب الفلسطيني أثناء دراستهم الجامعية في مصر، وقد اغتيل الشقاقي على يد الموساد الإسرائيلي في مدينة “سليما” بمالطا عام 1995، وخلفه في قيادة الحركة عبد الله شلّح.
+ There are no comments
Add yours