سيطرت قوات عملية “البنيان المرصوص” على مواقع جديدة في حي شعبية الجيزة البحرية في مدينة سرت بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي تنظيم “داعش”.
وقال المكتب الإعلامي لغرفة عمليات تحرير سرت إن قوات البنيان المرصوص توغلت في الحي من عدة محاور على الرغم من المقاومة التي واجهتها، والتي وصفها المكتب بأنها “مقاومة يائسة”.
بضعة أمتار
وتتقدم قوات عمليات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني ببطء شديد في الحي الذي يعدُّ آخر معاقل التنظيم في المدينة الليبية نتيجة استماتة مقاتليه في الدفاع عن الحي واستخدامهم المدنيين دروعا بشرية.
وقد أعلنت غرفة عمليات تحرير سرت أن القوات الحكومية نجحت في فتح ممرات آمنة لخروج عدد من المدنيين الفارين من مناطق الاشتباك في حي الجيزة البحرية. ونقل المكتب الإعلامي للبنيان المرصوص شهادات مدنيين فروا من ساحة المعارك تحدثوا فيها عن إعدام التنظيم الإرهابي أشخاصا حاولوا الفرار من الحي. كما أكد الفارون أن عائلات محاصرة ترغب في الخروج لكنها تتردد في ذلك خوفا من انتقام مقاتلي “داعش”.
وتعول القوات الحكومية على قطع خطوط الإمداد عن التنظيم وتراجع معنويات مقاتليه من أجل تسهيل مهمة الإجهاز عليهم. وفي هذا السياق، تقول غرفة عمليات تحرير سرت إن التنظيم وصل إلى مرحلة من اليأس دفعته إلى وضع أحزمة ناسفة على مقاتليه الجرحى وتجنيد أطفال لاستخدام السلاح.
ويبدو أن قوات حكومة الوفاق ستركز في المرحلة المقبلة على القصف المدفعي لفتح الطريق أمام تقدم المقاتلين، وهي المهمة التي كان يتولاها الطيران العسكري. وتمت ترجمة ذلك عمليا بتوقف الضربات الجوية التي كانت تشنها مقاتلات تابعة للجيش الأمريكي.
وقال متحدث باسم البنتاغون تأكيده انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية في سرت مع إمكان استئنافها من جديد.
وأكد المسؤول الأمريكي تراجع مساحة سيطرة التنظيم داخل سرت إلى بضعة أمتار قليلة بحيث لم يعد يشكل تهديدا كبيرا للمدنيين.
وقد نفذ الطيران الأمريكي 367 غارة جوية في سرت منذ بدء عملياته في الفاتح من شهر آب/أغسطس الماضي.
استرجاع الهلال
ومع بدء العد التنازلي لإكمال تحرير مدينة سرت من قبضة “داعش”؛ يدور الحديث عن الخطوة التالية التي ينوي الجيش التابع لحكومة الوفاق القيام بها.
وفيما لم تتأكد حتى الآن فرضية شن هجمات لاستعادة منطقة الهلال النفطي القريبة جغرافيا من سرت؛ رفع جيش الكرامة الذي يقوده المشير خليفة حفتر من درجة تأهبه تحسبا لمثل هذا الهجوم.
وكشفت القيادة العامة لجيش الكرامة عن معلومات لديها حول خطة عسكرية يعتزم وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة مهدي البرغثي تنفيذها لاستعادة منطقة الهلال النفطي.
وقال المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد المسماري إن القيادة العامة للجيش حصلت على معلومات تشير إلى اجتماع سري عقده البرغثي في قاعدة الجفرة العسكرية قبل أيام جنوب ليبيا حول التخطيط لاستعادة منطقة الهلال النفطي.
وقال المسماري إن الاجتماع ضم ممثلين عن جماعات إرهابية مسلحة مثل “مجلس سرايا الدفاع عن بنغازي” و”مجلس شورى ثوار بنغازي”.
وأبدى الجيش التابع للمشير خليفة حفتر استعداده للتعامل مع أي طارئ وهو يراقب أي تحركات عسكرية قد تتم انطلاقا من قاعدة الجفرة.
وقد تعززت هذه المخاوف بتعهدات يطلقها من حين إلى آخر وزير الدفاع المكلف في حكومة الوفاق مهدي البرغثي باستعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي وذلك بعد نحو شهرين من سيطرة الجيش عليها.
ويخشى المجتمع الدولي نشوب صراع أهلي مسلح حول المنشآت النفطية، التي تشكل عماد الاقتصاد الليبي، وتعدُّ ورقة رابحة في المحافل الدولية لمن يمتلكها.
+ There are no comments
Add yours