قال جوزيف بنغورمبونا، الأمين العام الدائم بوزارة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي البوروندية، إن القمة الـ 17 الإستثنائية لقادة مجموعة دول شرق إفريقيا، المنتظرة عقدها غدًا الخميس المدينة التانزانية دار السلام، سيركز على الحوار البوروندي.
وفي تصريح للأناضول، أشار بنغورمبونا أن بنيامين مكابا، الوسيط الإفريقي في الأزمة البوروندية التي تعصف بالبلاد منذ أبريل/ نيسان 2015، سيقدم تقريرا حولها للرئيس التنزاني “جون موغوفولي” وأعضاء المجموعة.
وأجريت الجولة الثانية من الحوار البوروندي بين السلطات وعدد من الأحزاب المعارضة في البلاد، من 12 إلى 14 يونيو/حزيران الماضي بمدينة أروشا التنزانية.
ولم تتوصل المشاورات إلى نتيجة في ظل تواصل رفض السلطات البوروندية التحاور مع معارضة تصفها بـ “الراديكالية”، والمتمثلة في ائتلاف “المجلس الوطني لاحترام إتفاقية أروشا من أجل السلام والمصالحة في بوروندي ودولة القانون”، وفق مصادر رسمية.
ويتشبث الائتلاف المعارض بمشاركته ككتلة موحدة، في حوار سياسي تحت قيادة مجموعة دول شرق إفريقيا.
وعلى صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، قال جيريمي ميناني، المتحدث باسم “المجلس الوطني لاحترام إتفاقية أروشا من أجل السلام والمصالحة في بوروندي ودولة القانون” إن: “الإئتلاف يذكر بأن الحل الوحيد الذي من شأنه الإسهام في عودة السلام إلى بوروندي يمرعبر تكوين حكومة إنتقالية (دون مشاركة الرئيس بيير نكورنزيزا)”.
وقبل يوم من انطلاق القمة، لم تؤكد الحكومة البوروندية مشاركة الرئيس بيير نكورنزيزا من عدمه.
وكان من المنتظر أن يقدم الوسيط الإفريقي تقريره بشأن الأزمة البوروندية، في يوليو/تموز الماضي، على هامش قمة الإتحاد الإفريقي التي عقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي، غير أن عدم مشاركة الوفد البوروندي حال دون ذلك.
وأوضح وزير الخارجية البوروندي، آلان إيميه ناميتوي، أن وفد بلاده لم يتوجه إلى القمة، لسببين رئيسيين أولهما “تجاهل الاتحاد الإفريقي للشكوى التي قدمناها بخصوص رواندا، والسبب الثاني يتمثل في عدم تمكن الاتحاد الإفريقي من ضمان أمن بعثتنا، على اعتبار أن رواندا تأوي بورونديين شاركوا في محاولة انقلاب مايو/أيار 2015” في البلاد.
ويشارك لورونتين كانيانا، زير العدل البوروندي وآلان إيميه نامتوي، في الإجتماعات التحضيرية التي تسبق القمة، في دار السلام، وفق بنغورمبونا.
ومن المنتظر أن تبحث القمة الـ 17 لقادة مجموعة دول شرق إفريقيا، في المقابل، إتفاقية شراكة إقتصادية بين المجموعة والإتحاد الأوروبي وملفات تتعلق بدولة جنوب السودان.
ومنذ اندلاع الأزمة في أبريل/ نيسان 2015، على خلفية ترشّح الرئيس بيير نكورونزيزا لولاية رئاسية ثالثة يحظرها دستور البلاد، ولاقت رفضًا من قبل قوى المعارضة فيها، تعيش بوروندي على وقع أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحىً أمنيًا، مع تواتر الاغتيالات وأحداث العنف بشكل يومي.
ورغم إعادة انتخاب بيير نكورونزيزا، في يوليو/ تموز 2015، إلا أن الأوضاع لم تشهد انفراجة تذكر.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في يونيو/ حزيران الماضي، فقد أسفرت الأزمة البوروندية منذ اندلاعها، عن سقوط أكثر من 700 قتيل، وأجبرت ما يزيد عن 280 ألف شخص على مغادرة البلاد.
+ There are no comments
Add yours