رحبت قطر بنتائج المشاورات التي تم التوصل إليها بين السعودية وروسيا، اليوم الإثنين، بشأن النفط ، معتبرة أن الاتفاق بين الجانبين “حافز للتقدم في المفاوضات قدماً تجاه الوصول إلى آلية تدعم سوق النفط الدولي”.
وأعرب محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة القطري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية الرسمية “قنا”، مساء اليوم، عن “تأييد دولة قطر للبيان السعودي الروسي المشترك وما احتواه من تنسيق ما بين دولتين مهمتين جدا في قطاع النفط على الأخص باعتبارهما من أبرز المنتجين المصدرين في العالم، حيث يقضي الاتفاق بوضع آلية للتنسيق والتعاون ومراقبة السوق واتخاذ ما يلزم لتحقيق أهداف النهوض بأسعار النفط”.
تصريحات الوزير القطري جاءت عقب اجتماع ثلاثي عقد في الدوحة اليوم وضم إلى جانبه كلا من نور الدين بو طرفة وزير الطاقة الجزائري، ومحمد سانوسي باركندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.
وبخصوص التوقعات المرجوة من اجتماع الأوبك غير الرسمي المزمع عقده نهاية الشهر الجاري في الجزائر في ظل الاتفاق السعودي – الروسي، قال السادة ، “إنه مما لاشك فيه أن هذا التقارب يصب في مصلحة الجميع، وهذا الاتفاق قد وضعت له آلية مشتركة لمتابعة سوق النفط وأن الدولتين اتخذتا القرار المناسب”.
وجددا التأكيد على أن “الاتفاق السعودي – الروسي هو بمثابة حافز للتقدم في المفاوضات قدماً تجاه الوصول إلى آلية تدعم سوق النفط الدولي”.
وأشار إلى أن “السوق سيعود إلى مساره الصحيح ولكن يجب علينا العمل كمحفز من أجل المضي قدما في تسريع عملية التوازن وهو الأمر الذي يدعم بدوره تقليص الأثر الاقتصادي والاجتماعي ليس فقط على الدول النفطية ولكن على الاقتصاد العالمي أيضا”.
وأكد على ضرورة الوصول إلى سعر عادل للنفط من أجل السماح للدول المنتجة بالاستثمار في النفط والغاز من أجل ضمان العرض والطلب، والمساعدة على النهوض بالاقتصاد العالمي.
وبين أن “أوبك تبذل قصارى جهدها في هذا المجال وتنسق فيما بينها والدول الأعضاء والدول الخارجية”.
وأعرب السادة، عن اعتقاده بأن المناقشات الجارية يدعمها الصورة الإيجابية العامة لحالة من التوافق من الجميع على أن الوصول لسعر عادل للنفط أمر مهم وحيوي من أجل الصالح العام ولذا يجب العمل تجاه هذا الموضوع.. وأن كيفية العمل على هذا الأمر والوصول إليه هو ما يتم التشاور بشأنه حتى الاتفاق على إطار خاص به.
وأوضح أن الهدف من الاجتماع الثلاثي اليوم “كان التحاور والتفاهم والتنسيق بخصوص أوضاع النفط وأسواقه في العالم، وكذلك من أين وإلى أين يتم الانطلاق خلال الأسابيع القادمة التي تسبق اجتماع الأوبك غير الرسمي في الجزائر نهاية الشهر الجاري”.
ولفت السادة إلى أن “هناك تكثيفا للاجتماعات والاتصالات، لاسيما وأن الجميع يعي تماما أنه في صالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء من داخل أو خارج أوبك، أن يكون هناك سعر عادل للنفط يسمح باستمرارية تأمينه لمستهلكيه الأمر الذي يضمن بدوره استمرارية الاستثمار العالمي”.
وقال وزير الطاقة والصناعة القطري : “إن اقتصاد قطر مستقر ومتين وأن معدل النمو هذا العام قد بلغ 4 % رغم الظروف العالمية الحالية”.
وبشأن تقييمه، للجهود التي بذلتها قطر خلال الفترة الماضية مع الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك لضبط أسعار النفط ، أكد “أن قطر تترأس الأوبك وتبذل قصارى جهدها في هذا الشأن”.
وبين أنها “استطاعت ولأول مرة أن تعقد اجتماعين متتاليين في قطر هما (دوحة 1) – في فيراير/ شباط الماضي- و( دوحة 2 ) – في إبريل/ نيسان الماضي- في سبيل وضع آلية للتعاون للوصول الى استقرار اسعار واسواق النفط العالمية”.
ونوه بأن هذه المجهودات تسير في المسار الصحيح والدليل على ذلك ان الاتفاقات الخاصة بأسواق النفط حالياً هي وليدة اجتماعات الدوحة السابقة.
وكشف انه “يجري العمل حاليا على صياغة مسودة تضم كافة ما انتهت إليه اجتماعات الدوحة (منصة الدوحة) وتساهم في ضبط ايقاع اسواق النفط عالمياً”.
وأكد “إن قطر ستواصل وستكثف جهودها للسعي نحو تفاهمات مشتركة لصالح الاقتصاد العالمي”.
وبدأت روسيا والمملكة العربية السعودية، اليوم الإثنين، محادثات ترمي للوصول إلى اتفاق لتجميد إنتاج النفط، لتحقيق الاستقرار في أسعاره.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لوزارة الطاقة الروسية صدر عنه اليوم، أن روسيا والسعودية بوصفهما أكبر منتجين للنفط في العالم، بدأا إجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق لتجميد إنتاج النفط.
وأشار البيان أن البلدين اتفقا على العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط وأنهما يدرسان قرارًا لتجميد إنتاجه.
وكان وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك ونظيره السعودي خالد الفالح، وقعا في وقت سابق اليوم إعلانًا مشتركًا من أجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط، بعد محادثات أجريت في الصين، على هامش قمة مجموعة العشرين. –
+ There are no comments
Add yours