اتخذت حركة “الخدمة” (الكيان الموازي)، مقرًا لها في قرغيزستان، منذ أن استقلت البلاد عن الاتحاد السوفيتي في العام 1991، لتمارس منها أنشطتها، من خلال المؤسسات التعليمية التي عملت على تأسيسها بعد هذا التاريخ.
وتعتبر قرغيستان من أكثر الدول التي تغلغلت فيها هذه المنظمة، وبشكل كبير ومنظم، عبر مؤسسات “سيبات – Sebat” التعليمية الدولية، والتي تمكنت من توقيع اتفاقية تعاون مع وزارة التعليم القرغيزية، في 2 أيار/مايو من العام 1992، سمح لها بموجبها بافتتاح مدارس لها في البلاد.
وبناء على الاتفاقية، افتتحت المنظمة أولى مدارسها الثانوية للذكور، حيث من المعروف أن منظمة الكيان الموازي استغلت الأزمات في هذا البلد المستقل حديثا، والقواسم الثقافية المشتركة، ما سهل انتشارها في كامل قرغزيستان (إحدى الجمهوريات الناطقة بالتركية) .
وفي نفس الإطار، انطلقت المنظمة في افتتاح المدارس وسكن الطلاب في المناطق السبعة للبلاد، واستمرار الفعاليات التعليمية، ليصل العدد حاليا إلى 9 مدارس ابتدائية ومتوسطة، و16 ثانوية، ومدرستين دوليتين باسم “طريق الحرير Silk Road”، و”كامبريدج Cambridge”، فضلا عن جامعة دولية باسم “أتاتورك ألاتو Atatürk Alatoo”.
وعملت المنظمة على طباعة الكتب والمجلات، وتنظيم المؤتمرات، حيث يتلقى التعليم في مدارس مؤسسات “سيبات” كل عام نحو 10 آلاف طالب، فيما يعمل المتخرجون من هذه المدارس، على إنشاء مختلف الجمعيات، وإدارتها.
كما تركز هذه المنظمة على جذب الطلاب من خلال منح التعليم المجاني للمتفوقين، وهو ما رفع من قيمة ممتلكاتها في قرغيستان إلى أكثر من 100 مليون دولار، ويعمل في مؤسساتها نحو 2200 شخص.
ووضعت هذه المؤسسات المقربة من “الكيان الموازي” في العام الماضي، حجر الأساس لمبنى كبير في أهم شوارع العاصمة القرغيزية بشكيك، وهو شارع “ماناس”، الذي يصل إلى القصر الجمهوري، مقابل السفارة الأمريكية، حيث يتم إنشاء مجمع فخم هناك.
من جهة أخرى، تعمل مؤسسات غولن بالتعاون مع مؤسسات “سيبات”، على تعيين المتخرجين من مدارسها في مختلف المؤسسات الحكومية ، كما تعمل في المجال الإعلامي، منها إصدار صحيفة “زمان قرغيزستان Zaman-Kırgızistan”.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد حذر في وقت سابق، من أن قرغيزستان تعتبر من أكثر البلاد التي تغلغل فيها “الكيان الموازي”، وأنه قدم نصائح لنظيره حول ذلك.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو)، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة، والقضاء، والجيش، والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الإنقلابية الفاشلة.
+ There are no comments
Add yours