يبدو أن الخطة الأمريكية الصهيونية شارعت على مرحلة جني الثمار، بجعل العرب وإسرائيل أقرب لبعضهم من أي وقت مضى. وكان مؤتمر "وارسو" بداية ترسم بوضوح وجه هذا التقارب والتوافق العربي الإسرائيلي.
فللمرة الأولى جلس وزراء خارجية عرب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين دوليين في غرفة واحدة للحديث عن ما أسموه التمدد الإيراني لمنطقة الشرق الأوسط.
وعلى مدى أشهر طويلة سعى نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تكريس "مواجهة التمدد الإيراني" أولوية في الشرق الأوسط على حساب حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
نقطة تحول
نتنياهو اعتبر المؤتمر "نقطة تحول تاريخية" وقال في إشارة إلى حفل عشاء نظم للمشاركين بالمؤتمر الأربعاء، "شكل نقطة تحول تاريخية، بمشاركة نحو 60 وزير خارجية وممثل عن عشرات الحكومات في قاعة واحدة، بينهم رئيس وزراء صهيوني ووزراء خارجية عرب وقفوا وتحدثوا بصورة قوية، وواضحة وبإجماع استثنائي عن الخطر المشترك الذي يمثله النظام الإيراني".
وأضاف نتنياهو، قبيل لقاءه مع بومبيو في وارسو، "ما جرى يشكل تغييرًا وإدراكًا هامًا لهوية العناصر التي تهدد مستقبلنا".
بومبيو وغرينبلات
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فاعتبر أنه "لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بدون مواجهة ايران".
واتفق مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات مع نتنياهو بأن المؤتمر تاريخي بالفعل وغرد من غرفة المؤتمر "يسر الولايات المتحدة أن ترى ممثلين من أكثر من 60 دولة ومنظمة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي هنا اليوم. هذا حقا تجمع تاريخي في تنوعه".
وأشار غرينبلات أن المشاركين في المؤتمر "اجتمعوا لسبب واحد، لمناقشة التهديدات الحقيقية لشعوب المنطقة في الشرق الأوسط".
وأوضح غرينبلات أن "الولايات المتحدة تسعى إلى حقبة جديدة من التعاون بين جميع بلداننا حول كيفية مواجهة هذه القضايا. لهذا السبب قمنا بتنظيم هذا الاجتماع الوزاري".
واعتبر أن ما يجري في وارسو " يعكس الالتزام السياسي للرئيس ترامب بجلب الأمم معًا بطرق جديدة لحل المشاكل القديمة. هذه هي مهمتنا اليوم، وآمل أن تأخذوها جميعاً على محمل الجد".
وأضاف "محادثاتنا اليوم مهمة. لكن هذا المؤتمر لا يمكن أن يكون النهاية. نحن بحاجة إلى العمل ما بعد اليوم".
ولم يكشف غرينبلات عن ماهية التحالف الذي تسعى الإدارة الأمريكية لإقامته من خلال اللقاء، لكنه قال الأربعاء الماضي إن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية لدول المنطقة.
تغريدة أبوردينة
وتعليقا على تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه بأن تلبية الاحتياجات الفلسطينية "سيحل قضايا الشرق الأوسط" قال غرينبلات في تغريدة له الأربعاء الماضي: "لا لن يحدث ذلك.. لا أحد يؤمن بذلك بعد الآن لأنهم يعرفون أن ذلك سخيفً. الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو صراع واحد فقط في المنطقة".
وأضاف "نحن نرى بالفعل التعاون التاريخي في المنطقة للتعامل مع الحروب الأهلية في سوريا واليمن والنشاط الخبيث من قبل إيران و وداعش، من خلال الإصرار على أن قضيتهم هي الأولوية الأولى والوحيدة للمنطقة، فإنهم (الفلسطينيون) يعوقون الدول عن مواجهة العدو المشترك وهو إيران".
وتابع غرينبلات "إيران هي التهديد الرئيسي لمستقبل السلام والأمن الإقليمي. هذا ما لا يفهمه القادة الفلسطينيون؛ ونتيجة لذلك فإنهم معزولين عن الحقائق الجديدة".
وأردف "نرى الفلسطينيين يتخلفون أكثر وباتوا أكثر عزلة من أي وقت مضى. مؤسف جدا للفلسطينيين".
والأسبوع الماضي قررت القيادة الفلسطينية عدم المشاركة في مؤتمر وارسو ودعت المسؤولين العرب إلى عدم التطبيع مع إسرائيل.
في المقابل، ابدى وزراء عرب في تصريحات لهم خلال المؤتمر نفس التوجه الإسرائيلي-الأمريكي الذي يضع إيران في مقدمة تهديدات المنطقة على حساب القضية الفلسطينية وحقوق شعبها.
+ There are no comments
Add yours