احتضنت المساجد البوروندية في مختلف أنحاء البلاد، اليوم الأربعاء، حشود المسلمين ممن تدفّقوا عليها لأداء صلاة عيد الفطر، والدعاء من أجل نجاح الحوار السياسي وإعادة إحلال السلام في هذا البلد المهتز، منذ أكثر من عامين على وقع أزمة سياسية وأمنية خانقة.
ففي العاصمة بوجمبورا، احتشد الآلاف من المسلمين في استاد (ملعب كرة قدم) المدينة وفي المركز الإسلامي، مرتدين أبهى ثيابهم، لأداء صلاة العيد.
وفي حديث لـ”الأناضول”، قال شاب بوروندي مسلم يدعى عيسى، كان يتأهب للدخول إلى المركز الإسلامي في بوجمبورا لأداء الصلاة: “نشكر الله تعالى على حمايته لنا طوال شهر رمضان الكريم، حيث لم نشهد أحداثا خطيرة ذات صلة بانعدام الأمن”.
وتابع: “لا يهمّنا التراجع الذي سجلته المؤشرات الإقتصادية جراء الأزمة، لأن ما يعنينا فعلا هو الأمن والسلام، وهذا ما نتضرّع إلى الله بطلبه في صلاتنا اليوم”، داعيا الساسة البورونديين إلى الإلتفاف على طاولة الحوار، والذي من المنتظر أن تعقد ثاني جولاته، في أروشا التنزانية، من السبت حتى الثلاثاء القادمين.
وفي استاد كرة القدم بضاحية “موكاسا” وسط بوجمبورا، الذي تجمّع فيه الآلاف من المسلمين، شكر ممثّل أئمة بوروندي، الشيخ أبدي جون، في خطبة صلاة العيد، الله سبحانه وتعالى على “حفظه مسلمي هذا البلد طوال الشهر المقدّس”، قائلا: “أنهينا للتو الشهر الفضيل في كنف الهدوء والسكينة، وبدون حوادث أمنية”.
وأوصى الإمام مسلمي، بلاده بـ “ضرورة التفكير بالفقراء والمرضى والمحتاجين والمساجين، بغض النظر عن عقيدتهم”، داعيا إلى “أهمية الإحتفال بعيد الفطر في أجواء نابضة بالحبّ والتضامن والوحدة”.
كما دعا الإمام، مسلمي هذا البلد، والذين يعتبرون أقلية لا تتجاوز الـ 10 % من إجمالي سكاني يقدّر بنحو 10 مليون شخص، إلى “التضرع لله طلبا لنجاح حوار أروشا من أجل أن تجد البلاد طريقها إلى الإستقرار الذي فقدته في أقرب الآجال الممكنة”.
أما بالنسبة لعدد من المصلين ممن التقتهم “الأناضول”، فإنّ الإحتفال بعيد الفطر يشكل مناسبة للتغلّب على ارتدادات الأزمة، وخصوصا النفسية منها على السكان.
وتعيش بوروندي منذ أبريل/ نيسان 2015، تاريخ الإعلان الرسمي على ترشح الرئيس، بيير نكورونزيزا، لولاية رئاسية ثالثة يحظرها دستور البلاد ورفضتها قوى المعارضة فيها، على وقع أزمة سياسية سرعان ما اتخذت منحىً أمنيًا، مع تواتر الاغتيالات وأحداث العنف بشكل يومي.
ورغم إعادة انتخاب “نكورونزيزا”، في يوليو/ تموز الماضي، إلا أن الأوضاع لم تشهد انفراجة تذكر.
وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في 12 أبريل/ نيسان الماضي، فقد أسفرت الأزمة البوروندية منذ اندلاعها، عن سقوط أكثر من 700 قتيل، وأجبرت ما يزيد عن 273 ألف شخص على مغادرة البلاد.
+ There are no comments
Add yours