رضا سالم الصامت كاتب تونسي
تحيي تونس اليوم الجمعة 6 إبريل/نيسان 2018 ذكرى صانع استقلالها الزعيم الوطني الغيور "الحبيب بورقيبة" الذي توفي قبل 18 عاما.
وكان "المجاهد الأكبر" الذي أحب تونس و ناضل من أجلها و جعل منها دولة لها شأن بين الأمم، ورغم إرثه المثير للجدل، فلقد كان قائدًا وطنيًا عظيمًا سخر نفسه لبناء تونس وعزتها، فعانى أيام الكفاح التحرري ضد الاستعمار الفرنسي عذاب السجون والمنافي وقاد شعبه بروح النضال والبذل والعطاء وكان الشعب ملتفًا وراءه في حب باعتباره الأب الروحي لهم.. وبعد الاستقلال في مارس/آذار 1956 وإلغاء النظام الملكي، أسس الزعيم بورقيبة الجمهورية التونسية، فاهتم بالتعليم و مكافحة الفقر والاعتناء بالجهات المهمشة وتحرير المرأة وبناء مؤسسات الدولة.
تمر ثمانية عشر عاما على رحيل هذا القائد المصلح الذي غرس مقومات الدولة الحديثة في تاريخ تونس المعاصر، وقد تركت كل أعماله ومواقفه عميق الأثر في تاريخ تونس وتطورات مسيرتها الوطنية، وكان لها الصدى العميق في محيط تونس العالمي وفي المنطقة العربية مغربًا ومشرقًا، وكذلك في القارة الإفريقيّة، حيث كانت لنجاحات تونس السياسيّة إسهامات بارزة في إذكاء الوعي الشعبي ودعم الحركات التحريريّة ضد الاستعمار والتمييز العنصري وتكريس تصور عادل للعلاقات بين الدول يسودها التعاون والاحترام المتبادل وهو ما جلب آنذاك للزعيم الراحل الإكبار والتقدير من قبل أكبر قادة العالم.
ولا ننسى خطابه التاريخي في أريحا عام 1965عندما أيد قرار التقسيم في النزاع الفلسطيني الإسرائلي وطالب الفلسطينيين بالمساهمة في إيجاد حل للخلاف الإسرائيلي ـ الفلسطيني، حيث كانت له مواقفه الشجاعة.
طوَّر الزعيم بورقيبة مجلة الأحوال الشخصية التي نالت بفضلها المرأة التونسية حريتها ورد اعتبارها و أصبحت متساوية في الحقوق مع الرجل، وبعد ثورة تونس2011 و نهاية نظام بن علي الذي بدأه في 7 نوفمبر 1987، عندما كان وزيرًا أولا آنذاك في حكم الرئيس الحبيب بورقيبة وهو الرئيس الأول لتونس بعد استقلال 1956، بعد عزله من طرف بن علي وجعله تحت الإقامة الجبرية بالمنستير، وتدهور حالته الصحية الى أن توفي في 6 إبريل/نيسان 2000 عن عمر ناهز الـ97 عاما .
و لكن يبقى الزعيم بورقيبة هو صانع تونس الحديثة، حب من حب وكره من كره، فالتاريخ لا يعود إلى الوراء وسيظل بورقيبة زعيمًا عظيمًا مآثره وانجازاته و نظافة يده راسخة في أذهان كل التونسيين الأحرار والشرفاء، إنه الغائب الحاضر بعد ثورة 2011.
+ There are no comments
Add yours