عمرو بدر: في ذكري جمعة الأرض “تيران وصنافير” شهدت أول احتجاج قوى ومؤثر ضد السلطة الحالية

عمرو بدر عضو مجلس نقابة الصحفيين لـ"إسيا اليوم   "في الذكرى الأولى لجمعة الأرض:

جمعة الأرض شهدت أول احتجاج قوى ومؤثر ضد السلطة الحالية.. وأدفع ثمن قضية وطنية

مجلس الشعب غير موجود ولا يحق له إحالة قضية تيران وصنافير للاستفتاء

الصحافة في الأصل دفاع عن حق المواطنيين في المعرفة وحق المجتمع في ترسيخ قيم الشفافية ومواجهة كل الفساد

حوار نبيل عمران

عمرو بدر.. الشاب المصري الذي شاءت الأقدار أن يدفع ثمنًا يراه رخيصًا جدًا في سبيل قضية وطنية من الطراز الأول. بعد أن ذاق مرارة السجن كافأته الأقدار وزملائه الصحفيين الذين تقدم لهم بالشكر بانتخابه عضوا بمجلس إدارة نقابتهم التي ألقي القبض عليه منها ذات ليلة كانت حديث الشارع المصري بأسره.

في الذكرى الأولى لجمعة الأرض وبمناسبة الاحتفاء بأعياد تحرير سيناء التقت "المصرية" بالصحفي وعضو مجلس نقابة الصحفيين لتسأله عن ذكرياته وآماله المستقبلية لنفسه ومصر..

السجن كان عقوبتك لموقفك من تيران وصنافير فما شعورك الآن؟

باختصار تاريخ 25 أبريل مجرد تاريخ عادي فى مسار الثورة المصرية، ولكنه سيظل لفترة طويلة تاريخا فارقا للغاية فى قدرة يناير وقواها على تحقيق إنتصارات حتى وإن لم تكتمل بعد، وإنني راض عنه تماماً، وأدفع ثمن قضية وطنية هي تيران وصنافير، وإذا عادت بي الأيام سوف أدفعة مرة أخري.

الثمن الذي دفعته أنني دخلت السجن 120 يوم في سجن طرة، وهذا اليوم شهد أول إحتجاج قوى ومؤثر ضد السلطة الحالية والذى كان بداية لإعادة نسيج العلاقة مجددًا بين قطاعات مجتمعية وشعبية واسعة، وكانت هناك تضحيات مذهلة وباسلة رائعة لكثير من الشباب والمواطنين من الشعب المصري على مدار عام كامل لم تكن مصادفة، وكانت لمعدن هذا الشعب الحقيقى ، هى واحدة من تجليات ثورة يناير الأساسية.

كيف سيكون موقفك حال موافقة البرلمان علي إجراء استفتاء شعبي علي جزيرتي تيران وصنافير؟

أولاً سوف نتفق مع رأي الشعب المصري، فهو العنصر الحاسم وصاحب السيادة في كل ما يخص مصر، أما إحالة القضية إلي الاستفتاء هذه مخالفة دستوريةً وقانونيةً ومخالفة للحكم القضائي البات.

لا يجوز للبرلمان أن يصوت علي الاتفاقية أو يقوم بمناقشتها فضلا عن إحالتها للاستفتاء وهذه كلها إجراءات منعدمة دستوريًا وقانونيًا.

هل تعتقد أن فرض قانون الطواريء وراءه حالياً عدم الاحتجاج مجددًا علي قضية تيران وصنافير؟

أنا أرى للأسف أن المؤشرات تقول أن استخدام قانون الطواريء  ليست كما قالت السلطة لأجل مواجهة الإرهاب ولكن أشعر برغبة في استخدامه ضد الاحتجاجات السياسية وضد الصحافة والإعلام وحرية الكتابة.

على المستوى الشخصي أتمني ألا يحدث هذا؛ ولكن كثير من المؤشرات تدل أن هناك رغبة في استخدام حالة الطواري ضد المعارضة السياسية الميدانية فيما يخص هذه القضية.

أهم الدروس المستفادة من ذكرى جمعة الأرض ؟

"جمعة الأرض" كانت ولا تزال وستبقي هي موجة من رحم قوى ثورة 25 يناير، والتي جمعت جميع أطياف الشعب علي هدف واضح ومحدد.. وقد ضمت قوى وطنية مختلفة وكانت تضم شخصيات عامة ونشطاء وحركات من الشباب من مختلف  لكي يتوحدوا في معركة "تيران وصنافير".

هذا اليوم أثبت أن الشارع لا يزال رقماً فعالًا ومؤثرًا في أي معادلة مهما بلغت تعقيداتها وحساباتها وفتحت الأبواب لكسب جزئي في هذه المعركة الطويلة وما زالت.

جمعة الأرض كانت واحدة من محاولات كثيرة وستبقي قائمة في الذاكرة، وتكفي أنها المرة الأولي تقريباً منذ 30 يونيو التي خرج فيها الشعب ليقول كلمتة، ووقف تغول السلطة.

وهى معركة تبدو حاسمة وفاصلة على كثير من الأصعدة التى لا تتوقف عند حدود الحفاظ على الأرض على أهميته؛ بل تمتد لمدى القدرة على بناء مجتمع قوي فى مواجهة سلطة مستبدة، لأن هذا هو الرهان الوحيد الممكن للمستقبل.

ما رأيك في قرارات مصادرة الصحف؟

هي قرارات مخالفة للدستور والقانون وعودة مرفوضة للقمع والحصار والتفتيش في الضمائر وحرية الصحافة ليست طرف ولا مكافأة  للصحفيين، إنما هو حق أصيل للجمتمع والدفاع عن الصحافة في الأصل دفاع عن حق المواطنين في المعرفة وحق المجتمع في ترسيخ قيم الشفافية ومواجهة الفساد.

ومصادرة الصحف هو نوع من القمع الذي لا يصب إلا في خانة دعم العنف والإرهاب ونحن محتاجون فيه إلي التوحد من أجل مكافحة التطرف ومواجهته.

ماذا تقول في ذكري تحرير سيناء؟

سيناء جزء عزيز علي قلب كل مصري ، تحررت بدماء الشهداء.. هي جزء من قلب الوطن، ومن المهم أن ننحاز لمشاكل أهلها وسوف نقوم بحل أزماتهم.

فأزمات سيناء قائمة منذ عقود، وعلي السلطة  أن تنحاز لأهالينا هناك لأنهم مصريون وحقهم الطبيعي أن يكونوا جزءا من خطة تنميتها التي يجب التعجيل بها.

رسالة للشعب المصري؟

أقول للشعب المصري أن إرادتكم في مسألة الجزيرتين كانت واضحة وأنك ستستكمل كفاحك في هذه المعركة، فتيران وصنافير ليست مجرد أرض.. هي عنوان للشهادة والتضحية ورمز للدم المصري النبيل الذي بذل في سبيلها.

وماذا تقول للصحفيين؟

الانتخابات الأخيرة عبرت عن إرادتكم، وأشكرالزملاء الذين أعطوني الثقة كي أمثلهم في مجلس نقابة الصحفيين.. وأتعهد أن أكون ملتزمًا بكل قضايا المهنة من أول حقوقهم في الأجور العادلة وعلاقات العمل المتوازنة مرورا بكل الهموم الصحفية الأخرى.

وللشرطة المصرية ماذا تقول؟

احترام حقوق الإنسان فرض عليكم وليست منة منكم.. تجربة ثورة يناير تقول أنه كان ثمة غضب متنامي من الناس ناحية جهاز الشرطة، فاحذروا لأن الناس ليست مسالمة كما تتوهمون والشعب يعطي لكم ولكل مؤسسة في مصر ومن حقه أن يحكم علي أدائها.

ماذا عن الجيش؟

كلنا خلف الجيش المصري وهو يحارب في معركته بسيناء.. وأنتم جيش الشعب وجيش كل المصريين، بالتأكيد مهما اختلفنا مع السلطة التي تحكم أنتم جيشنا ونحن وراءكم تماماً في معركتكم ضد قوى الظلام والتطرف في سيناء.

وأخيرا كلمة لمجلس الشعب

للأسف آداؤه أقل من المطلوب وخذل الشعب المصري في أغلب القضايا وأتمني أن يكون برلمان جاد يناقش القضايا ويشرع ويراقب السلطة، وأن ينحاز للناس الغلابة والفقراء، لكن إلي وقتنا هذا غير موجود ولم يفعل أي شيء لأجل بسطاء هذا الشعب.