رأى داجي أن "الجنوب لا يجمع على اللواء 12 بقيادة بن نايل ولا على القوة الثالثة التي تتبع مصراتة".
كثف الجيش الوطني الليبي استعداداته لإطلاق عملية تحرير جنوب البلاد من قبضة الميليشيات المسلحة، لكن هذه التحركات تصطدم بعقبات انقسام الجنوب إلى معسكرين، الأول داعم لقيادة الجيش، والثاني رافض له.
ويبقى العامل الجغرافي حاسما في عملية تحرير الجنوب، حيث تفصل الطريق إليه من شرق البلاد مدينة سرت التي تسيطر عليها قوات مصراتة من الناحية الغربية، بينما تسيطر قوات مصراتة وبعض قوات “سرايا الدفاع عن بنغازي”، والجماعات المتشددة على منطقة “الجفرة” من ناحية الوسط.
في هذا الصدد، أوضح عضو “مجلس حكماء سبها” آدم داجي، أن الجنوب منقسم حول الجيش الليبي والشرطة، خاصة مع وجود مليشيا مسلحة لكل قبيلة.
وقال داجي في تصريحات، إنه “لا يوجد موقف اجتماعي موحد في مدن الجنوب، فالحلول المطروحة لا تحظى بوفاق حقيقي يلتف حوله الجميع، لأن كل قبيلة تتحرك وفق أجندة تتفق ومصالحها، والأدهى والأمر هو وجود ميليشيا مسلحة لكل قبيلة، وهذا أمر خطير وغير مقبول وقد يؤثر على السلم الاجتماعي في الجنوب “.
وكشف عضو “مجلس حكماء سبها”، عن اجتماع عقد خلال اليومين الماضيين بين الشيوخ والأعيان وممثلي القبائل مع قادة الجيش والشرطة، لبحث تفعيل الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وبين داجي أن “قادة الجيش طالبوا بتسليم عدد من المواقع والمقرات، أبرزها مقر الشرطة والاستخبارات العسكرية وكتيبة فارس”.
ورأى داجي أن “الجنوب لا يجمع على اللواء 12 بقيادة بن نايل، ولا على القوة الثالثة التي تتبع مصراتة”، لافتا إلى أن “القوة الثالثة أكدت عزمها على محاربة أي قوات تحاول السيطرة على قاعدة (تمنهت)، أو أي موقع عسكري في سبها”.
وحسب أحد قيادي الجيش الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن “القوة الثالثة تقوم برصد تحركات اللواء 12 الذي يقوده بن نايل، وسيتم الرد على أي تحرك نحو قاعدة (تمنهت)”.
تفويض بالحماية
وردا على سؤال حول عدم رغبة غالبية سكان الجنوب ببقاء القوة الثالثة، أجاب القيادي العسكري إن “هذا غير صحيح، نحن لدينا تفويض منذ سنوات بحماية الجنوب”.
أما آمر القوة الثالثة جمال التريكي، فقد رحب بتسليم القاعدة والانسحاب من الجنوب، مضيفا في تصريح لقناة “ليبيا الأحرار” قائلاً: “نرحب بالتسليم لحكومة الوفاق”.
وتستعد القوات المسلحة الليبية، لإطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة قادة تمنهنت الجوية من قبضة الميليشيات المسلحة لمدينة مصراتة .
الرمال المتحركة
وبحسب تقارير محلية ، فقد أعلن “اللواء 12 مجحفل” بإمرة العميد محمد بن نايل التابع للجيش الليبي، جاهزيته لمعركة استعادة القاعدة، في الوقت الذي أطلق فيه على المعركة اسم “الرمال المتحركة” .
وتسيطر القوة الثالثة لحماية الجنوب على قاعدة تمنهنت الجوية منذ ثلاث سنوات، وهي تتبع مجلس عسكري مصراتة .
ووفقا للعميد أحمد الحسناوي الضابط السابق في الجيش، فإن جاهزية الجيش ستتجلى في السيطرة على الجفرة قبل الدخول إلى الجنوب، وهو أمر يجب وضعه بعين الاعتبار .
وقال الحسناوي إنه “في حال سيطرت القوات المسلحة على الجفرة، فسيكون الطريق معبدا نحو إحكام القبضة على جنوب البلاد “.
وفي تفسير منه حول أهمية الجفرة من الناحية العسكرية، قال الحسناوي إن “الجفرة بلدة مترامية الأطراف في وسط ليبيا، وهي من ناحية إستراتيجية تفصل بين مصراتة والجنوب من ناحية، ومن سرت والجنوب من ناحية ثانية، لذلك نرى أن الجيش يحاول التقدم صوب (الجفرة) لضمان السيطرة عليها”.
وتوقع الحسناوي “عدم انطلاق معركة تحرير الجنوب قبل حسم معركة تحرير الجفرة”، معتبرا أن ذلك “له دلالة عسكرية من قبل قيادة الجيش”.
تحرير الجفرة
وكلفت القيادة العامة للجيش، العميد جمال الزهاوي بإمرة غرفة عمليات تحرير بلدية الجفرة، من قبضة الميليشيات المسلحة التي تسيطر عليها .
وتضم بلدية “الجفرة” وسط ليبيا قاعدة الجفرة الجوية في قلب الصحراء، وهي ثاني أهم القواعد الجوية في البلاد، وتسيطر عليها ميليشيات مسلحة تنتمي لمجلس عسكري مصراتة، وقد أعلن الجيش الليبي سابقا خروج القاعدة عن سيطرته.
كما تشن “سرايا الدفاع عن بنغازي” هجماتها على الهلال النفطي، انطلاقا من قاعدة الجفرة التي تتخذها مقرًا للدعم العسكري، إذ تضم القاعدة أكبر مخازن الذخائر والسلاح في ليبيا .
ويتعرض عدد من المواقع ومقرات الميليشيات في الجفرة، لضربات سلاح الجو الليبي منذ شهور، بهدف إضعافها والتقليل من قدراتها القتالية، قبل شن هجوم واسع من قبل الجيش الوطني لاستعادتها.
+ There are no comments
Add yours