نفذت السلطات المصرية حكم الإعدام شنقاً، ، في القيادي بتنظيم أنصار بيت المقدس "عادل حبارة"، بعد خمسة أيام فقط من إصدار محكمة النقض حكماً نهائياً برفض طعنين على حكمين بإعدامه وتأييد الحكمين في قضيتي اتهامه بالتورط في مقتل 25 مجنداً في أغسطس 2013 بسيناء، وقتل شرطي بالشرقية،وصدق الرئيس عبد الفتاح السيسي على قرار الإعدام وتم تشكيل لجنة لحضور تنفيذ الحكم .
وقامت مصلحة السجون برئاسة اللواء حسن السوهاجي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون ،أمس، بتنفيذ الحكم الصادر ضده وحضر معه أثناء التنفيذ ،8 أشخاص هم 5 من ممثلى النيابة العامة، بينهم 3 من المكتب الفنى للنائب العام و2 نيابة حوادث شرق القاهرة وطبيب شرعى وأحد المشايخ وضابط السجن.
من حبارة؟
حبارة اسمه بالكامل عادل محمد إبراهيم محمد يبلغ من العمر 42 عاما ولد في قرية الأحراز بمركز أبوكبير بمحافظة الشرقية في دلتا مصر وانتقل للإقامة في مدينة العريش شمال سيناء في العام 2005 .
كان يعمل بالجزارة فيما كان والده يعمل طباخا بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة وانفصل والده عن والدته وعمره 11 عاما ولم يتحمل الإقامة مع والده بسبب المشكلات الدائمة بينهما فترك منزله وعاش مع والدته وعندما أنهى الدراسة الثانوية الصناعية تلقفته مجموعات إرهابية وبدأت في إقناعه باعتناق الأفكار المتطرفة فأطلق لحيته وساعدوه في العمل بمحل جزارة، وفي العام 2005 توجه للإقامة في العريش بشمال سيناء بمساعدة أصدقائه في التنظيم الذي التحق به.
في العام 2013 ارتكب حبارة وبمعاونة أعضاء من تنظيمه مذبحة رفح الثانية وتحديدا في 19 أغسطس ما أسفر عن مقتل 25 جنديا مصريا واعترف المتهم خلال تسجيل صوتي بارتكاب الحادث حيث ظهر وهو يبلغ أحد قادته ويقول له "بارك لي أنا عادل حبارة صاحب 25 شمعة منورة"، وخلال أيام قليلة قامت قوات الأمن بإلقاء القبض عليه بصبحة اثنين ممن شاركوا معه في الجريمة.
القبض عليه
تفاصيل القبض عليه كانت مليئة بالإثارة فقد كان المتهم يستقل مع اثنين من زملائه ممن شاركوه تنفيذ الجريمة سيارة دفع رباعي في العريش بينما كانت الفرقة الأمنية التي تتبعه وترصده تستقل سيارة أجرة، وارتدى أفرادها ملابس سيناوية، وكانوا يتتبعون خطواته حتى وصل إلى أحد الأسواق التجارية بشارع 23 يوليو، وفور دخوله إحدى المحلات داهمته القوات وتمكنت من محاصرته فحاول تفجير نفسه بقنابل كانت بحوزته، لكن القوات تمكنت من شل حركته والسيطرة عليه، ونقله مع مرافقيه إلى مقر أمني بالعريش.
فور إلقاء القبض عليه تجمهر أهالي قرية الأحراز بمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية أمام منزل عائلته في محاولة لطردهم ردا على اتهامه بقتل الجنود إلا أن عددا من الأهالي تدخلوا لإنقاذهم، مبررين للأهالي الغاضبين أن أفراد عائلة حبارة ليس لهم أي ذنب فيما ارتكبه نجلهم.
واعترف حبارة في التحقيقات بقتل الجنود في مذبحة رفح الثانية وقام بتمثيل الواقعة كما حدثت، واستمر في السجن طيلة 4 سنوات حيث كان يحاكم في عدة قضايا قتل وإرهاب ووجهت له اتهامات قتل ضباط ومجندين واعتناق أفكار داعش، وصدرت ضده 4 أحكام بالإعدام شنقاً.
ويوم السبت الماضي قضت محكمة النقض برفض الطعن المقدم من دفاع حبارة ،وقررت معاقبته و6 متهمين آخرين هاربين بتأييد حكم الإعدام شنقا، ومعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد لكل منهم، ومعاقبة 22 متهما آخرين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما لكل منهم في القضية المعروفة بمذبحة رفح الثانية
"حبارة" يعد من أخطر العناصر الإرهابية، حيث قام بعدد من العمليات الإجرامية والقتالية، فكان العقل المدبر لـ"مذبحة رفح الثانية" التي أسفر عنها مقتل 25 مجندًا، وكذلك مذبحة رفح الأولى التي نفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل 6 أغسطس 2012، وأسفرت عن استشهاد 16ضابطًا وجنديًا مصريًا وإصابة 7 آخرين أثناء شهر رمضان.، وهو المنفذ لعملية تفجيرات طابا ودهب 2006 .
كما أنه مطلوب في قضية مقتل ضابط شرطة بالسجن المشدد 10سنوات، ومطلوب في 3 وقائع استهدفت منشئات شرطية، ومتورط في واقعة خطف الجنود الـ7، وكان يقوم بتجنيد بعض أهالي منطقة وسط سيناء خاصة الجماعات المتشددة دينيًا والتكفيريين، وأسس جماعة تعمل على تعطيل أحكام الدستور ، واعترف حبارة بارتكاب المذبحتين بسيناء وانه قام بقتل الجنود .
في غرفة الإعدام
بدأ تنفيذ حكم الإعدام بإحضار حبارة فجراً من داخل غرفة الإعدام وهو مقيد اليدين والقدمين، ثم تمت تلاوة منطوق الحكم الصادر ضده من قبل ضابط السجن، وبعد انتهاء سماع ما اقترفت يداه، وتذكيره بما فعله بحق 25 مجنداً، قام أحد وكلاء النيابة الحاضرين بسؤاله عما إذا كان لديه أقوال من عدمه، فأجاب حبارة بأنه ليس لديه ما يقوله.
ثم قام الشيخ الحاضر بإنطاقه الشهادتين، وطلب منه أن يستغفر الله عما صدر منه، ثم قام عشماوي باقتياده إلى منصة الإعدام، ووضع على وجهه الطاقية السوداء، وتم تعليق حبل المشنقة في رقبته منهياً حياته، وبعد نصف ساعة تم إنزال حبارة من على المنصة ووضعه على سرير مجهز لذلك داخل غرفة الإعدام، وقام الطبيب الشرعي من التأكد من عدم وجود نبض وتوقف المخ
وأضاف مصدر أمني في تصريح ، أن "حبارة تحدث لأحد أفراد أسرته الساعة الواحدة من منتصف ليل يوم الخميس لمدة ثلاثون ثانية بناء على طلبه ولم يطلب شى أخر غير أنه توعد بأنه سيتم الرد على ما سيحدث له".
وقال المصدر، إن حبارة دخل في شجار مع أفراد الأمن قبل إعدامه بدقائق قليلة، حيث أنه طلب فك القيود التي عليه ولكن تم رفض طلبه، مضيفًا أنه كان يحمل كتاب يسمى " المبايعة " وتركه قبل حكم إعدامه، وطلب من الأمن أن يقوم أهله بدفنه دون اغتسال كما هو لأنه شهيد وقاموا بالوضوء قبل تنفيذ الحكم، وسأله أحد أعضاء النيابة هل تريد شى، ولكنه قام بالرد ماذا أريد من طغاة مثلكم، ودخل في حالة هيستريا كاملة أثناء التنفيذ.
ردود الفعل
حالة من الفرحة العارمة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى بعدما نفذت مصلحة السجون حكم الإعدام على الإرهابى عادل حبارة فجر أمس الخميس عقب صدور حكم عليه نهائى بات بإعدامه.
ودخل هاشتاج " إعدام حبارة بداية القصاص " فى قائمة الأكثر تداولا على تويتر، وانهالت التعليقات من قبل المغردين التى تشيد بحكم الإعدام، وجاءت كالتالى " ولكم فى القصاص حياة يامصر يا أم الشهداء ابتدينا ناخد حقوقنا وحقوق شهداءنا قلوبنا هتطيب وتشفى ونطبطب على جرحك يشفى، ألف مبروك لمصر العروبة بداية تطهير أرضها من الخونة وعقبال بقية الخونة و هذه بداية لعودة حق الشهداء وعقبال باقي الخونة و إعدام حبارة أعاد لنا الحياة ".
ومن جانب آخر دانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر ،تنفيذ حكم الإعدام بحق عادل حبارة، بعد إدانته بعدة تهم.
وقالت جماعة الإخوان في بيان لها، إن محاكمة حبارة لم تتوفر فيها الضمانات الكافية لتحقيق العدالة (دون توضيح)، وكافة حقوقه المعروفة دوليا وإنسانيا للدفاع عن نفسه.
واعتبرت الجماعة، أن إعدام حبارة، يضيف جريمة جديدة للسلطات المصرية، في انتهاك حقوق الإنسان وإهدار العدالة.
واتهمت جماعة الإخوان السلطات المصرية، بتحويل منصات القضاء إلى وسيلة تصفية حسابات مع خصومها السياسيين.
ماذا بعد الإعدام؟
البعض توقع أن إعدام «حبارة» لن يمر مرور الكرام، وقد تشهد الساعات القادمة ردة فعل ليست بالهينة من أنصاره، الوضع لا يختلف كثيرا في قرية الأحراز التابعة لمركز أبو كبير في محافظة الشرقية، مسقط رأس الإرهابي حبارة، فرغم الهدوء النسبي الذي عم القرية منذ انتشار خبر الإعدام إلا أن هناك شيئا ما خفي قد يعلن في الساعات القادمة، وهو ما ينوه إليه أهالي القرية.
وأكد المصدر أن أجهزة الأمن لم ترصد حتى الآن أي تحركات غريبة من قبل الجماعات الإرهابية قد تشير إلى وجود ردة فعل، إلا أن الأجهزة الأمنية اتخذت التدابير اللازمة تحسبا لوقوع أحداث عنف .
وأوضح بعض أهالي القرية أن «حبارة» كان متشددا للغاية يكفر كل من يخالفه الفكر، وأحيانا كثيرة كان يعتدي عليهم، مما جعل الأهالي لا يبالون بخبر إعدامه، وكأن شيئا لم يحدث.
وتناقل مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنباء عن توعد الإرهابي عادل حبارة بأنه "سيتم الرد على ما سيحدث لي"، وذلك قبل أن يصعد على منصة الإعدام بدقائق، صباح الخميس 15 ديسمبر.
وأثناء شجار حبارة مع أفراد الأمن ، ظل يردد بأنه " هتتقلتوا أنتوا كمان".
وأصيب البعض بحالة خوف مما سيحدث بعد ذلك من الجماعة الإرهابية التي كان ينتمي لها حبارة، رداً على تنفيذ حكم الإعدام.
كما جاءت تعليقات أخرى على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، بأن تنفيذ حكم الإعدام هو الحكم السليم لمثل هذا الإرهابي الذي غدر بجنود جيش مصر، وأن من يدافع عنه فهو جاهل.
+ There are no comments
Add yours