“طالبان” تعقد مباحثات مباشرة بالدوحة مع مبعوث واشنطن لدى كابل

1 min read

أجرى مبعوث السلام الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، محادثات استمرت 3 أيام مع ممثلين بارزين في حركة "طالبان" الأفغانية في قطر حيث يوجد لدى الحركة الأفغانية مكتب سياسي، حسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

جاء ذلك في تقرير نشرته الوكالة، الأحد، نقلا عن مسؤول في "طالبان"، وشخص آخر مقرب من الحركة.

وقال مسؤول في "طالبان"، طلب عدم الكشف عن هويته، إنّ المباحثات "هدفت إلى تجديد عملية السلام الأفغانية وإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة (قائمة في أفغانستان منذ 17 عامًا)".

وأضاف أنّ المباحثات حضرها من جانب طالبان "خير الله خرخوا، حاكم طالبان السابق في هراة (محافظة أفغانية)، ومحمد فاضل، القائد العسكري السابق للحركة".

وقال خليل زاد، إنه يأمل أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع "طالبان" قبل الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقبلة في 20 إبريل/نيسان 2019.

وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في كابول، دون أن يشير صراحة إلى المحادثات في قطر: "أتحدث مع جميع الأطراف المعنية وجميع الجماعات الأفغانية… وأعتقد أن هناك فرصة للمصالحة والسلام".

وتابع المبعوث الأمريكي: "الحكومة الأفغانية تريد السلام. طالبان تقول إنها لا تعتقد أنها تستطيع أن تنجح عسكريا، وإنها تود أن ترى المشكلات المتبقية تُحل بالسبل السلمية، من خلال المفاوضات السياسية".

وأشار خليل زاد إلى أنه "متفائل بحذر"، بشأن تسوية سلمية، يفضل تسميتها "خارطة الطريق لمستقبل أفغانستان"، يمكن التوصل إليها بين الأطراف الأفغانية المتنافسة.

وأوضح أن ما ستبدو عليه خارطة الطريق، وأي حقوق وضمانات سترسخها، بما في ذلك حقوق المرأة وسيادة القانون، ستكون قرارا يتخذه الأفغان.

وقال مصدر مقرب من الحركة على اطلاع بالمناقشات، إن "طالبان ضغطت من أجل تأجيل الانتخابات الرئاسية في العام المقبل، وإقامة حكومة مؤقتة تحت قيادة حيادية"، لافتا إلى أنه تم اقتراح عبد الستار سيرات، وهو طاجيك الأصل ورجل دين إسلامي، كمرشح لقيادة إدارة مؤقتة.

وأضاف المصدر، الذي تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية المحادثات ، إن خليل زاد يريد التوصل إلى تسوية في غضون 6 أشهر، وهي فترة قالت "طالبان" إنها قصيرة للغاية.

وذكر أن خليل زاد اقترح وقفًا لاطلاق النار رفضته "طالبان"، مضيفا أنه لا يوجد اتفاق على إطلاق سراح السجناء، أو فتح مكتب "طالبان" أو رفع حظر سفر "طالبان".

وأشارت الوكالة إلى أن خرخوا، وفضل، كانا من بين خمسة قياديين كبار في حركة "طالبان"، تم الإفراج عنهم من مركز الاعتقال العسكري الأمريكي في خليج "غوانتانامو" بكوبا عام 2014، مقابل الجندي الأمريكي الأسير، باو بيرغدال.

ويتواجد الآن المحتجزون الخمسة السابقون في "غوانتانامو" بدولة قطر، ويعتقد أنهم يمتلكون نفوذًا كافيًا لدى مقاتلي "طالبان" في أفغانستان للتوسط في اتفاق سلام.

في المقابل، رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق على المحادثات التي أشار إليها التقرير بين مسؤولين أمريكيين وحركة "طالبان".

وتجدر الإشارة إلى أن خليل زاد، كان يقوم بجولة فى المنطقة فى الأيام الأخيرة؛ حيث تعزز إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجهود لتسوية الصراع بعد أكثر من 17 عامًا من الحرب.

والتقى خليل زاد الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في كابول، اليوم؛ حيث كان من المتوقع أن يضغط من أجل أن يقوم غني بتشكيل فريقه التفاوضي الخاص.

والسبت، قال الجنرال جوزيف دانفورد، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن "طالبان"، التي تسيطر على أراضٍ أكثر من أي وقت مضى منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001، "لا تخسر" ولا يوجد "حل عسكري"، لإنهاء الحرب.

وأضاف دانفورد، خلال مناقشة في منتدى أمني في هاليفاكس، بكندا، إن الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" يعملون من أجل حشد الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي، لإقناع "طالبان" بالتفاوض على إنهاء الحرب.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتقد أن "طالبان" تعرف "أنه في مرحلة ما عليها أن تتصالح"، مضيفًا: "مفتاح النجاح هو جمع كل هذه الضغوط لتحفيز طالبان" للتفاوض.وفي 9 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، استضافت روسيا جولة مباحثات جمعت وفدًا عن الحكومة الأفغانية وآخر عن طالبان ونواب وزراء خارجية 8 دول إقليمية، إضافة إلى وفد روسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف، وممثل عن سفارة الولايات المتحدة لدى موسكو، بصفة مراقب.

والجولة هي الثانية لمؤتمر سلام ترعاه روسيا، في إطار مسار إقليمي أطلقته مطلع عام 2017.

ورغم وصف الحكومة الأفغانية المباحثات بـ"الخطوة الإيجابية"، في بيان مساء الجمعة، إلا أن طرفي الصراع لم يتوصلا إلى اتفاق بإجراء لقاءات مباشرة، مع استمرار الجهود الروسية لتحقيق ذلك.

ومنذ سنوات، يقاتل مسلحو حركة طالبان القوات الحكومية الأفغانية والقوات الدولية، بقيادة الولايات المتحدة؛ ما أسقط قتلى وجرحى وتسبب في موجات نزوح.

وفي 2001، قادت واشنطن قوات دولية أسقطت نظام حكم طالبان، بتهمة بإيواء تنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من ذلك العام على الولايات المتحدة؛ ما أسقط نحو 3 آلاف قتيل.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours