شهباز: الصين وباكستان عازمتان على الارتقاء بالممر الاقتصادي

1 min read

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف اليوم الأربعاء إن الصين وباكستان عازمتان على الارتقاء بالنسخة المطورة من الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني إلى آفاق جديدة لتعزيز الترابط الإقليمي والتكامل والرخاء المشترك،

وبالتالي صياغة حقبة جديدة من النمو والتنمية لدول المنطقة وخارجها.

كانت زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى باكستان في عام 2015 حدثا بارزا ذا أهمية تاريخية لتنمية العلاقات الثنائية،

وتركت لي ذكريات جميلة وضخت زخما جديدا في تعزيز الثقة المتبادلة والتعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما دفعت هذه الزيارة بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني إلى آفاق جديدة، وجذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى القطاعات الرئيسية في باكستان،

وخلق المزيد من فرص العمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز استقرار الاقتصاد الكلي والتنمية في بلدي.

ولا يمكن أن تكون هناك ممارسة أفضل لتحقيق رؤية للرخاء المشترك في العصر الحديث.

دعم قوي لباكستان

نحن ممتنون للرئيس شي والحكومة الصينية على هذا الدعم القوي لباكستان خلال الأوقات الصعبة، كتب رئيس الوزراء في مقال نشرته جلوبال تايمز قبل اجتماعه المهم مع القيادة الصينية.

وفي الوقت الذي سلط فيه الضوء على أن النسخة المطورة من الممر الاقتصادي تعد بمستقبل أكثر إشراقا، قال:

إن الجانبين قاما معا ببناء ممر للنمو، وممر لتعزيز سبل العيش، وممر للابتكار، وممر أخضر، وممر مفتوح، وهو ما يتردد صداه مع أجندة التنمية التي تركز على الشعب للحكومة الباكستانية.

وقد انطلق الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني بالفعل بوتيرة سريعة، مما عزز التعاون في مجالات التصنيع والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والتعدين كقطاعات ذات أولوية في إطار الممر الاقتصادي.

نسخة مطورة من الممر الاقتصادي

وانطلاقا من روح التعاون المربح للجانبين، تتصور النسخة المطورة من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني أكثر من 60 مشروعا تعاونيا عالي الجودة.

وأضاف أن باكستان ملتزمة بتحقيق هذا الهدف من خلال مواصلة رفع شراكتها الدائمة التي تم اختبارها عبر الزمن مع الصين إلى مستويات أعلى.

وخلال زيارته الرسمية للصين بدعوة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، قال شي إن هذه أول زيارة رسمية له للصين منذ توليه منصب رئيس الوزراء هذه المرة.

وأضاف “أرى الزيارة فرصة حيوية لتعزيز التعاون بين باكستان والصين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وشخصيا،

ستكون أيضا فرصة لي للاستفادة مرة أخرى من الحكمة الصينية بشأن قضايا السلام والأمن والتنمية”.

أجندة شاملة للحوكمة

وقال شهباز شريف، منذ توليه منصب رئيس الوزراء هذه المرة، إنه يركز بشكل فريد على أجندة شاملة للحوكمة والإصلاح الاقتصادي لتعزيز اقتصادنا في مشهد اقتصادي دولي غير مؤكد.

وأضاف: “ينصب تركيزنا الأساسي على تبسيط اللوائح، والحفاظ على استمرارية السياسة ، وتعزيز بيئة مواتية لنمو اقتصادي قوي ومنصف ومرن”.

وقال إن حكومته تعمل أيضا على تهيئة بيئة مواتية للأعمال تولي أهمية كبيرة للاستثمار الأجنبي المباشر، وتدعم الاحتياجات الرأسمالية لتنميتنا الاقتصادية، وتدفع الإنتاجية، وتعزز الصادرات، وتعزز خلق فرص العمل.

ولإدخال تحسينات على قطاع الخدمات، بدأت الحكومة العمل على اتخاذ تدابير مثل زيادة عدد برامج التدريب المهني؛ وزيادة عدد برامج التدريب المهني.

تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنمية المهارات، لا سيما في الوظائف الرقمية؛

والاستثمار في التقنيات المتقدمة لتحديث التصنيع وزيادة إنتاجيتنا في جميع قطاعات الاقتصاد الوطني.

تكرار نموذج الصين الناجح

وأضاف «هدفي هو تكرار نموذج الصين الناجح لدورة حميدة من التنمية والازدهار».

وقال رئيس الوزراء، إنه يعتقد أن النسخة المطورة من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يجب أن تستند إلى التعاون بين الحكومتين،

فقد شكل لجنة وزارية معنية بمشاريع الاستثمار الصينية (CCoCIP) في مارس من هذا العام، والتي تشرف على وجه التحديد على خطط الاستثمار الصينية في باكستان وتسهلها.

وأبلغ شي أن اللجنة يرأسها وزير محنك للتخطيط والتنمية والمبادرات الخاصة، يجلب ثروة من الخبرة للتعاون الاقتصادي والتنموي بين الصين وباكستان.

وأضاف في جميع مساعينا، نحن ملتزمون تماما بدعم وتأمين الأفراد والمشروعات والمؤسسات الصينية في الوقت الذي يواصلون فيه تقديم مساهمات هائلة لتنمية وازدهار باكستان.

مجلس تيسير الاستثمار

وفيما يتعلق بإنشاء مجلس خاص لتيسير الاستثمار (SIFC) لتعزيز وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في باكستان، من خلال «نهج حكومي كامل» و«مرفق النافذة الواحدة»،

قال إن المجلس يحقق نتائج في زيادة سهولة ممارسة الأعمال التجارية، وإزالة الحواجز، وتحسين التآزر بين الحكومة الفيدرالية وحكومات المقاطعات.

وهي تعطي الأولوية للقطاعات الرئيسية في باكستان مثل الزراعة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والطاقة من خلال الاستثمارات الأجنبية.

وأضاف: “أنا شخصيا أقود هذا العمل لضمان أعلى مستوى من تنفيذ التزامنا بتحقيق النتائج المرجوة”.

جذب الاستثمار الأجنبي

وقال شهباز شريف إنه لمن دواعي السرور أن نرى أن مبادراتنا الإصلاحية والقطاعات ذات الأولوية لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر تربطها الممرات الخمسة المتصورة للنسخة المطورة من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني،

وهي النمو وسبل العيش والابتكار والأخضر والممرات المفتوحة.

على سبيل المثال، يتوافق تطوير المناطق الاقتصادية الخاصة والتصنيع كأولويات وطنية مع «ممر النمو» الخاص بالممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.

وبالمثل، فإن تكنولوجيا المعلومات بوصفها قطاعا وطنيا آخر ذا أولوية يتوافق مع ممر الابتكار؛ الطاقة النظيفة والزراعة إلى الممر الأخضر؛ والمناجم والمعادن إلى ممر سبل العيش.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن النسخة المطورة من الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني ينظر إليها بحق على أنها مسرع لخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي

من خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر والتصنيع مع التركيز على تعزيز قدرة باكستان على تصدير السلع والخدمات عالية الجودة كثيفة العمالة، وخاصة إلى السوق الصينية.

وأخيرا، فإن «الممر المفتوح» للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني يتردد صداه مع تواصلنا مع الشركاء الدوليين للاستثمار في باكستان والاستفادة من اقتراح مربح للجانبين.

التعاون في مجال التعليم العالي

وفي معرض تعبيره عن عزمه على تعزيز المزيد من التبادلات المماثلة، قال إن الحكومة ملتزمة من ناحية بالسعي إلى مزيد من التعاون في مجال التعليم العالي بين الصين وباكستان في مجال “القوى المنتجة الجديدة النوعية”،

ومن ناحية أخرى، لزيادة تعميق الصداقة والثقة بين بلدينا وشعبينا.

وقال شهباز شريف إن باكستان تشاطر الصين رؤيتها عندما يتعلق الأمر بتعزيز السلام الدولي والاستقرار الإقليمي

ودفع التنمية المستدامة والالتزام بالتعددية الحقيقية من أجل عالم أكثر مساواة وازدهارا وسلاما.

وأضاف أن الرئيس شي اقترح “ثلاث مبادرات عالمية رئيسية” بارزة، وهي مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية،

والتي حددت الطريق أمام الصين وباكستان وكذلك الدول في جميع أنحاء العالم للعمل معا لبناء مجتمع عالمي ذي مستقبل مشترك.

وقال رئيس الوزراء إن باكستان والصين تربطهما صداقة حديدية تمتد على مدى 73 عاما، وتتميز بمشاعر مشتركة من الثقة الاستراتيجية التي لا مثيل لها، والصداقة الحميمة، والتضامن الذي لا يتزعزع.

شجرة متينة ذات جذور عميقة

لقد نمت شراكتنا التعاونية الاستراتيجية في جميع الأحوال الجوية، لتصبح شجرة متينة ذات جذور عميقة في قلوب شعبينا.

لقد وقفنا إلى جانب بعضنا البعض، من خلال السراء والضراء، وتقاسمنا أوقاتا جيدة ومليئة بالتحديات معا، بروح حقيقية من الصداقة المكسوة بالحديد.

وقال إن العلاقة الخاصة بين البلدين متجذرة في التفاهم المتبادل لشعبي البلدين، ومبنية على المثل والقيم والتطلعات المشتركة.

وقد جعل هذا من الصين وباكستان جارتين جيدتين، وصديقتين حميمتين، وشقيقتين جيدتين تفهمان وتثقان وتدعمان بعضهما البعض.

كما أن روابطنا الرائعة متجذرة بعمق في التاريخ، مع إرث غني من الروابط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.

لقد اجتاز أسلافنا من كلا الجانبين طريق الحرير القديم لصياغة طريق التبادلات الثقافية والتعاون التجاري الذي يربط بلدينا معا”.

المناطق الشمالية لباكستان

وأشار إلى أن المناطق الشمالية لباكستان كانت بمثابة شريان حيوي لطريق الحرير القديم، الذي يربط الصين بالشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا،

وهذا بدوره مكن من تدفق وتبادل التجارة والمعرفة والثقافة، مما أثر بعمق على عملية تنمية الدول في جميع أنحاء المنطقة.

وقال إن مظاهره الحديثة هي الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، وهو مشروع رائد للبناء المشترك ذو الرؤية لمبادرة الحزام والطريق،

التي أحيت طريق الحرير القديم، الذي يربط الآن بين الصين وباكستان عبر الطرق الجوية والسكك الحديدية والبحرية،

بل ويمتد إلى آسيا الوسطى وأوروبا وأفريقيا.

ويؤمن رئيس الوزراء إيمانا راسخا بأنه من خلال الجهود المشتركة لجانبينا، فإن تعميق التعاون الصيني-الباكستاني سيحقق فوائد أكبر،

ويحسن حياة مواطنينا -أهم أصولنا الحيوية- مع بناء مجتمع مصير مشترك أقوى بين الصين وباكستان في العصر الجديد. تعيش الصداقة الباكستانية الصينية!

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours