المصالحة مع الإخوان.. مطالب شعبية أم أمر دولة؟

1 min read

دعاء أحمد

تكرر الحديث عدة مرات عن المصالحة مع جماعة الإخوان المصرية.. حيث خرج هذا الحديث من عدة شخصيات من تيارات ثقافية وفكرية وحزبية مختلفة.. حيث يرى هؤلاء أن السبيل الوحيد لكي يمر الوطن من المأزق الحالي هو "التعايش السلمي"، وكان بعض الساسة والمفكرين، أمثال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، والدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون يخرجون بمبادرات للمصالحة بين النظام والجماعة ثم تختفي بعد الهجوم عليهم عبر وسائل الإعلام.

ولكن المبادرة هذه المرة التي خرجت دعا لها رجل مؤيد للسلطة في البلاد هو نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، والذي طالب بضرورة أن يكون باب التصالح مفتوحا لكل من يريد التوبة عن الإخوان وفكرهم، قائلاً: "نتحدث عن شروط موضوعية عادلة، وهذا الباب لا بد أن يكون مفتوحاً لكل واحد من جماعة الإخوان يريد أن يهجر هذا الفكر ويعلن توبته عنه".


وبين تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في سيناء، خاصة مع تهجير الأقباط والأزمات الاقتصادية التى تمر بها مصر.. هل يمكن أن نجد مبادرات جادة تتحدث عن المصالحة؟ وماهى هى الشروط التى يمكن أن تقدمها الدولة للموافقة على الصلح؟ وهل سيكون للجماعة شروطها أيضا؟ ثم ما موقف أهالى الشهداء من المصالحة؟ ومتى تعلن الدولة بدء الحوار مع الجماعة للتصالح؟ أسئلة سيجيب عليها سياسيون هذه المرة.


سياسيون يرفعون شعار " المصالحة بيد الشعب"


يقول يحيى القزاز، مؤسس حركة كفاية، إن المصالحة مع الإخوان أو نظام مبارك هو قرار بيد الشعب وحده وليس على أحد رفض ذلك حال توفر الرغبة الشعبية التى تريد ذلك، مشيرا إلى أن أى شخص من حقه الاعتذار ويعرض المصالحة على الشعب وبناء عليه تقوم الدولة بإقامة حوار لاتخاذ القرار وطرق المصالحة.
وأضاف القزاز لا يمكن التصالح على حساب الوطن؛ ولكن علينا أيضا لم شمل المصريين حفاظا عليهم ووقف الدماء التى تسال، خاصة إذا كان من شأن ذلك وقف العمليات الإرهابية التى تحدث فى سيناء.

من جانبه نفى كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب ماتردد عن دعوته إلى المصالحة مع الإخوان قائلًا: "الإعلام حرّف تصريحاتي، فأنا لم اتحدث عن وجود مصالحة مع الإخوان ولست صاحب قرار الموافقة أو الرفض"، موضحًا أنه حال وجود مصالحة مع الإخوان فإن الشعب المصرى عليه أن يختار؛ ولكن علينا أن نضع شروطًا كثيرة إذا كان فى ذلك حفاظًا على الدماء المصرية وتوقف للعمليات الإرهابية التى تسيل.

وعن مبادرة نقيب الصحفييين للمصالحة علق رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، أنه لا أحد عليه أن يتحدث بلسان المصريين وهم عليهم تقرير مصيرهم بأنفسهم حتى لا نتهم بالتصالح على دماء الشهداء الذين ماتوا جراء الأحداث الإرهابية التى شهدتها مصر منذ ثورة 30 يونيو وحتى اليوم.

 
مكرم محمد أحمد: دعوتى للم الشمل ووقف الدماء

أما صاحب المبادرة الجديدة مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، فعلق قائلًا: "دعوتى تهدف للم الشمل مع الجميع .. جماعة الإخوان ستظل إرهابية ومن يتوب عليه أن يقدم شروط التوبة".
وقال مكرم محمد أحمد أن دعوته ليست للمصالحة بمفهومها العام ولكن قلت أن من يريد أن يقدم التوبة ويعترف بالجرائم التى قام بها وعزمه على تقديم الاعتذار للدولة المصرية يجب أن نتصالح معه حفاظا على الدم المصري ولأجل وقف موجة العمليات الإرهابية المتكررة فى مصر.


سياسيون: التصالح مع الإخوان "مرفوض"
مساعد وزير الداخلية الأسبق محمد رمضان، أكد أن التصالح مع جماعة الإخوان أمر مرفوض نظرًا لما ارتكبته من جرائم بشعة وقتل العشرات من رجال الشرطة والمواطنين وأبنائنا من القوات المسلحة فى سيناء.
وتساءل رمضان، كيف نقول لأم شهيد أن تسامح فى حق ابنها الذى فقدته وكان لها سند؟ مشيرًا الحديث عن المصالحة مهاترات لا يدرك خطورتها الكثير .
أما محمد فؤاد المتحدث باسم حزب الوفد، فقال إن أي حديث عن المصالحة مع الإخوان لم تتم بنجاح لأن الشعب المصري عانى من ويلات العمليات الإرهابية التى قاموا بها وتأثروا كثيرا من التفجيرات وحالة الرعب التى عانوا منها.
وتابع فؤاد الشعب المصرى لن يسامح في الدم الذى سال، مطالبا الدولة المصرية بعدم الإنصات إلى مثل هذه المبادارت التى خرجت كثيرا وباءت جميعها بالفشل لأن الشعب يرفضها بشدة.


جماعة الإخوان ترد
وفي سياق متصل قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد عماد الدين، إن الجماعة تجري مراجعات مستمرة، رغم الأزمة الداخلية التي تواجهها، وأضاف في تصريحات صحفية سابقة، أن المراجعات من ثوابت جماعة الإخوان منذ نشأتها، حيث إنها تؤمن بالمراجعة لا بالتراجع.
وتابع: "لا تعني المراجعات المصالحة مع النظام الحالي؛ بالتنازل عن الشرعية أو حقوق الشهداء والمصابين والمطاردين لأن هذا حق لا تملكه الجماعة من الأساس".
ولفت إلى أن المراجعات تشمل الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقال عماد الدين: "كلها ملفات قابلة للاجتهاد، لكن دون التنازل عن أصل ثابت أو فرع قائم لأن الجماعة لن ترجع عن التمسك بالكتاب والسنة".

وعن مبادرة مكرم محمد أحمد قال ان المبادرة ليس لها أى ملامح وجماعة الإخوان غير مخطئة حتى تعلن التوبة.
 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours