مصطفى المغربي – محمد عبد الغني
سيطرت قوات النظام السوري، على نحو 90%، من المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت قوات النظام السوري، قد نفذت، قرابة المئتي عملية إعدام رميا بالرصاص لأهالي حلب بينهم نساء وأطفال، كما قامت قوات النظام بإعدام الطاقم الطبي بمستشفى الحياة رمياً بالرصاص.
ومنذ 15 نوفمبر الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسهم روسيا، لمناطق المعارضة شرقي حلب.
وفي هذا الإطار أطلقت منظمات حقوقية ونشطاء من داخل حلب، نداءات ومناشدات لتدارك الوضع الإنساني في حلب، ومحاولة منع وقوع مذابح مع القصف المتواصل على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، والتقدم الذي تحرزه قوات النظام والميليشيات التابعة لها في تلك الأحياء.
وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، بيانًا طالبت فيه النظام السوري والمجموعات المسلحة، بالتحرك فورًا دون قيد أو شرط، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.
وفي الإطار نفسه، شوهدت جثامين أكثر من 60 من المدنيين والمقاتلين وعوائل المقاتلين في أحياء الفردوس والكلاسة وبستان القصر وأجزاء من الزبدية، ممن استشهدوا وقضوا إما بإطلاق نار مباشر عليهم من قبل قوات النظام أو في قصف من قبل قوات النظام على المناطق سابقة الذكر.
وقال يان إيغلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن سوريا وروسيا سيخضعان للمساءلة عن أي أعمال وحشية يرتكبها المسلحون المنتصرون في حلب، وقال المتحدث ستيفان دوجاريك في بيان إن الأمين العام قلق من تقارير عن ارتكاب فظائع ضد عدد كبير من المدنيين من بينهم نساء وأطفال في الساعات الأخيرة.
وأضاف دوجاريك أنه في الوقت الذي لا يمكن التحقق بصورة مستقلة من هذه التقارير، فإن الأمين العام نقل قلقه البالغ للأطراف المعنية وقد كلف مبعوثه الخاص إلى سوريا بالمتابعة العاجلة مع الأطراف المعنية.
أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقالت إن موسكو أبلغت واشنطن رغبتها في تأجيل وقف إطلاق النار في حلب، وهو ماعدته الولايات المتحدة اقتراحاً غير مقبول، حيث إن ذلك يعني استمرار هجمات النظام وميليشياته على المدنيين لحين دخول أي اتفاق حيز التنفيذ، ما يؤدي بالنتيجة، حسب المراقبين إلى مزيد من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في حلب.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا ستكثف مفاوضاتها مع روسيا وغيرها من الدول حول الموقف في حلب، مضيفًا أن ثمة ضرورة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار للسماح بإخلاء المدنيين.
وأكد أوغلو أن مسؤولين أتراك وروس سيجتمعون لهذا الغرض، موضحًا أن هذا الاجتماع هو واحد من سلسلة من الاجتماعات عقدتها تركيا مع المجتمع الدولي حول الأزمة السورية.
ويرى مراقبون أن سقوط حلب سيعد ضربة موجعة للمعارضة لأن ذلك يعني أن الحكومة ستصبح تسيطر على مدن البلاد الـ 4 الكبرى.
يقول زكريا عبد الرحمن، الخبير السياسي السوري، إن بشار الأسد يخوض معركة خاسرة، فسوريا تخضع تحت سيطرة روسيا وإيران، إلا أن الأسد ليس مجرداً من كل قوة في تعاملاته مع حلفائه، إذ أن موسكو وطهران تعتمدان على وجوده في الاحتفاظ بسلامة الحكومة وقوات الأمن، وتبرير إنفاقهما الهائل على الحرب، في ضوء عدم اعتقاد أحد بوجود بديل مقبول له بين القيادات العليا في الحكومة والجيش.
ويضيف عبد الرحمن، إن الانتصارات التي حدثت في ساحة المعركة يرجع الفضل فيها للطائرات الحربية الروسية، وقوة من فصائل شيعية أجنبية تدعمها إيران، مما يؤكد أنها ليست نهاية الحرب.
ويوضح، مما يزيد من تفاقم الأمر، أن الحرب أخذت أبعاداً طائفية سيتردد صداها لأجيال، فقد ارتبطت الانتفاضة بالأغلبية السنية، في حين أن الدولة التي تقودها الأقلية العلوية تستمد الدعم من قوى إسلامية شيعية.
ومن جانبه يقول الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات السياسية والدولية، إن سقوط حلب، تخطيط من الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث يتم اختزال الأزمة السورية في حلب.
ويضيف اللاوندي، أن سقوط حلب لا يعني انتهاء الحرب في سوريا، بل سينتقل الهجوم الشرس من قبل النظام السوري إلى مناطق ومحافظات أخرى والسيطرة عليها.
ويوضح، أن النظام السوري سيسيطر على حلب بأكملها، خاصة أنه يمتلك إمكانيات قتالية ودعم روسي، مما يؤدي إلى انتشار الفوضى واستمرار القتال، وهو ما جعل المعارضة تناشد التحالف الدولي لحماية المدنيين والخروج من الأزمة.
+ There are no comments
Add yours