سفير كازاخستان بالقاهرة: مصر شريكنا الأهم في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا

1 min read

أبوبكر أبوالمجد
أكد سفير كازاخستان بالقاهرة، والسفير غير المقيم بدولتي تونس والجزائر، أرمان إيساغالييف، اليوم الإثنين، في تصريح صحفي، على عمق علاقات بلاده مع مصر، مؤكدًا أنها أهم شريك في المنطقة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، كاشفًا عن مساعي حثيثة لزيادة عدد السياح الكازاخ إلى مليون سائح في القريب العاجل.

وتشهد العلاقات الكازاخية المصرية نموا غير مسبوق منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى كازاخستان في عام 2016 مما أتاح فرصًا كثيرة للتعاون المثمر بين البلدين خاصة في المجالات السياسية والإقتصادية والإنسانية.

وأفاد السفير الكازاخي، أن مصر تعتبر شريكًا هامًا لكازاخستان في الوطن العربي والشرق الأوسط وقارة أفريقيا، لافتًا إلى دعم الجانبان مبادرات بعضهما البعض في إطار المنظمات الدولية والإقليمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي حول العديد من القضايا الدولية كالقضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب والتطرف الديني.

وكشف إيساغالييف، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع ارتفاعًا مضطردًا خلال الخمس سنوات الأخيرة، بفضل جهود كلا الجانبين في التعاون، حتى يتناسب مع الإمكانيات والفرص التي تتمتع بها كلا الدولتين.

وحول السبب وراء زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر مؤخرًا، أوضح سفير كازاخستان بالقاهرة، أنه طبيعي نظرًا لما تمتلكه مصر من مقومات، فهي تمتلك أهم شريان للتجارة العالمية وهى قناة السويس، كما أنها من أكبر الدول المستوردة للقمح وكازاخستان تعد من أوائل الدول المصدرة له في العالم، وفي هذا الصدد، أشار إيساغالييف، أن دراسة تجري حاليًا عن امكانية الإستثمار في بناء صوامع للقمح في مينائي سفاجة والسويس لتخزينه وتصديره إلى مصر والأسواق الإفريقية الأخرى عن طريقها.

وعن أهم الجوانب التجارية بين البلدين، أوضح السفير الكازاخي، أن نصيب الأسد في التجارة بين البلدين تحصده الأدوية المصرية، حيث يفضلها المستهلك الكازاخي عن نظيراتها التركية والأوروبية لفاعليتها الكبيرة وسعرها المنخفض، مشيرًأ إلى مخطط بناء مصنع مشترك لإنتاج الأدوية وتصديرها دون عوائق إلى سوق الإتحاد الإقتصادي الأوروأسيوي الذي يصل إجمالي عدد سكان الدول الأعضاء به 180 مليون نسمة.

وحول الإنجازات التي حدثت في كازاخستان في العقود الأخيرة، لفت إيساغالييف، إلى كثرتها، ومنها ارتفاع مستوى معيشة المواطنين، الأمر الذي جعل عدد السياح الكازاخ حول العالم في تزايد مستمر، وشرم الشيخ تشهد بذلك، ويحتل اليوم السياح الكازاخ المركز الثاني بعد أوكرانيا، من حيث عدد السياح الوافدين إلى منتجع شرم الشيخ، حيث صل عدد السياح الكازاخ إلى في العام الماضي إلى 150 الف زائر، مضيفًا إلى خطة بلاده في مضاعفة هذا العدد ليصل مليون سائح في المستقبل القريب.

وأرجع السفير الكازاخي، أن ثقة السائح الكازاخي في مصر جاءت بعد حالة الاستقرار الداخلي التي تتمتع بها حاليًا، وقيام الدولة المصرية بالعديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية الهامة في الآونة الأخيرة لضمان التعايش السلمي ودولة القانون وزيادة كفاءة مؤسسات الدولة كشرط أساسي للتنمية الاقتصادية المستدامة.

وكشف إيساغالييف، أنه على غرار التعديلات الدستورية التي جرت في مصر قبل أيام، تشهد كازاخستان هي الأخرى تغيرات سياسية هامة، حيث تجرى فى التاسع من يونيو القادم الانتخابات الرئاسية بكازاخستان، ويعد هذا واحدًا من أهم الأحداث فى الحياة السياسية بالبلاد، حيث أن رئيس الدولة هو الذى يحدد مسار التنمية بالبلاد، ويكلف الحكومة بمهامها، ويحدد أولويات السياسة الداخلية والخارجية.

وتعد هذه هى المرة الأولى التى تنتخب فيها كازاخستان رئيسها الجديد منذ أكثر من 30 عامًا. وفي سياق متصل، أكد السفير الكازاخي، أن الانتخابات القادمة ستكون الأكثر تنافسية فى تاريخ كازاخستان المستقلة، لافتًا إلى أن المنافسة ستكون بين سبعة مرشحين على منصب رئيس الجمهورية هذه المرة، وللمرة الأولى تنافس سيدة للفوز بهذا المقعد، وهى دانيا يسبايفا، ممثلة حزب "أق جول".

جدير بالذكر أن كازاخستان تقع فى منطقة يسيطر فيها الرجال على الحياة السياسية؛ ولكن كازاخستان اتخذت خطوات ملموسة منذ سنوات لتحسين المساواة بين الجنسين وتعزيز دور النساء فى مجتمع الأعمال والسياسة، واليوم نرى ثمار هذه الجهود، فإلى جانب "يسبايفا"، تتولى النساء فى كازاخستان العديد من المناصب المهمة مثل رئيسة مجلس الشيوخ، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة التعليم والعلوم، كما يمثل النساء ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان الكازاخي. وهناك سمة أخرى مميزة للانتخابات القادمة وهي التنافسية وعدالة العملية الانتخابية، وتحقق هذا بفضل التنمية الفعالة للمؤسسات الديمقراطية التى تضمن العدالة وانفتاح العملية الانتخابية فى البلاد.

وحول ضمان نزاهة هذه الإنتخابات، أوضح سفير كازاخستان بالقاهرة، أن رئيس كازاخستان الحالي، قاسم-جومارت توقايف، تعهد شخصيًا بضمان إجراء انتخابات نزيهة تطابق أعلى المعايير العالمية.
وعن الإثباتات والإجراءات التي تم اتخاذها لضمان صدق تعهدات الدولة الكازاخية بنزاهة هذه الانتخابات، كشف إيساغالييف، أن أول هذه الإثباتات قبول ترشح أميرجان قوساناف، لهذا المنصب الرفيع، وهو الذى ظل فى صفوف المعارضين للحكومة لما يقرب من 20 عامًا، كما أن كافة المتنافسين على منصب الرئيس، بما فيهم قوساناف يمارسون حملاتهم الانتخابية بشكل منفتح ويكافحون من أجل الفوز بأصوات الناخبين.

ثانيًا، سيتم استقبال 1000 مراقب للانتخابات يمثلون 10 منظمات دولية من بلدان عديدة حول العالم، ليدونوا ملاحظاتهم خلال فترة الانتخابات المقررة.
كما وجهت الحكومة الكازاخية الدعوة للعديد من المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات، ومن بينهم ممثلي مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، ورابطة الدول المستقلة وغيرها من المنظمات الأخرى.

وقد انتشرت هذه البعثات بالفعل فى كل أنحاء البلاد.

وبحسب، إيساغالييف، فإن الانتخابات القادمة تمثل أهمية كبيرة ليس فقط لكازاخستان؛ ولكن أيضا لجيرانها وشركائها حول العالم، حيث لا يخفى على أحد أن كازاخستان تشارك بشكل فعال فى حل المشكلات العالمية، بما فى ذلك تسوية الأزمة السورية، وعلى الصعيد الداخلي فإن الدولة الكازاخية مهمومة بالملف الاقتصادي دائمًا وينتظر الحكومة المقبلة إجراءات حاسمة لتحسين مناخ الاستثمار فى البلاد لكى تجعل منه القطاع الأول من حيث جاذبيته للاستثمار فى المنطقة.

ويمثل هذا الأمر أهمية كبيرة لمصر التى ترتبطها بكازاخستان علاقات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية وطيدة، حيث يرتبط البلدان بعلاقات تاريخية تمتد للسلطان الظاهر بيبرس، ابن السهوب الكازاخية ورمز العلاقات التاريخية بين البلدين.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours