أبوبكر أبوالمجد
تحيي جمهورية أذربيجان في 31 مارس من كل عام ذكرى مذبحة الأيام الثلاثة، التي ارتكبها الأرمن بحق الشعب الأذري.
وتحل ذكرى المذبحة هذا العام، والتي كانت إحدى مؤشرات ودلائل نية الأرمن في إبادة شعب أذربيجان، حاملة خصوصية فريدة، تتمثل في مرور 100 عام عليها دون حساب حقيقي أو محاكمة للمجرمين الذين دبروا ونفذوا الجريمة.
وحول هذه الذكرى المؤلمة أوضح سفير أذربيجان بالقاهرة، السفير تورال رضاييف، أن الأرمن كان ولا زال لديهم مخططهم المسبق وأجندتهم الخاصة للقضاء على الشعب الأذري، ولن يتأتي هذا إلا من خلال الاستفادة القصوى من مجريات الحرب العالمية الأولى آنذاك والثورات الروسية التي اندلعت في أكتوبر/تشرين أول 1917.
وأفاد، رضاييف، أن الأرمن تمكنوا من إظهار أنفسهم كمؤيدين للبلشوفية الروسية، واستغلوا ذلك كغطاء في تطبيق مخططهم في التطهير العرقي والتخلص من سكان أذربيجان في المقاطعات، والتي بدأوها من بلدية باكو بحجة محاربة العناصر المناوئة للثورة.
وأضاف السفير الأذري، أنه في الحادي والثلاثين من مارس/آذار 1918، أصدر "استيفان شاوميان" أوامره لعناصر حزبه التي تضم الأرمن والروس بالهجوم على المسلمين في أذربيجان، واستمرت المذبحة لمدة ثلاثة أيام راح ضحيتها في مدينة باكو فقط 17 ألف قتيل، وامتدت لبقية المدن (شماخى، كوردمير، لنكران، ساليان، قوبا) ليصل عدد القتلى إلى ما يقرب من 28 ألف قتيل، وجاوز عدد القتلى الأذربيجانيين في محافظة يريفان 130 ألف شخص.
وأردف رضاييف، أن الخسائر لم تقتصر على البشر؛ بل امتدت لتشمل تدمير المساكن والمدارس والمستشفيات وكثير من المعالم المعمارية والأثرية، إذ تم تخريب 53 قرية في منطقة شاماخي و162 في قوبا و150 في الأراضي الجبلية لقراباغ و115 في زنجزور و211 في محافظة يريفان و92 قرية في قارص.
وكشف السفير، أن اغتيال الآلاف من المدنيين الأذريين كان لسبب وحيد وهو انتماؤهم للأمة الأذرية، وتم بطريقة وحشية حيث دمروا المنازل وأحرقوا المواطنين الأذريين أحياءً، وجعلوا من باكو أثرًا بعد عين، فلم يفرقوا بين مشفى أو مدرسة أو أثر تاريخي.
وعن دور الدولة في الإبقاء على ذكرى هذه المذبحة حية لإقامة الحجة على العالم، وإظهار ولاء قيادات الدولة لأرواح شهداء أذربيحان، ذكر رضاييف، أنه بعد تأسيس جمهورية أذربيجان الديمقراطية، أُوليت هذه المذبحة اهتمامًا خاصًا من جانب الحكومة الأذرية آنذاك، إذ أصدر مجلس الوزراء قرارًا في 15 يوليو/تموز 1918 بإنشاء لجنة معنية ببحث وتقصي تلك الأحداث المأساوية، مضيفًا، أنه تم كذلك تأسيس إدارة خاصة تابعة لوزارة الشئون الخارجية لمتابعة هذه الجريمة الدولية، واعتبار يوم الحادي والثلاثين من مارس/آذار يوم حداد وطني في البلاد وذلك لمرتين فقط خلال عامي 1919 و1920، ولكن مع سقوط جمهورية أذربيجان الديمقراطية لم يٌسمح باستكمال الإجراءات التي بدأتها اللجنة؛ غير أنه وبعد مرور 80 عامًا وتحديدًا في 26 مارس/آذار 1998، صدر مرسومًا "بشأن الإبادة الجماعية للأذربيجانيين"، الذي وقعه رئيس جمهورية أذربيجان الزعيم الخالد حيدر علييف، وإجراء تقييم سياسي كاف لهذه الأحداث الرهيبة، وتم إعلان 31 مارس "يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين" .
وفي سياق متصل أكد السفير، أن أرمينيا قامت في عام 1988 بتحريض ودعم مجموعة من الانفصاليين في إقليم "قره باغ" الأذربيجاني وشن حرب تستكمل مخطط التطهير العرقي العدواني بهدف ضم الإقليم الذي يشكل خمس مساحة أذربيجان إلى أرمينيا، وكانت تلك الحرب بداية لمرحلة أخرى من الأعمال العدائية، حيث تم تدبير العديد من المذابح ضد السكان الأذربيجانيين، كانت أبشعها مذبحة "خوجالي" التي وقعت في 26 فبراير/شباط 1992، حيث تم حرق المدينة بالكامل، ومقتل 613 مواطنًا منهم 18 طفل و106 من النساء.
ولفت رضاييف، إن ألوانًا من المآسي مارسها الأرمن ضد الأذربيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، ونجم عنها احتلال الأراضي الأذربيجانية، ولم تزل هذه السياسة الإجرامية متواصلة ضد الشعب الأذري.
وأوضح سفير أذربيجان بالقاهرة، أن هناك مفاوضات بين بلاده وأرمينيا منذ عام 1992 بشأن تسوية النزاع بينهما بوساطة مجموعة "منسك" التي ترأسها الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا؛ لكنه بسبب موقف أرمينيا غير البناء لم تتوصل المفاوضات إلى أي نتيجة، وذلك لرفض أرمينيا تنفيذ قرارات مجلس الأمن (822،853،874،884) حتى الآن.
+ There are no comments
Add yours