قال رودريغو لوندونو زعيم “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” (فارك)، إن “رفض الشعب لاتفاقية السلام التي أبرمناها مع الحكومة لا يعتبر ملزمًا من الناحية القانونية”.
وأضاف لوندونو في تسجيل مصور نشره اليوم الإثنين، أن منظمته ترغب بالسلام واستمرار وقف إطلاق النار إلى أجل غير مسمى.
ووصف لوندونو تصويت الشعب الكولومبي بـ “لا” في الاستفتاء على اتفاقية السلام، بـ “الهزيمة السياسية”، مشددًا أن النتيجة غير ملزمة من الناحية القانونية.
وتابع القول: “وقعت أطراف النزاع على الاتفاقية وقدمت صيغتها النهائية إلى المجلس الاتحادي السويسري في برن كاتفاقية إنسانية خاصة”.
وكانت أغلبية من شاركوا في الاستفتاء، أمس الأحد، قد رفضت اتفاق السلام الموقع بين الحكومة الكولومبية و”القوات المسلحة الثورية الكولومبية – الجيش الشعبي” (فارك).
وأعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، قبوله نتيجة الاستفتاء، رغم رفض اتفاق السلام، كما ألمحت “فارك” بدورها إلى رغبتها في استمرار مفاوضات السلام، حيث نشرت، عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: “يمكننا أن نصل إلى السلام بأقوالنا وأفعالنا”.
ويُفهم من تصريحات الحكومة الكولومبية ومنظمة “فارك”، أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان في أغسطس/ آب الماضي سيستمر، إلا أنه لا يُعرف بعد على وجه التحديد، الطريق الذي ستسلكه الحكومة الكولومبية، بعد رفض الشعب اتفاق السلام الذي توصلت إليه مع المنظمة بعد مفاوضات دامت أربع سنوات.
وكان الرئيس سانتوس صرح قبل الاستفتاء، أنه لا توجد خطة بديلة في حال جاءت نتيجته برفض الاتفاقية، وأن الرفض سيعني عودة البلاد إلى حالة الحرب، إلا أن تصريحات سانتوس بعد الاستفتاء حول نيته استئناف التفاوض، وتبادل وجهات النظر مع معارضي الاتفاق، حولت الأنظار إلى المعارضين.
وجاءت نتيجة الاستفتاء، برفض 50.2% من المشاركين، للاتفاق، مفاجئة للمراقبين، إذ أن استطلاعات الرأي، التي أجريت قبيل الاستفتاء، كانت تشير الى تقدم كاسح لمؤيدي الاتفاق، إلا أن معظم استطلاعات الرأي تلك، أجريت في المدن الكبرى، وليس في المدن الصغيرة والمناطق الريفية، التي عانت بشكل كبير من عنف “فارك”.
كما أن انخفاض نسبة التصويت في الاستفتاء، ربما صب لصالح تفوق نسبة المعارضين للاتفاقية، وأسهمت الظروف الجوية السيئة، شمالي البلاد، في انخفاض نسبة التصويت.
ويبلغ عدد سكان كولومبيا 47 مليون نسمة، شارك منهم في الاستفتاء 13 مليوناً فقط، وصوت 50.2% منهم ضد الاتفاق، و49.8% لصالحها، ما يعني أن الفارق بين الجانبين يبلغ نحو60 ألف صوتِ فقط. –
+ There are no comments
Add yours