يشكل ريف حلب الجنوبي الغربي (شمالي سوريا)، أكبر خط جبهة بين قوات المعارضة من جهة، وإيران و”ميليشياتها” من جهة أخرى، حيث يشهد معارك يومية بين الجانبين وعمليات كر وفر متواصلة.
ويكاد ينعدم وجود قوات النظام في المنطقة، ولا يمثله سوى بعض الأعلام المرفوعة على المباني، فيما يشكل مقاتلي الميليشيات، الغالبية العظمى من المقاتلين على الأرض.
ويمتد خط الجبهة على طول مناطق سيطرة النظام من قرية الحاضر، مرورًا ببلدات “ببرنة” و”زيتان” و”خان طومان” وحتى القسم الشرقي من حي الراشدين، حيث يحتشد فيه الآلاف من عناصر الحرس الثوري وقوات الجيش الإيرانيين، إلى جانب حزب الله اللبناني والميلشيات الشيعية العراقية المدعومة جميعها من إيران.
وأوضح النقيب قاسم اسماعيل، القيادي في “فيلق الشام” (فصيل مقاتل تابع للمعارضة) أنهم يرابطون على أحد نقاط جبهة حي الراشدين، و”يوجد مقابل نقاطهم نحو 850 عنصراً من الميليشيات الشيعية، 600 منهم من حزب الله اللبناني، والباقي من حركة النجباء العراقية”.
وأكد “اسماعيل” أن “وجود قوات النظام نادر جداً على جبهات ريف حلب الجنوبي والغربي”، مشيراً أن “دور النظام يتمثل في القصف الجوي على المنطقة والذي يطال بمعظمه المدنيين، ويتسبب بدمار كبير في المناطق السكنية القريبة من الجبهة”.
من جانبه أفاد همام الإسماعيل، القائد العسكري في الفيلق نفسه، أن “اشتباكات عنيفة تجري بشكل يومي مع الميليشيات الطائفية المساندة للنظام، التي تحاول التقدم باتجاه مناطق سيطرة المعارضة، معتمدة على أسلوب التسلل عبر آليات خفيفة كالدراجات النارية”.
وأشار الإسماعيل، أن “المعارضة تستخدم أسلوب الكمائن في التصدي لعمليات التسلل، باستخدام الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون قصيرة المدى”.
يشار أن الميليشيات الشيعية حققت تقدمًا ملحوظاً بريف حلب الجنوبي بداية العام الجاري، وسيطرت على مساحات واسعة منها حتى وصلت إلى بلدة العيس الاستراتيجية في مارس/ آذار الماضي، إلا أن فصائل المعارضة تمكنت من استعادة البلدة، ومنعت قوات النظام من إغلاق طريق حلب – دمشق الدولي.
ومنذ أيام تتعرض أحياء مدينة حلب لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي “انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي”.
جدير بالذكر أن مقاتلات (ذكرت مصادر معارضة سورية أنها روسية) استهدفت مستشفى “القدس” الميداني في حلب، الأربعاء الماضي، وأدّى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، وجرح عشرات آخرين.
فيما تجدر الإشارة، إلى أن موسكو وواشنطن اتفقتا على التهدئة في مناطق سورية اعتباراً من فجر اليوم السبت، استثنت حلب.
ووفقاً لما نقلته وكالة “تاس” الروسية عن مصدر دبلوماسي لم تسمه، أمس الجمعة، فإن الطرفين اتفقا على ما أسماه “نظام الصمت” أي بمعنى هدنة تقضي بوقف إطلاق النار في ريفي اللاذقية والعاصمة دمشق، في تمام الساعة 00.00 من اليوم السبت.
وأشار المصدر، أن روسيا والولايات المتحدة ستكونان الضامن لهذا الاتفاق، لافتاً إلى أن هذه التهدئة ستكون مفتوحة دون تحديد فترة زمنية لها، دون ذكر أية تفاصيل أخرى.
وبدءًا من الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي السوري، من اليوم السبت، بدأت “هدنة محلية” أعلن عنها جيش النظام، تشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، وريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة.
يذكر أن مجلس الأمن الدولي، اعتمد بالإجماع، في 26 شباط/ فبراير الماضي، قرارًا أمريكيًا روسيًا، حول “وقف الأعمال العدائية” في سوريا، والسماح بـ “الوصول الإنساني للمحاصرين”.
+ There are no comments
Add yours