رد الأكراد على تصريحات أردوغان حيال كركوك

1 min read

أبوبكر أبوالمجد 

رعاية تركيا لتركمان العراق تاريخية، ودائما ما كانت تتم في إطار احترام سيادة الدولة العراقية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية؛ بل إن تركيا كان لها دور بارز في عدم تقسيم العراق حتى هذا اليوم رغم مخطط التقسيم للدولة العراقية منذ العام 1991، عندما تم الإعلان عن منطقة حظر طيران في شمال العراق.


مؤخرا، وفي قرار فردي مفاجئ، استيقظ أبناء المحافظة على رفع العلم الكردي على مؤسسات الدولة، وقرر مجلس محافظة كركوك رفع علم كوردستان على المباني الرسمية في المحافظة يوم 28 مارس الماضي، ولاقى هذا القرار دعم حكومة إقليم كوردستان والأطراف السياسية الكوردية، فيما اعترض البرلمان العراقي عليه في جلسته التي انعقدت في الأول من أبريل الجاري، واعتبر أن هذه الخطوة "غير دستورية".


تعليق أردوغان


وفي رد سريع وتحديدًا يوم الرابع من أبريل الجاري، طالب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، "بإنزال علم كوردستان في محافظة كركوك، على وجه السرعة".

وتحدث أردوغان من مدينة "زونكلداك" في إطار حملته المتعلقة باستفتاء تغيير الدستور الأساسي في تركيا، والمزمع إجراؤه في 16 أبريل المقبل.

وكان من أهم ما صرح به الرئيس التركي إن "مدينة كركوك ليست مقتصرة على الكورد، بل يعيش فيها الكورد والعرب والتركمان، وأكد أردوغان أن رفع علمٍ ثانٍ عدا العلم الوطني هو تصرف خاطئ، وعلى أصحاب هذا العلم أن يعلموا أنهم يقومون بالتمييز".


وطالب أردوغان حكومة إقليم كوردستان "بإنزال علم كوردستان في كركوك"، مشيراً إلى أن "الضريبة ستكون ثقيلة".
وزاد بالقول: "علاقاتنا الآن جيدة، فلا تؤثروا عليها، وأنزلوا علم كوردستان في كركوك بأقصى سرعة، ولا ترفعوا هناك سوى العلم العراقي، وإلا ستكونون مجبرين على التراجع عن هذه الخطوة".


أحدثت تصريحات أردوغان غضبًا كبيرًا بين صفوف المقربين من السلطة في شمال العراق، فردت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، على تصريحات الرئيس التركي بأنها شأن عراقي كركوكي، داعية تركيا إلى التركيز في حل مشاكلها الداخلية.


إلا طالباني


وقالت رئيس الكتلة "إلا طالباني" في مؤتمر صحفي عقدته في مبنى محافظة كركوك، إن "كركوك مدينة للجميع وقضية رفع علم كردستان إلى جنب علم العراق شأن عراقي كركوكي بحت".


انتقاد


ومن جانبه انتقد الناطق الرسمي باسم رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، التصريحات معتبرا إياها تدخلا في شئون العراق الداخلية.
وقال الناطق في بيانه إن "العراق دولة مستقلة ذات سيادة" مذكرًا المسؤولين الاتراك بأن "الامبراطورية العثمانية قد سقطت ولم يعد العراق جزءا من تركيا كما كانت في عهد الإمبراطورية العثمانية".


وهدد البيان الحكومة التركية بأنها "إذا ما استمرت في تدخلها في شئون العراق الداخلية فيجب عليها أن تتوقع تدخل الآخرين في شئونها الداخلية حيث هناك نقاط ضعف كثيرة في السياسة التركية من الممكن استغلالها".


وأكد أن "العراق دولة مستقلة وقادرة على حل مشاكلها بنفسها" داعيا الحكومة التركية إلى "نبذ التهديدات ومد يد التعاون والصداقة بدلا عنها لأن المعادلات السياسية قد تغيرت ولم تعد لغة التهديد تجدي نفعا في العلاقات الدولية".


الرد الكردي


الإشارات الصادرة من رئاسة الناطق باسم بارزاني كانت واضحة، ودلالاتها بحسب رؤيتنا ستأتي سريعا، ولعل البداية تكون من ديار بكر.
فقد أصيب 4 أشخاص في انفجار وقع صباح اليوم الثلاثاء بمبنى قوات مكافحة الشغب التابعة لمديرية أمن ولاية ديار بكر جنوب شرقي البلاد.
وذكرت مصادر أمنية لـ"الأناضول"، أن انفجارا وقع أثناء إصلاح مصفحة في مبنى قوات مكافحة الشغب في منطقة "باغلر" بالولاية، وأسفر عن إلحاق أضرار بالمبنى والأماكن المجاورة.


وأضافت المصادر أن الجهات المعنية لم تتأكد بعد من سبب وقوع الانفجار.
لكن الحقيقة أن ديار بكر هي العاصمة السياسية للأكراد في العالم، ولا يحب الكثير من الأتراك هذه المدينة الساكنة في جنوب شرقي تركيا والي تعتبر ثاني أكبر مدينة في منطقة الأناضول بعد مدينة غزيانتيب.


اسم المدينة يرتبط في أذهان الأتراك خاصة في أنقرة أو أسطنبول أو أزمير بالقتل والعنف والفقر، والأكراد فيها جميعهم ناشطين سياسيًا، ولذا فقد ينبت رد حلفاء حكومة الشمال في منظمة البي كا كا الإرهابية قريبًا جدًا قبل بدء الاستفتاء.


تمكنت حكومة العدالة والتنمية من التقارب مع رئاسة الإقليم الشمالي بالعراق، الأمر الذي حد كثيرا من قدرات المنظمة الإرهابية الإجرامية، غير أن هذا التقارب ربما تتراجع عنه سلطة الإقليم بعض الشئ غبة في تحقيق أطماعها بكركوك، والتي تتزامن مع تحركات أكراد سوريا أيضًا، الأمر الذي يثبت أن مساعي الأكراد نحو إعلان دولتهم والتي سيسبقها إعلان الحكم الذاتي بالعراق أولا مستمر.

 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours