جدد رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، مساء الثلاثاء، موقف بلاده بعدم التدخل في الشأن الليبي، مشيرا إلى أن كل تدخل في شأن هذا البلاد “يعتبر أمرا خاطئا”.
وأوضح الصيد في مؤتمر صحفي على هامش زيارته للمغرب: “موقف تونس كان واضحا بخصوص الملف الليبي، فهو شأن ليبي ليبي، وكل تدخل في الشأن الليبي يعتبر أمرا خاطئا، والبلاد كان موقفها واضحا منذ اندلاع الأزمة الليبية، حيث لم تتدخل في الشأن الليبي”.
ونفى الصيد، أن تكون لبلاده سياسة ممنهجة لإلحاق الضرر بالشعب الليبي، مضيفا أن تونس لم تساهم في تدمير أو عرقلة إيجاد حل للأزمة الليبية، وأن بلاده كانت مع الشعب الليبي واختياره، ومستمرة في دعم اختيارات الليبيين.
وأشار إلى أن أبواب بلاده كانت مفتوحة للشعب الليبي بمختلف أطيافه، إذ يوجد نحو 400 ألف ليبي في تونس.
وأعلنت تونس في أكثر من مناسبة بوقت سابق، موقفها الرافض للتدخل في الشأن الليبي، في إشارة إلى أن الأزمة الليبية، داخلية، ويمكن حلها بحوار ليبي- ليبي.
وخلال المرحلة الانتقالية التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل “معمر القذافي” في ليبيا عام 2011، حدث تدهور أمني، وانقسام سياسي في البلاد، استمر حتى وقعت وفود عن المؤتمر الوطني العام بطرابلس ومجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي البلاد، والنواب المقاطعين لجلسات الأخير إضافة إلى وفد عن المستقلين وبحضور سفراء ومبعوثين دول عربية وأجنبية يوم 17 ديسمبر/كانون أول الماضي، على اتفاق يقضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة فايز السراج.
وألقى تدهور الوضع الأمني في ليبيا بظلاله على دول الجوار لاسيما تونس التي شهدت عدة هجمات “إرهابية” قالت السلطات التونسية إن منفذيها تسللوا من الأراضي الليبية، ما أسفر عن قوع عشرات القتلى والجرحى.
وبخصوص زيارته للمغرب، قال الصيد إنه بحث مع رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، سبل تقوية التعاون بين البلدين، في مجال محاربة الإرهاب، خصوصا فيما يتعلق بتبادل للمعلومات.
وأضاف أن تونس تنسق بشكل كبير مع الجزائر لمحاربة آفة الإرهاب، على طول الحدود بين البلدين، معتبرا أن هذا التنسيق ساهم في إبطال عدد من العمليات الإرهابية.
وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، دعا رئيس الحكومة المغربية، ونظيره التونسي، عقب لقاء جمعهما اليوم الثلاثاء، في العاصمة المغربية، إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتفعيل الاتفاقيات بينهما، مشددَين على أهمية التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب.
ووصل رئيس الحكومة التونسية، الثلاثاء، إلى الرباط، في زيارة رسمية تمتد ليومين بدعوة من نظيره المغربي.
ووقعت المغرب وتونس 8 اتفاقيات خلال الدورة الـ 18 للجنة الكبرى المشتركة المغربية التونسية المنعقدة بتونس في يونيو 2015، منها اتفاقية تعاون بين وزارة التجهيز والإسكان التونسية ووزارة السكن المغربية، واتفاقية إطار للتعاون التقني في ميدان النقل، وبرنامج تنفيذي لاتفاق التعاون في مجالي الشباب والرياضة، وغيرها.
+ There are no comments
Add yours