وصفتي السرية لمقاومة المحتل وحدة الصف الفلسطيني والمقدسيون بدأوا ذلك منذ سنوات
الشعوب العربية تم إلهاؤها عن قضية فلسطين بمشكلات وهموم أخرى ورغم ذلك ظلوا معنا
لا بد من عودة القضية الفلسطينية للواجهة في الإعلام العربي والإسلامي والكل سيسأل أمام الله
مقدسات فلسطين ملك للأمة العربية والإسلامية وحق على الجميع نصرتها
حوار: أبوبكر أبوالمجد
لا صوت الآن يعلو فوق صوت القدس، ولا حديث للشعوب العربية والإسلامية سوى عن بسالة وتضحيات المقدسيين؛ بل والفلسطينيين؛ رغم كل مساعي الإلهاء لهم واقحامهم في دوائر معاناة لا تنتهي، إلا أن قضية فلسطين على ما بدا خلال الأيام الماضية، وما تابعه الجميع خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أثبت أنها حية نابضة في ضمير ووجدان الأمة!
وناصر عيسى الهدمي، رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، أكد على هذا الاصطفاف الذي شعر به المقدسيون، وأكد أنهم أيضًا مستمرون في مقاومة المحتل، كاشفًا عن تسامي الفلسطينيين جميعًا خاصة في القدس فوق الخلافات الأيدولوجية والعقدية، قائلًا: “القدس أكبر من الجميع”.
سنعرف من ضيف سطورنا آخر المستجدات على الأرض، وإلى الوصفة السرية التي سينجو بها الفلسطينيون، وينتصروا على المحتل ويوقفوا مخططاته لتهويد المدينة المقدسة.
من هو ناصر الهدمي؟
—- أعيش في مدينة القدس على بعد 5 دقائق عن المسجد الاقصى، وأنا رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، حاصل على ماجستير دراسات مقدسية، وبحثي كان عن: تأثير التخطيط المديني على الديمغرافيا في مدينة القدس.
تم اعتقالي خمس مرات أعوام 1993، عام 2010، عام 2014، وعام 2018 مرتان، مجموع مدد الاعتقال أربع سنوات.
متزوج وأب لخمسة من الأبناء والبنات، وأحضر حاليًا للدكتوراه في موضوع تأثير التخطيط المديني على سلوك السكان في مدينة القدس.
حدثنا عن آخر المستجدات على الأرض؟
—- المستجدات على الأرض.. اتخذت المحكمة الإسرائيلية قرارًا بتأجيل البت في قضية الشيخ جراح حتى ما بعد 27 يومًا من الآن.. وذلك من أجل إعطاء فرصة لتدارس الموضوع بشكل أكبر.
وسياسيًا يعد هذا القرار هروبًا من مواجهة ما يجري على أرض الواقع من مواجهات واضطرابات بين المقدسيين وقوات الاحتلال، وأرى أن سلطات الاحتلال تبحث عن طريقة للنزول من الشجرة بعد أن صعدت فرأت من المقدسيين ما رأت من مواجهات، ولتعطي المدينة فرصة لتهدأ حتى تنفيذ الأمر أو الرجوع عنه بحسب الاتفاق المتوقع بين الأردن وسلطة رام الله وسلطة الاحتلال، كي يتجنبوا مواجهة شاملة في القدس والضفة الغربية.
أما بالنسبة للمستجدات في المسجد الأقصى المبارك، فإن سلطات الاحتلال تنتظر لإحصاء عدد الفلسطينيين الموجودين بالمسجد الاقصى، لكي تقرر ما إذا كانت ستفتح باب المغاربة لاقتاحمه (المسجد)، أم ستبقيه مغلقًا، وستكتفي بالمسيرات العسكرية التي تدفع بها للمدينة المقدسة، وتغلقها، وتحولها لثكنة عسكرية كي تسمح لقطعان المستوطنين بالتجول في شوارع وأحياء المدينة.
وما هي رؤيتكم لما سيجري؟
رأيي أنه تم التراجع عن تنفيذ القرار، أو تأجيله لانتظار ظروف ميدانية أفضل تمكن لسلطات الاحتلال تنفيذ القرار.
لكن جزئيًا سلطات الاحتلال تراجعت عن تنفيذ القرار بتأجيله.
وهذا يعبر عن التراجع والمناورة من قبل سلطات الاحتلال، حيث أننا شهدنا مثل هذه المناورات في عيد الأضحى عام 2019، حيث أعلنت سلطات الاحتلال نفس الإعلان، وكانت هناك دعوة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، ونفذته بالفعل ونكلت بالمقدسيين، وحدثت مواجهات داخل المسجد في عيد الأضحى.
ولذا فنحن لا نثق في وعودهم ولا نأمن مكر الاحتلال، ونحن نعي تمامًا أن الموضوع ما هو إلا محاولة من أجل تمييع القضية حتى يقل عدد المقدسيين، ويتم اقتحام المسجد وتنفيذ مخططات الاحتلال.
ولذا نوصي المقدسيين أن يحافظوا على التواجد الكثيف وهو الذي سيمنع الاقتحام وسيجعل المسجد غير آمن لقطعان المستوطنين.
هل تتوقع أن تصدر المحكمة حكمًا بعد هذه المدة ضد المقدسيين؟
——- أنا لا أتوقع صدور حكم قريب بهذا الشأن، وطرد المقدسيين، والاستيلاء على بيوتهم؛ لأن الأرض ستشتعل عليهم نارًا، فالجميع يقف موقفًا واحدًا وموحدًا ضد سياسات وممارسات الاحتلال.
كيف ينظر المقدسيون للشعوب العربية والإسلامية؟
—— المقدسيون ينظرون للمجتمعات العربية والإسلامية على أنهم امتدادًا استراتيجيًا دائمًا لهم، وذخرًا يحميهم ويمكن أن يلجأوا إليه في كل الظروف والحالات، ويدركون تمامًا أن الشعوب العربية والإسلامية قد تم انهاكها وتحييدها بمشكلات داخلية، وإشغالها، وجانبية، أدى إلى أنها لم تعد تقوى على الاهتمام بالقضية كما يجب لها أن تهتم، ولذا نحن نعذرهم، ونتوقع منهم كل الخير، ونحن إن كنا نألم فإنهم أيضًا يألمون؛ ولكن يبقى عليها واجب وستسأل عنه، وعليها أن تتحرك لنصرة الفلسطينيين، فالمقدسات التي يدافع عنها هذا الشعب هي ملك الأمة كلها، وكل من سيقصر سيسأل أمام الله، فعليها بالدعاء والدعم المادي والعلمي والمعنوي.
ونتوقع من الأمة أن تعيد القضية الفلسطينية على رأس اهتماماتها وأن يعود الإعلام لتسليط الضوء عليها، وإعادتها للواجهة، فهذا واجب على الجميع الآن.
وكيف ترون المجتمع الدولي؟
المجتمع الدولي لا يحترم إلا القوي، فهو ينصر من يستطيع أن ينصر نفسه، ولذا فهو طالما ناصر المحتل، ودعمه، ووقف بجانبه طوال 73 عامًا؛ لأن منبت المجتمع الدولي هو أمريكا وأوروبا، فكانت الشعوب والأنظمة الغربية داعمة لهذا الاحتلال المجرم، فهي نفس الثقافة والمنبت الذي جاء منه المحتل.
إلا أنه في الآونة الأخيرة وبفضل التكنولوجيا التي بدأت تنقل بعض الصور التي توضح حقائق الأمور على الأرض، فبدأت بعض الشعوب تغير مواقفها، وتطالب حكوماتها بأن تقف موقفًا محايدًا؛ لكننا في النهاية لا نعول عليهم؛ بل نراهم داعمون لنا حين ندعم نحن وحدتنا ووحدة صفنا ونكون على مستوى عال من الوعي لهمّ قضيتنا، ولدينا رواية واحدة ومنطقية نقدمها للعالم؛ ولكن في النهاية نحن نعول على شعبنا الفلسطيني، وأمتنا العربية والإسلامية أن تنصرنا وتدعمنا وتقف بجانبنا.
وصفتك لانتصار قضية فلسطين؟
—– لقد عانت القضية الفلسطينية طيلة 30 عامًا من انقسام سياسي واضح في الصف الفلسطيني، فكان هناك من يؤمنون بإمكانية الحل السلمي مع الاحتلال، والتفاهم معه، ويتم من خلاله تقاسم أرض فلسطين والعيش معه مقابل بعض التضحيات المؤلمة التي يقوم بها الطرفان من أجل الوصول إلى حل.
وطرف آخر يرى أن الفلسطينيين لهم الحق في كامل تراب وطنهم، وحق هؤلاء الذين هجّروا وطردوا من أراضيهم منذ 73 عامًا أن يعودوا، وهو حق أصيل لهم، وأن يقرروا مصيرهم، وليس من حق لهؤلاء الذين جاءوا من أوروبا ومن كل بقاع الأرض في أرض فلسطين، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأنه يجب أن تكون هناك مواجهة مع الاحتلال، وإن كان الشعب ضعيفًا فسيأتي اليوم الذي يكون فيه قويًا يستطيع أن يواجه، وأن الأمة العربية والإسلامية لا بد ستنهض في يوم من الأيام لتواجه هذا المحتل الغريب والغاصب وتخرجه من أرض فلسطين، التي هي كما قلت ملكًا للأمة العربية والإسلامية.
هذان الفريقان تخاصما وتقاتلا وكان بينهما صراع طيلة 30 عامًا، وهي فترة ليست بالقصيرة، أدت إلى نشوء انقسام اجتماعي، وسياسي عميق داخل المجتمع الفلسطيني، والمقدسي بشكل خاص، إلا أننا في مدينة القدس استطعنا خلال العقد الأخير على الأقل نلملم جراحنا ونرمم خلافاتنا، وأن نصل إلى مرحلة نقول فيها القدس أكبر من الجميع، وأنه لا يوجد سلطة تسيطر علينا وبإمكان الاحتلال أن يطوعها، فتقمعنا وتمنعنا من مقاومته، فكان أهل مدينة القدس يختلفون عن أهل بقية أرض فلسطين بأنهم تساموا فوق خلافاتهم السياسية والحزبية وحتى الفكرية والطائفية والدينية، ورأيناهم في أكثر من واقعة يقفون صفًا واحدًا وينتصروا عليه، وإن كان انتصارًا جزئيًا أو صغيرًا، أو تكتيكيًا، إلا أنهم استطاعوا إيقاف مخططات الاحتلال.
لذا فإن الوصفة السحرية لمواجهة الاحتلال هي وحدة الصف الفلسطيني، ولذا رأينا في الفترة الأخيرة أن كل الشعب الفلسطيني، بكافة أماكنه قد تجمع لأجل معركة ومواجهة واحدة مع الاحتلال ألا وهي معركة المسجد الأقصى المبارك ومعركة القدس، وفي هذه المواجهة استطاع الشعب الفلسطيني أجمع في الداخل في المخيمات والشتات أن يدخلوا المعادلة وأثبتوا أنهم يستطيعوا وقف مخططات الاحتلال.
+ There are no comments
Add yours