وفقا لرئيس الموساد فإنه "طالما بقي نظام آية الله في طهران قائما، فإن إيران ستظل التحدي الأول بالنسبة للموساد والمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، سواء أكان ذلك في ظل وجود الاتفاق النووي أم بدونه".
ظهر رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، بشكل علني للمرة الثانية في أسبوع واحد، حيث جاء ظهوره هذه المرة خلال كلمة ألقاها أمام مؤتمر بمناسبة مرور عام على وفاة رئيس جهاز الموساد الأسبق مئير داغان، فيما تطرق خلال كلمته لمجمل الأوضاع التي تمر بها المنطقة، وعلى رأسها الملف الإيراني.
وجاءت كلمة كوهين فرصة لمعرفة التقييم المحدث لجهاز الموساد، بشأن عدد من الملفات، لا سيما الملف الإيراني، حيث كان هناك بعض التباين قد طفا على السطح إبان مرحلة المفاوضات، والتوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، ما بين الموساد بقيادة تامير باردو وقتها، وبين المستوى السياسي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
واستهل كوهين كلمته بالإشارة إلى الدور الذي لعبه جهاز الموساد في عهد داغان، وأنه عمل طوال سنوات على مواجهة ما وصفها بدوائر الخطر الأربع، وهي” الخطر التقليدي الذي تشكله جيوش لديها أسلحة جو وغير ذلك، والخطر الثاني غير التقليدي، والخطر الثالث الذي يتمثل في الإرهاب، والأخير المتمثل في الإنترنت”، على حد قوله.
استعدادات مكثفة
وتابع كوهين أن “ثمة استعدادات مكثفة لمواجهة الخطر الأخير، المتمثل في ساحة الفضاء الإلكتروني”، مضيفا أن “الجميع يرى انهيار النظام العالمي القديم وتفكك دول وتفاقم خطر الإرهاب، فضلا عن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اللتين تورطتا في دائرة الخطر الأولى طبقا للتصنيف الإسرائيلي”، لافتا إلى أن “التنظيمات الإرهابية أصبح لديها سلاح متقدم للغاية، وكذلك سلاح كيميائي تكتيكي يمكنه أن يحقق لها انجازات”.
واستعرض رئيس الموساد الوضع بالمنطقة، وقال إن “حزب الله خسر 1700 من مقاتليه، ويواجه أزمة اقتصادية وأخرى تتعلق بالزعامة”، مشيرا إلى مزاعم تتحدث بأن “من قتل رئيس أركان المنظمة الشيعية في سوريا مصطفى بدر الدين العام الماضي هم جنوده”، مضيفا أنه “على الرغم من كل التطورات لكن الهدوء مازال قائما على الجبهة الشمالية”.
وتطرق كوهين إلى الحرب في سوريا قائلا إنه “على الرغم من الحرب الأهلية في سوريا، تنجح إسرائيل في الحفاظ على الاستقرار ومنع تسليح منظمة حزب الله”.
الشأن الفلسطيني
وفي الشأن الفلسطيني، لفت كوهين إلى أن “الواقع المستقر في قطاع غزة أيضا مستمر منذ نهاية الحرب الأخيرة، في إشارة إلى عدوان الجرف الصامد صيف 2014″، معتبرا أن “الوضع الحالي في جنوب إسرائيل هو الأكثر استقرارا منذ نهاية حرب الأيام الستة العام 1967”.
في الملف الفلسطيني وبالتحديد في الضفة الغربية، أشار كوهين إلى أنه “قبل عام ونصف العام ظهر تحد جديد وصفه بالإرهاب في الضفة، الذي قاده مئات الشبان دون قيادة، وأن الموساد يحتاج إلى شهرين أو ثلاثة لكي يمكنه تطوير وسائل قادرة على المساهمة في مواجهة هذا الوضع، وتوفير استجابة مناسبة”.
وحول تنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء، قال رئيس الاستخبارات الإسرائيلية بحسب صحيفة معاريف إن “هذا التنظيم يعمل في سيناء ضد قوات الجيش المصري وضد إسرائيل، وأن إيران متورطة في المنطقة عبر ميليشيات عسكرية ودعم مستمر”، منوها إلى “انحسار ظاهرة المتسللين الأفارقة من سيناء إلى إسرائيل، حيث تراجعت الأعداد من 14 ألفا سنويا إلى 14 شخصا فقط”.
التفوق الإسرائيلي
وطبقا لرئيس الموساد “مازال التحدي الأساسي يكمن في مسألة الحفاظ على التفوق الإسرائيلي، إضافة إلى تحديات أخرى على الصعيد الاستخباراتي، فضلا عن التحدي الخاص بالقدرات الدفاعية”، مضيفا أنه “لدينا تحد آخر يتمثل في ضرورة الحفاظ على الجيش الإسرائيلي كجيش للشعب وبمعزل عن أي خلاف سياسي”.
وبحسب كوهين فإن “جيش الإسرائيلي يأخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن إسرائيل، في ظل عالم لا يمكن توقعه”، معتبرا أن “الربيع العربي تحول إلى شتاء مظلم، وأن هناك دولا انهارت وأخرى في طور الانهيار كالعراق وليبيا وسوريا، فيما تحاول إيران التأثير والتحول إلى عنصر يشكل ملامح الشرق الأوسط”.
ووفقا لرئيس الموساد فإنه “طالما بقي نظام آية الله في طهران قائما، فإن إيران ستظل التحدي الأول بالنسبة للموساد والمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، سواء أكان ذلك في ظل وجود الاتفاق النووي أم بدونه”.
و ختم كوهين كلمته بقوله إن “خلاصة التهديدات التي تواجهها إسرائيل اليوم، تتمثل في إيران أولا لأنها تنشر هيمنتها الشريرة في المنطقة، ولم تتخل عن طموحها النووي”، مضيفا أن “حزب الله وحماس وباقي التنظيمات الإرهابية هم الخطر الثاني”، داعيا إلى “ضرورة اليقظة والجاهزية أمام كل هذه التحديات”.
+ There are no comments
Add yours