قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، اليوم الخميس، إنّ العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا يمكن أن تُرفع في حال التزام موسكو ببنود اتفاقية “مينسك” لحل الأزمة الأوكرانية، على حد تعبيره.
جاءت تصريحاته في كلمة ألقاها لدى حضوره فعاليات “المنتدى الاقتصادي الدولي” المنعقد حاليًّا في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، وأوضح فيها أنّ “روسيا تمتلك قوة، وأنّ عليها استخدامها لصالح أمن وسلامة العالم”، داعياً موسكو إلى الوقوف مع الاتحاد الأوروبي والتنسيق معه.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا في 29 من يوليو/ تموز 2014، للدور الذي قامت به في “زعزعة استقرار” أوكرانيا، ولضمها شبه جزيرة القرم الأوكرانية (خلال استفتاء نظمته من طرف واحد في العام نفسه)، على أن تنتهي مدة هذه العقوبات في الحادي والثلاثين من يوليو/تموز المقبل.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، أشار يونكر، أنّ موسكو تعدّ طرفاً في اتفاقية “مينسك”، وأنّ عليها الالتزام ببنودها وتنفيذ شروطها، من أجل استمرار الحوار بين الجانبين الأوروبي والروسي بخصوص الأزمة الاوكرانية.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا (الحكومة والانفصاليين الموالين لروسيا)، في فبراير/شباط 2015، في “مينسك” عاصمة روسيا البيضاء، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، إضافة إلى سيطرة حكومة كييف على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية العام الماضي 2015، الأمر الذي لم يتحقق بعد.
ولفت يونكر إلى أنّ العقوبات الأوروبية المفروضة على روسيا “لن يتم رفعها إلّا في حال التزام موسكو ببنود مينسك”، مشيراً إلى وجوب استمرار الحوار مع روسيا، رغم استمرار العقوبات الأوروبية عليها.
وأعرب يونكر عن أمله في عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الفترة القريبة القادمة، وذلك لبحث عدد من القضايا المشتركة والهامة بينهما.
وتابع يونكر في هذا السياق قائلاً “من الخطأ تجاهل المشاكل القائمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، علينا الإسراع في العمل على إيجاد حل لها، وإعداد مستقبل أفضل لشعوبنا، ورغم خلافات روسيا والاتحاد الأوروبي، فإنّ على الطرفين العمل من أجل رفع القيم الإنسانية، عبر التحرك المشترك لتحقيق هذا الهدف، وفي هذه الحالة فقط، يمكننا الحفاظ على القيم الإنسانية في العالم بأسره”.
وبدأت الاضطرابات في أوكرانيا على خلفية رفض رئيسها الأسبق فيكتور يانوكوفيتش، توقيع اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي عام 2014، وأطيح به في فبراير/ شباط من العام ذاته.
وفى أبريل/ نيسان 2014، اشتعلت الأزمة شرقي البلاد، حينما شنت كييف عدة هجمات ضد الانفصاليين الموالين ليانكوفيتش وروسيا، فى محاولة منها لاستعادة المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرهم.
وقُتل أكثر من 6000 شخص، ونزح أكثر من 1.4 مليون شخص داخليا، منذ بدء الصدامات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
+ There are no comments
Add yours