يشارك الرئيس الأذري إلهام علييف، ونظيره الأرميني “سيرج سركسيان”، في اجتماع، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حول إقليم “قره باغ” المحتل، في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الإثنين.
وتصاعد التوتر بين البلدين مؤخرا، عقب أستهداف قوات أرمينية وحدات سكنية أذرية بالقرب من خط التماس، وقيامها بأنشطة استفزازية، وعلى إثرها قامت قوات أذرية بشن هجوم ، وسيطرت على بعض النقاط الاستراتيجية التي كانت محتلة.
وبعد مرور شهر ونصف على تصاعد التوتر بين الجانبين، يشارك في الاجتماع المذكور، رئيسا البلدين، إلى جانب الرؤساء المشاركين لمجموعة “مينسك” التي جرى تأسيسها من قبل روسيا وفرنسا والولايات المتحدة، المنبثقة عن ” منظمة التعاون والأمن في أوروبا”.
وكان آخر لقاء جمع علييف وسركسيان، لبحث قضية “قره باغ”، كان في ديسمبر/كانون الأول 2015، بسويسرا.
وكانت وزارة الدفاع الأذرية، أعلنت في مطلع أبريل/نيسان الماضي، أن الجيش الأرميني استهدف مواقع تابعة لقواته، عند خط الجبهة والمناطق السكنية القريبة منها، بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون، فيما ردت القوات بالمثل على مصادر النيران، ما أسفر عن نشوب اشتباكات عنيفة.
واوقعت الاشتباكات، خسائر بشرية ومادية بين الجانبين، واستعادت القوات الأذرية بعض النقاط الاستراتيجية، وكان الطرفان اتفقا في 5 أبريل/ نيسان الحالي، على وقف الاشتباكات في خط التماس، إلا أن القوات الأرمينية واصلت في اليوم التالي، استهداف مواقع تابعة لقوات أذرية، عند خط الجبهة والمناطق السكنية القريبة منها، بالأسلحة الثقيلة ما أدى الى مقتل ستة مدنين وإصابة 26 آخرين.
وأفادت الوكالة الوطنية الأذربيجانية لإزالة الألغام، في 11 مايو/أيار الحالي، أنها عثرت على قذيفتين لم تنفجرا، خلال أعمال التمشيط كان الجيش الأرميني أطلقهما خلال قصفه المناطق السّكنية، تحويان على الفسفور الأبيض المحظور وفقاً للاتفاقيات الدولية.
ونشأت الأزمة بين البلدين عقب انتهاء الحقبة السوفييتية، حيث ادعت أرمينيا أحقيتها في السيادة على مناطق أذرية، واحتلت على التوالي مدن “خانكندي” في 1991 (مركز إقليم قره باغ)، و”خوجالي”، و”شوشة”، و”لاشين”، و”خوجاوند”، و”کلبجر”، و”أغدره” عام 1992، كما دخلت قواتها المسلحة عام 1993 محافظة “آغدام”، واحتلت مدن “جبرائيل”، و”فضولي”، و”زنكیلان” و”قبادلي”، وبذلك سيطرت أرمينيا ومليشيات انفصالية أرمنية على إقليم “قره باغ”، ومحافظات أذربيجانية خمس أخرى غربي البلاد، ما تسبب بحرب دامية بين البلدين.
وتحتل أرمينيا منذ عام 1992، نحو 20% من الأراضي الأذرية، والتي تضم إقليم “قره باغ” (يتكون من 5 محافظات)، و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام”، و”فضولي”، متسببة بتهجير نحو مليون أذري من أراضيهم ومدنهم، فضلا عن مقتل نحو 30 ألف شخص جراء النزاع بين الجانبين.
ورغم استمرار التفاوض بين البلدين منذ وقف إطلاق النار عام 1994، إلا أن عدم التزام أرمينيا بنظام وقف اطلاق النار وضربها بالمفاوضات عرض الخائط واتخاذها موقفًا غير بناء، وخرقها للهدنة بشكل شبه يومي، كان سببًا رئيسيًا في اندلاع الاشتباكات على الحدود بين الجانبين.
+ There are no comments
Add yours