باتت محافظة دير الزور الواقعة معظم مساحتها تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، شرقي سوريا، مسرحًا لصراع قوات النظام المدعومة روسيًا من جهة، وتنظيم "ب ي د/ بي كا كا" الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، من أجل السيطرة عليها.
وإثر خسائره الكبيرة التي مني بها داعش في الرقة، حوّل ثقله بالكامل إلى دير الزور الحدودية مع العراق.
ومع اقتراب هزيمة داعش، باتت دير الزور الغنية بالموارد النفطية، ساحًة للصراع بين القوى للسيطرة عليها.
وفي الخامس من سبتمبر/ أيلول الحالي، أعلنت قوات النظام السوري المدعومة جوًا من روسيا وبرًا من إيران فك الحصار عن الجزء الغربي من دير الزور بعد ثلاث سنوات من فرضه من قبل داعش، بعد تقدمها إلى المدينة عن طريق بادية حمص.
وبالتزامن مع تقدم قوات النظام، يواصل "ب ي د/ بي كا كا"، تقدمه نحو المدينة من شمال شرقي ريف المحافظة، بعد إعلانه عن عمليته المدعومة أمريكيًا في التاسع من سبتمبر الحالي.
وأفادت مصادر محلية في المنطقة للأناضول، أن قوات النظام عبرت نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات بعد سيطرتها على منطقة "حويجة سكر" جنوب شرق المدينة.
كما سيطرت قوات النظام على قرية مراط شرقي الفرات بـ3 كيلومتر.
وتضم المنطقة شرقي نهر الفرات في المحافظة، 11 حقلًا نفطيًا هامًا مثل العمر، والتنك، والورد، والجفرة، وجرنوف والأزرق، والشعيطات، والتي تشكل ثلث موارد الطاقة في سوريا.
وأمس الأول، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن طائرات روسية قصفت ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي يشكل تنظيم "ب ي د" الإرهابي غالبية عناصرها، وذلك شرقي نهر الفرات.
ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية، عن المتحدث باسم "قوات سوريا الديمقراطية" طلال سلو قوله " سنشتبك في حال عبور قوات النظام شرقي الفرات".
وعلى الرغم من أن الميليشيات المدربة من قبل إيران تشكل ما نسبته قرابة 40 بالمئة من قوات النظام في عمليتها للسيطرة على دير الزور، إلا أن خطة إيران من أجل المدينة تستند على منظور أوسع.
كما أن الحشد الشعبي المدعوم إيرانيًا والتابع للحكومة العراقية، منتشر شرق دير الزور في الموصل شمالي العراق.
وفي حال تقدم الميليشيات المدعومة من إيران في دير الزور والتقائها مع الحشد الشعبي المنتشر بالموصل، فإن إيران تكون بذلك قد حققت مشروعًا استراتيجيًا لها، وفتحت طريق لها نحو البحر المتوسط عبر العراق وسوريا.
+ There are no comments
Add yours