دول البلطيق.. منطقة صراع جديدة بين الغرب والروس

1 min read

لكل من يدقق في مشهد الصراع الغربي الروسي اليوم وأمس، يكتشف بسهولة أن حديث الصراع الذي كان دائرًا بينهما في أوكرانيا، انتقل إلى دول البلطيق اليوم.

فبينما تحاول موسكو إظهار علو كعبها في هذه الدول، من خلال انتهاكاتها المتكررة للمجال الجوي لها، تقابلها مقاتلات الناتو بإجراء طلعات اعتراضية، ومن المتوقع أنّ تظهر ملامح هذا الصراع جليًا، عقب القرارات التي ستُتّخذ في قمة الناتو المزمع عقدها في تموز/ يوليو القادم. 

وتسعى موسكو خرق الأنظمة الأمنية وانتهاك الحدود الدولية، بالاعتماد على قوتها العسكرية، وتضع نصب عينيها هذه المرة، دول البلطيق، بعد أنّ تدخلت في شؤون جورجيا وأوكرانيا.

فعبر السنوات الأخيرة، كثفت موسكو من انتهاك المجال الجوي لليتوانيا ولاتفيا، وإستونيا، وتحرشت بالمدمرة والمقاتلات الأمريكية المتمركزة في بحر البلطيق، فموسكو تحاول من خلال هذه التصرفات توجيه رسالة إلى الغرب، مفادها: “إنني حاكم هذه المنطقة فلا تقربوها”.

– الانتهاكات الروسية:

تعتبر الانتهاكات والتحرشات الروسية المتزايدة خلال السنوات الأخيرة، ترجمة لسياساتها الاستفزازية، ويمكن إحصاء الانتهاكات والتهديدات التي تشكلها للأمن العالمي فوق بحر البلطيق، منذ مطلع العام الحالي، على الشكل التالي:

– في 28 آذار/ مارس الماضي، قامت مقاتلة روسية من طراز (آن – 26) بانتهاك المجال الجوي الإستوني قرب جزيرة فايندلو الواقعة في خليج فنلنديا، وعلى إثر ذلك بعثت إستونيا مذكرة إحتجاج إلى روسيا.

– في 12 نيسان/ أبريل الماضي، انتهكت 3 مروحيات روسية، المجال الجوي الليتواني، حيث دخلت المجال الجوي، وأجرت دوريات استكشافية فوق مواقع عسكرية في منطقة لازديجاي، ثم عادت إلى قواعدها في كالينينغراد.

 – في 13 نيسان/ أبريل الماضي، قامت مقاتلات روسية بالتحليق في علو منخفض، وبشكل خطير فوق مدمرة أمريكية (أو إس إس دونالد كوك) كانت تسير في المياه الإقليمية لبحر البلطيق، ونددت الإدارة الأمريكية بهذا الاستفزاز الروسي.

– وفي 21 نيسان/ أبريل الماضي، اقتربت مقاتلة روسية من طراز (سو – 27) من طائرة تجسس أمريكية من طراز (بوينغ ري سي – 133)، الأمر الذي اعتبره الأمريكيون “تصعيدًا خطيرًا”.

– كما قامت مقاتلة تابعة لسلاح الجو الروسي (سو – 27)، بالتحرش بمقاتلة أمريكية (ري سي – 135)، كانت تحلق في مسارها الطبيعي فوق المياه الاقليمية لبحر البلطيق. 

وخلال العام الفائت، حطمت مقاتلات حلف شمال الأطلسي، رقمًا قياسيًا في عدد طلعاتها لردع المقاتلات الروسية التي تقوم بعمليات الانتهاك، إذ زاد عدد طلعات الناتو لهذا الغرض على 160 طلعة جوية فوق بحر البلطيق.

وشهدت سماء دول البلطيق خلال السنوات الأخيرة، تصاعدًا في عدد الطلعات التي تنفذها مقاتلات الناتو، بهدف حماية المجال الجوي لهذه الدول، وردع المقاتلات الروسية التي تنتهك الاجواء، ففي عام 2010، أجرت مقاتلات الناتو 4 طلعات، و37 طلعة في 2011، و44 طلعة في 2012، فيما وصل هذا الرقم إلى 47 طلعة عام 2013، وإلى 140 طلعة في عام 2014.

وفي ظل هذا الصراع المحتدم بين روسيا والدول الغربية، وصف الرئيس الليتواني الأسبق فيتاوتاس لاندسبرغس، ما يجري من محاولات بسط النفوذ على دول البلطيق، بلعبة البوكير الخطيرة للرئيس الروسي فلادمير بوتين.

وقال لاندسبرغس، خلال حديثه لمراسل الأناضول، إلى أهمية الخطوات التي ستُقدم عليها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، لضمان أمن دول البلطيق، وردع الخطر الروسي عنها.

وتابع لاندسبرغس، في هذا الصدد قائلًا: “على الولايات المتحدة والدول الأوروبية إظهار المزيد من السخط والتنديد بالحركات الاستفزازية التي تقوم بها روسيا ضدّ دول البلطيق، أعتقد أنّ الناتو يقوم بواجبه ضدّ روسيا، لكن الدول الأوروبية تتقاعس في الرد على استفزازات موسكو”.

أما الخبير السياسي الليتواني فلاديميرس لاوسيوس، فدعا إلى زيادة عدد قوات الناتو في دول البلطيق، مشيراً أنّ “ليتوانيا جزء من الناتو، وأنها تشعر بالأمان داخل الحلف”.

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours