تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إجراء إصلاحات في قوات حفظ السلام الأممية في جزيرة قبرص (UNFICYP)، تشمل تقليصها أو إلغاءها.
ووفق معلومات حصلت عليها مراسلة الأناضول من مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، فإنّ واشنطن تدرس حاليًا الخيارين حيال بعثة حفظ السلام في قبرص.
وتطلب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إجراء إصلاحات وتخفيض عدد جنود بعثة حفظ السلام الأممية بجزيرة قبرص، على غرار تخفيض تمويل بعثات حفظ السلام الأممية الأخرى. وأفادت المصادر الدبلوماسية، أن واشنطن طلبت من زعماء شطري جزيرة قبرص، الإسراع في اتخاذ الخطوات السياسية اللازمة لتحقيق السلام في الجزيرة.
وأضافت المصادر، أنّ إلغاء بعثة حفظ السلام الأممية في جزيرة قبرص، يأتي في مقدمة الخيارات التي تدرسها واشنطن. لكن المصادر ذاتها تقول إن بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين لا تؤيّد هذا الخيار. وذكرت المصادر، أن فرنسا وبريطانيا تقولان إن بعثة حفظ السلام الأممية توفر الاستقرار للجزيرة، وتخفف من حدة التوتر بين القبارصة الأتراك والروم، كما ترى روسيا والصين فائدة في إبقاء البعثة بالجزيرة كما هي، دون تغيير. وترفض إدارة قبرص الرومية فكرة تخفيض عدد قوات حفظ السلام الأممية، أو إلغاء البعثة تمامًا، وفق الرسالة التي بعثتها الإدارة إلى مجلس الأمن الدولي والتي حصلت الأناضول على نسخة منها.
وقالت إدارة قبرص الرومية في رسالتها، إن البعثة تحقق الاستقرار في الجزيرة، وتمهد الأرضية المناسبة لمحادثات السلام من خلال تخفيض حدة التوتر بين الجانبين التركي والرومي. وأوضحت إدارة قبرص الرومية، أن بعثة حفظ السلام في قبرص، تعد من أصغر البعثات الأممية، وهي ليست عبئًا على الأمم المتحدة؛ نظرًا لميزانيتها الضئيلة التي لا تعادل سوى 0.5 بالمائة من الميزانية العامة المخصصة لبعثات حفظ السلام الأممية. في المقابل، ترى جمهورية شمال قبرص التركية، أن بعثة حفظ السلام الأممية فقدت قيمتها وفعاليتها في الجزيرة.
وفي وقت سابق، قال وزير خارجية شمال قبرص التركية، قدرت أوزرساي، إنّ قوات حفظ السلام الأممية باتت تقوم بأدوار كلاسيكية وغير مجدية في الجزيرة، كساعي بريد ينقل الرسائل بين شطري الجزيرة. وفي 31 تموز/ يوليو الجاري، ستنتهي مهمة بعثة حفظ السلام الأممية في قبرص، لكن من المنتظر أن يتم تجديد المهمة وتمديد مدة بقاء البعثة في الجزيرة في 26 يوليو/ تموز الجاري.
وبحسب مراقبين ودبلوماسيين، فإنه من المرجح أن يوافق مجلس الأمن الدولي على تمديد فترة بقاء البعثة في جزيرة قبرص لمدة 6 أشهر إضافية. لكن المصادر الدبلوماسية نفسها، تقول إن الولايات المتحدة عازمة وبشكل جاد على إجراء إصلاحات في بنية البعثة الأممية في المرحلة القادمة. وتتواجد بعثة حفظ السلام في قبرص، منذ عام 1994، ويتم تجديد فترة بقائها في الجزيرة كل 6 أشهر.
ويعمل في البعثة ألف و21 شخصًا، بينهم 150 مدنيًا، و750 جنديًا و52 ضابطًا. ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، وفي 2004، رفضَ القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة. وتتمحور المفاوضات حول 6 محاور رئيسة هي: الاقتصاد، و شؤون الاتحاد الأوروبي، والملكيات، إلى جانب تقاسم السلطة (الإدارة)، والأراضي، والأمن والضمانات.
ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل الى الحل المحتمل في الجزيرة، ويؤكد أن التواجد التركي (العسكري) في الجزيرة شرط لا غنى عنه بالنسبة للقبارصة الأتراك. أما الجانب القبرصي الرومي، فيطالب بإلغاء معاهدة الضمان والتحالف، وعدم استمرار التواجد التركي في الجزيرة عقب أي حل محتمل.
+ There are no comments
Add yours