السيارات المفخخة لداعش وصلت إلى قلب بغداد، وإلى أكثر المدن بها تحصينًا (الكرادة.
فبالرغم من طمأنة قادة الأجهزة الأمنية سكان الكرادة، وسط العاصمة بغداد، بعدم إمكانية عبور السيارات المفخخة والانتحاريين إلى منطقتهم (ذات الغالبية الشيعية) التي شهدت تفجيرًا مروعًا قبل نحو شهرين، راح ضحيته نحو 300 قتيل، نجح تنظيم “داعش” باختراق الدفاعات الأمنية مجدداً بتفجير سيارة مفخخة أول أمس راح ضحيته نحو 30 قتيلا وجريحا.
إدخال السيارة المفخخة إلى منطقة “الكرادة” المحصنة أمنيًا بصورة غير مسبوقة، والتي نشرت عند مداخلها سيارات حديثة ومتخصصة لكشف المفخخات والعبوات الناسفة والانتحاريين، اعتبره تنظيم “داعش” تحدٍ لقدرات قوات الأمن، وهو ما ترك استفسارات لدى السكان المدنيين من جدوى الإجراءات في ظل الخروقات.
وافتخر تنظيم”داعش” في بيان نشر على مواقع تابعة له امس، بتحدى إجراءات قوات الأمن في الكرادة، وقال إن التفجير جاء “بعد اجتياز كافة الحواجز الأمنية”.
وإزاء الخرق الأمني، فتحت قيادة عمليات بغداد (في الجيش) تحقيقًا موسعًا، لمعرفة كيفية تمكن تنظيم “داعش” من إدخال مفخخة الى منطقة خاضعة لاجراءات أمنية مشددة، بأمر حيدر العبادي رئيس الوزراء.
وقال سعد المطلبي عضو لجنة الأمن في مجلس محافظة بغداد لـ”الأناضول”، إن “قيادة عمليات بغداد بدأت التحقيق بشأن كيفية وصول السيارة المفخخة الى منطقة “الكرادة داخل” وانفجارها مساء اول امس، في ظل الاجراءات الأمنية المشددة”.
واضاف “سيارات السونار الجديدة التي نصبت بمنطقة الكرادة ومناطق اخرى والخاصة بكشف المتفجرات، غير مخصصة لكشف السيارات المفخخة عن بُعد، وهي تعمل بالاشعة السينية وتكشف ما بداخل السيارات من مواد، واذا تمكن الارهابيون من اخفاء المتفجرات بطريقة ذكية، فإن الاجهزة التي نصبت لن تستطع اكتشافها”.
وتابع المطلبي “بيان تنظيم داعش الإرهابي بشأن اجتياز الاجراءات الأمنية، يشير الى ان السيارة المفخخة استقدمت من خارج منطقة الكرادة، واجتازت عدة حواجز امنية”.
وعلى خلفية تكرار، الخرق الامني في منطقة الكرادة، طالب اهالي المنطقة رئيس الوزراء حيدر العبادي بإحالة جميع الضباط والامنيين ممن تمكنت من خلالهم السيارة المفخخة من الوصول الى مكان التفجير، وتغيير الخطط المعتمدة لحماية المنطقة.
ونشر مدونون من سكنة منطقة الكرادة على مواقع التواصل الاجتماعي “صورا” للقتلى في الهجوم، وطالبوا العبادي بالتحقيق الفوري بحادث التفجير، وكيفية اجتياز السيارة المفخخة لنقاط التفتيش التي يتواجد فيها العشرات من رجال الامن، وسيارات كشف المتفجرات، بالاضافة الى الكلاب البوليسية المتخصصة بالكشف عن المتفجرات.
ويرى العقيد المتقاعد في الجيش العراقي خليل النعيمي، إن تنظيم “داعش” ليس من السهل مواجهته، ومنعه من الوصول الى الاهداف التي يخطط لها، لان الأخير امتلك خبرة امتدت لسنوات في كيفية اجتياز الاجراءات الأمنية.
واضاف النعيمي لـ”الأناضول”، إن “العديد من الهجمات التي نفذها تنظيم داعش واوقعت قتلى وجرحى بصفوف المدنيين والقوات الامنية كانت في لحظة تراخي الاجراءات الامنية، فالعديد من الحواجز، تخفف فيها الاجراءات الامنية والتدقيق في ساعات الليل على عكس ساعات الصباح”.
وتابع ان “هذا الاجراء قد يكون في حسابات تنظيم داعش لتمرير سيارة مفخخة من حاجز امني او حتى انتحاريين، الى جانب ان بعض عناصر الأمن غير الجادين في تأدية مهامهم الامنية على اجهزة كشف المتفجرات، فتمر السيارات والاشخاص من دون تدقيق، وهذا يحصل بشكل يومي في العديد من الحواجز الامنية”.
وشهد التفجير إدانات سياسية واسعة امس في البلاد، حيث ابدى اياد علاوي رئيس ائتلاف الوطنية، رئيس الوزراء الاسبق، امس ، “إستياءه” من ما وصفه بـ”فشل المعنيين والامنيين والحكوميين في سد الثغرات الامنية”.
وقال علاوي في بيان ادانة للتفجير الذي شهدته الكرادة، “نعلن استياءنا الكبير من فشل المعنيين والامنيين والحكوميين في سد الثغرات الامنية التي يتسلل من خلالها الارهابيين”.
فيما دعا سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي، في بيان، الى “بذل المزيد من الجهود لحماية اهالي منطقة الكرادة”.
الى ذلك شدد اسامة النجيفي رئيس ائتلاف “متحدون للاصلاح”، في بيان على “ضرورة اعتماد ذوي الكفاءة والخبرة في مجال الامن والاستخبارات والمعلومات الاستباقية، وعلى الحكومة ان تكون جادة وحازمة أمام أية حسابات غير مهنية”.
ويأتي التفجير في منطقة الكرادة وسط بغداد، فيما لايزال العراق بلا وزير للدفاع ولا وزير للداخلية، بعد إقالة الاول من قبل البرلمان الشهر الماضي، وإستقالة الثاني من منصبه قبل نحو شهرين بسبب عدم تسلم وزارته إدارة ملف أمن المدن من الجيش.
+ There are no comments
Add yours