كتب- أبوبكر أبوالمجد
أكد خبير هندسة السدود د. محمد حافظ، في حوار خاص مع “آسيا اليوم”، إن إثيوبيا لا تبحث عن تعظيم مواردها المائية في مجالات التنمية، فهذا حق لها؛ ولكنها تستهدف ببناء سد النهضة تدمير حضارة أصيلة وهي الحضارة المصرية، وذلك لاعتقادات أيدولوجية، والتي تقوم على أن الحضارة المصرية خصم يجب أن يمحى، ولذا فإن هدف إثيوبيا يتضح تمامًا أنه ليس فقط التنمية، وإنما الإضرار بالدولة المصرية.
وأضاف، حافظ، أنه لو كانت إثيوبيا تبني سد النهضة بهدف التنمية فقط، لكان تصميم سد النهضة مشابهًا لبناء سد مروي، والذي يخزّن 12 مليار متر مكعب، وينتج من الكهرباء حوالي 1200 ميجا وات؛ لكنها صممت سد النهضة خرسانيًا والتي وفقًا لطبوغرافية المنطقة، يجب ألا تزيد سعة البحيرة الخاصة به عن 12 مليار متر مكعب، ولذا أضافت إليه سد آخر هو سد السرج، وطوله 5200 متر وارتفاعه 55 متر، وهذا سد إضافي يساعد السد الخرساني في حجز المياه، وسعة سد السرج وحده تصل 60 مليار متر مكعب؛ بينما سعة السد الخرساني حوالي 14 مليار متر مكعب، بجمعهما يكون الناتج 74 مليار متر مكعب.
وأوضح خبير هندسة السدود، أنه بدون سد السرج كان سد النهضة يعد سدًا صديقًا؛ ولكن إضافة سد السرج هو الذي جعل من التصميم بشكل عام تصميمًا عدائيًا، لا يهدف للتنمية وإنما لتدمير أو تخريب الحضارة المصرية.
سد السرج
هو السد الاحتياطي، وهو عبارة عن سد رُكامي يقع بين جبلين على وادي يبلغ مساحته حوالي 330 ألف متر مربع، ويبلغ طوله حوالي 5200 متر، وارتفاعه 50 متر، ويقع في ناحية الغرب مباشرة بالنسبة لسد النهضة بمسافة قدرها 98متر.
صُمم مشروع “سد السرج الاحتياطي” كسدٍ تقليديٍ لا يحتوي على أية تقنيات مميزة مثل سد النهضة، وهذا الأمر قد يُفسر سرعة استكمال بنائه، حيث إنه لا يحتوي على أية توربينات؛ ولكنه يحتوي على حوالي 3000 حاجز بلاستيكي في أسفله، لمنع تسرب المياه إلى خارجه.
الهدف منه
بحسب الرواية الإثيوبية، كان الهدف من بناء السرج يتجه إلى عامل رئيسي، وهو زيادة السعة التخزينية للمياه في بحيرة السد، حيث يبلغ ارتفاع سد النهضة حوالي 85 مترًا، وسعة تخزينه 11.1 مليار متر مكعب من المياه، وأرادت الحكومة الإثيوبية زيادة سعة التخزين داخله؛ ولكن واجهت مشكلة وهو احتمال تسرب المياه إلى خارج السد وبالتالي الإضرار بالمنطقة وتأثيرها على دولة جنوب السودان، لذا كان يَكمن الحل الوحيد في بناء سد مُكمل للسد الرئيسي الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سعة التخزين إلى 74 مليار متر مكعب من المياه بدلًا من 11.1 مليار.
لكن الهدف غير المعلن بالتأكيد هو إكمال السيطرة على كل قطرة ماء تصل دولتي المصب مصر والسودان، ومن ثم التحكم فيهما وفي قرارتهما الإستراتيجية ربما مستقبلًا.
+ There are no comments
Add yours