أبوبكر أبوالمجد
تدنيس مقابر المسلمين باليونان عرض مستمر للكراهية.. فقبل أيام قلائل، تعرضت مقبرة للمسلمين في مدينة الكسندروبوليس (شمال شرق)، لاعتداء قام به مجهولون، حيث كتبوا عليها شعارات عنصرية، ويعيش نحو 150 ألفا من العرقية التركية في تلك المدينة.
وهذا المشهد لم يكن الأول، وفي ظل تصاعد الإسلاموفوبيا بالقارة العجوز ولن يكون الأخير، وذلك بحسب خبير في الشأن الأوروبي.فسبق وأن تعرضت نحو عشر مقابر لأعمال تخريب ليلة السبت، الموافق 14 أعسطس 2010، في مدفن إسلامي في كوموتيني حيث تعيش أقلية مسلمة من أصل تركي، في شمال شرق اليونان، حيث تم كسر شواهد عشر مقابر، بحسب مصدر في الشرطة المحلية.
وتظاهر حينها نحو 30 من أفراد الأقلية المسلمة احتجاجًا على ما جرى وسط كوموتيني وساروا حتى القنصلية التركية في المدينة.وأدان المتحدث باسم الحكومة اليونانية، وقتئذ، جورج بيتالوتيس، في بيان هذا العمل الذي نسبه إلى مجموعات هامشية تستثمر في الكراهية.
وقال إن أفعالهم هذه مدانة كليًا وتتعارض مع مصالحنا الوطنية.لكن بعد كل هذا ووفق ما يجري وجرى فلا جديد حدث؛ بل وتصاعدت وتيرة الكراهية ضد المسلمين.
خبير يكشف
وتعليفًا على الواقعة العنصرية الأخيرة باليونان ضد مقابر المسلمين، كشف خبير في الشأن الأوروبي عن أن تدنيس مقابر للمسلمين مؤخرًا في اليونان، يعد تأكيدًا لصعود "الإسلاموفوبيا" والعنصرية في أنحاء القارة العجوز.
وقال علي حسين أوغلو من معهد أبحاث البلقان بجامعة تراقيا التركية، والذي ينحدر من منطقة تراقيا الغربية في اليونان، للأناضول: "هذا النوع من الهجوم الذي شهدته اليونان ليس الأول من نوعه، ولن يكون الأخير".
وأضاف: "هذا الهجوم هو مؤشر واضح للغاية على تصاعد الإسلاموفوبيا والعنصرية في أوروبا واليونان في السنوات الأخيرة".وقال حسين أوغلو إنه "من خلال مثل هذه الهجمات العنصرية ضد الإسلاميين، يرسل الأشخاص الذين يكرهون الإسلام والأتراك رسالة مفادها أنهم لا يحترمون رفات المسلمين، بل ولا يحترمون المسلمين على الإطلاق".
وأضاف: "هذا الهجوم استهدف المسلمين الأتراك والإسلام في تراقيا الغربية"، مشيرا إلى أن ذلك "يعكس حضور أولئك الذين ينزعجون من الهوية التركية المسلمة في تراقيا الغربية".
وأشار إلى أن "مثل هذه الهجمات لا تساعد على دمج الأقلية مع الأغلبية في المجتمع".وأكد حسين أوغلو أن "هذا الهجوم لم يكن حدثًا منفصلاً وربما كان عملا منظما".
وأشار إلى أن "توقيت الإعلان عنه كان مقصودا وله معنى".وأوضح أنه تم الإبلاغ عن الهجوم بعد انتخابات البرلمان الأوروبي يوم الأحد الماضي في اليونان.
ولفت إلى أنه في تلك الانتخابات فاز حزب الصداقة والمساواة والسلام في اليونان بدعم الأتراك الذين يعيشون في البلاد، وقال إن هذا الهجوم قد يكون رداً على نجاح الحزب.
وأشار حسين أوغلو إلى أن كبار المسؤولين اليونانيين اكتفوا بإدانة مثل هذه الهجمات دون اتخاذ تدابير مضادة فعالة لمنعها.
وقال: "حتى الآن، لم يتم التعرف على مرتكبي حوالي 90 بالمئة من المشتبه بهم في اعتداءات ضد مسلمين بدافع الكراهية".وانتقد حسين أوغلو عدم وجود رادع ضد الهجمات التي تستهدف المسلمين، وقال: "من المرجح أن تستمر مثل هذه الهجمات لأنه لا توجد عقوبات فعالة أو آليات قضائية فعالة".
اليونان مسيحية
اليونان دولة مسيحية منذ القدم، وشعبها متدين جدًا، وعاشق لدينه، وما من مدينة في اليونان إلا وتضم عددًا كبيرًا من الكنائس والأديرة.والدستور اليونانى ينص على أن المسيحية الأرثوذكسية الشرقية هى المذهب الرسمى للدولة.
ويوجد بها مجمع الأديرة المعلقة الذى يزوره العديد من السائحين من مختلف أنحاء العالم، والذى يصنف على أنه من أهم المواقع الأثرية فى اليونان، ويدخل أيضا ضمن قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونسكو.
لكن فى الوقت نفسه يعترف الدستور اليوناني بالإسلام كديانة، ومع ذلك لم تعترف اليونان حتى الآن بإنشاء مساجد الصلاة والتعبد أو إقامة مقابر لدفن المسلمين إلا فى شمال اليونان، حيث تتواجد أقلية من جاليات المسلمين الذين يعيشون هناك.
وفي شمال اليونان يتواجد دار للإفتاء ترعى شئون المسلمين من الناحية الشرعية كالزواج والطلاق، والجاليات المسلمة التى تعيش فى كافة أنحاء اليونان يتعلمون من خلال المراكز الإسلامية فقط.
كما أنه يوجد عدد قليل جدًا من المسلمين يعيشون بمدينة كارذيتسا اليونانية، وعلى الرغم من عددهم القليل إلا أنهم يحتفلون بأجواء شهر رمضان الكريم، من خلال انتشار الزينة فى الشارع الذي يعيشون فيه.
ويرجع بعض الخبراء، أن السبب فى عدم تواجد مساجد أو مقابر للمسلمين إلى الصراع القديم بين أثينا واستانبول، والحكم العثماني لليونان والذي امتد لأربعة قرون، ما كان سببًا كافيًا لكراهية كل ما يتعلق بالإسلام، أو التخوف منه على هوية الدولة اليونانية على أقل تقدير.
إحصائية
ووفقًا لبيانات من مكتب الأمن والتعاون في أوروبا، فإنه من بين 128 جريمة كراهية ضد المسلمين سجلتها الشرطة اليونانية في 2017، لم يتم إجراء محاكمات سوى في 46 حالة، ولم تصدر أحكام إلى في ست حالات.
+ There are no comments
Add yours