أطلق مجموعة من النشطاء في بريطانيا حملة تطالب بمحاكمة مرتكبي "الفظائع والإبادة الجماعية" ضد مسلمي الروهنغيا في ميانمار.
وتهدف حملة "العدالة من أجل أقلية الروهنغيا" التي دشنها مجموعة من المحامين وخبراء القانون والأكاديميين والقيادات المجتمعية، أمس (الأربعاء) إلى "حشد القوى للدفع بجهد قانوني جماعي لمحاكمة المسؤولين عن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية في ولاية راخين (أراكان)".
واستضافت منظمة العفو الدولية (أمنستي) اجتماع تدشين الحملة في المملكة المتحدة .
وقال كياو وين، رئيس الحملة، والمدير التنفيذي لشبكة حقوق الإنسان في ميانمار "(الحملة) جهد جماعي للوصول إلى العدالة لشعب الروهنغيا، وأعتقد بقوة أنه ربما في يوم من الأيام سيتم تقديم مرتكبي هذه الإبادة الجماعية إلى العدالة".
وأضاف في حديث مع الأناضول "كما ترون هنا ، فقد فشل العالم في اتخاذ إجراءات ضد الإبادة الجماعية بحق الروهنغيا، وأحد الخيارات التي سنجدها هنا هو اتخاذ إجراء قانوني".
من جهته، شدد جاسون ماكوي ، خبير بريطاني في مجال حقوق الإنسان وأحد المشاركين في اجتماع تدشين الحملة، على شعور الروهنغيا بـ"خيبة أمل من استمرار المجتمع الدولي في الجدل حول ما إذا كان ما حدث لهم إبادة جماعية أم لا".
وأوضح في حديث للـ"أناضول" بالقول "لقد اتخذت هذه الحملة الخطوة الأولى لإيصال رسالة للروهنغيا مفادها أننا سوف نهتم بهم، ونسعى لتحقيق العدالة لهم، استنادا إلى حكم القانون".
وتابع "سوف نبدأ في إثارة التساؤلات ونسعى لتحقيق نتائج ، مما سيحرج المجتمع الدولي بشكل يدعوه إلى العمل، وسوف ينتهي الأمر إلى وضع تعريف قانوني للإبادة الجماعية في نطاق سلطة قضائية عالمية في بعض المنتديات الأخرى حول العالم".
كما أردف "ما ستقوم به حملتنا هو التأكد من القيام بكل جهد قانوني ممكن، وهذا هو الوعد الذي قطعناه على أنفسنا، وهذا هو الهدف".
وفي الشأن ذاته، قال بين إيمرسون، القاضي في قضايا الاستئناف الخاصة بالمحاكمات الجنائية الدولية لرواندا ويوغسلافيا السابقة ، إنه "لا يمكن إطلاق مصطلح إبادة جماعية على وضع ما إلا بعد أن ينتهي".
وأوضح بالقول "إذا أطلقت هذا الوصف (الإبادة الجماعية) سيتعين على المجتمع الدولي اتخاذ إجراء أو حتى القيام بعمل عسكري لإنهاء تلك الإبادة الجماعية".
وتابع "خلال النزاع الرواندي ، أجرت وزارة الخارجية الأمريكية نقاشًا حول كيفية منع أي شخص من الاعتراف بذلك الوضع كإبادة جماعية، لأن هذا الاعتراف سيجبرهم على نشر القوات على الأرض".
وفي السياق، لفت "إيمرسون" إلى وجود مثل هذه المقاومة في حالة الروهنغيا.
وشغل "إيمرسون" منصب مقرر الأمم المتحدة السابق الخاص بمكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان .
وحسب معطيات الأمم المتحدة، فر نحو 700 ألف من الروهنغيا من ميانمار إلى بنغلادش، بعد حملة قمع متواصلة، بدأتها قوات الأمن في ولاية أراكان (غرب) في 25 أغسطس / آب 2017، ووصفتها المنظمة الدولية والولايات المتحدة بأنها "تطهير عرقي".
وجراء تلك الهجمات، قتل ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الروهنغيا، وذلك حتى 24 سبتمبر / أيلول 2017، بحسب منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية.
+ There are no comments
Add yours