حقيقة فيروس كورونا في كازاخستان وأكاذيب الصحف الغربية

كتب- أبوبكر أبوالمجد

الخطة الاستراتيجية الخاصة التي انتهجتها الدولة الكازاخية في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد مكنها من وضعه تحت السيطرة، حيث تتخذ الحكومة الكازاخية كافة التدابير اللازمة لمكافحة الوباء، وتصدر القرارات اللازمة في الوقت المناسب.

ولكن في الأيام القليلة الأخيرة، وكما جرت عادتهم مع بعض البلدان المستقلة بقرارها عن تبعية بلدانهم سياسيًا على الأقل، روجت بعض وسائل الإعلام الأجنبية مثل نيويورك تايمز، والتلغراف، وإكسبرس، وفرانس 24 وغيرها من الصحف والقنوات لمعلومات تفيد بأن كازاخستان مدرجة ضمن قائمة الدول ذات معدلات الانتشار الأسرع لفيروس كورونا.

كما تحدثت بعض تقاريرها عن إعادة تطبيق الإغلاق الكامل في كازاخستان، متعمدة ترويج الشائعات وإحداث حالة بلبلة في البلاد.

لكن الحقيقة أنه تم فقط فرض إجراءات الحجر الصحي الصارمة في البلاد ولمدة أسبوعين.

كازاخستان والعالم

ويعود أصل الحكاية بحسب بيانات الدولة الكازاخية الرسمية، أن أعدادًا من المصابين بالفيروس التاجي الذين لم تظهر عليهم الأعراض أضيفت في شهر يوليو الجاري إلى أعداد المصابين الآخرين، وذلك حرصًا من الدولة على صحة مواطنيها، حيث تبين أن من لم تظهر عليهم الأعراض يشكلون خطرًا على صحة الآخرين.

وهذا النهج الإحصائي الجديد للدولة الكازاخية الذي اتبعته حرصًا على صحة مواطنيها، أدى إلى زيادة ملحوظة في عدد المصابين بالفيروس فسرها البعض على أنه تنامي مضطرد للفيروس.

حيث تجري كازاخستان باستمرار اختبارات جماعية للسكان، وبلغ إجمالي الاختبارات المعملية التي أجرتها على سكانها 1.631.61 حالة بمعدل 8746 اختبار لكل 100 ألف شخص.

ومن بين هذه الاختبارات تم اكتشاف 48.874 حالة إيجابية و 1.582.943 حالة سلبية.

كما يتم كل يوم إجراء 13.830 اختبار من بينهم ما يقرب من 1403 حالة إيجابية.

وتحتل كازاخستان المركز 19 عالميًا من حيث أعداد اختبارات الكشف عن الفيروس.

ووفقًا للمصدر الدولي worldmeters.info، تحتل كازاخستان المرتبة 54 عالميًا من حيث أعداد المصابين لكل مليون نسمة، والمركز 113 في معدل الوفيات.

ويشير الفرق في هذه المؤشرات إلى فعالية التدابير التي تتخذها البلاد في مواجهة انتشار الفيروس.

وبهذا الشكل تظهر الإحصاءات الدولية استمرار الديناميكية المعتدلة للحالة الوبائية في كازاخستان.

جدير بالذكر أن إجراءات الحجر الصحي سوف تستمر بكازاخستان من 5 وحتى 19 يوليو الحالي.

ووفق بيانات رسمية يبلغ العدد الإجمالي للإصابات في كازاخستان حتى اليوم الخميس 9 يوليو، 48,874 حالة إصابة، من بينها25.251 حالة بأعراض و 23.553 حالة بدون أعراض.

ويتم يوميًا تسجيل ما يقرب من 1403 حالة جديدة بزيادة مقدارها 3.0%.
أما إجمالي حالات الشفاء فيبلغ 24.990 أي أن نصف حالات الإصابة بالفيروس قد تماثلت للشفاء تمامًا؛ بينما لا تزال 23.324 حالة تخضع للعلاج، وإجمالي الوفيات حتى اليوم 260 شخصًا.

وبلغ معدل انتشار الفيروس في كازاخستان في يونيو الماضي 1.3، وخلال الأسبوع الماضي انخفض هذا المعدل إلى 1.05.
ووفقًا للإحصاءات العالمية، تم حتى الآن تسجيل 11.5 مليون إصابة بفيروس كورونا في العالم، وبلغ حجم الوفيات 536 ألف حالة (4,6%)، وبلغ عدد الإصابات في الولايات المتحدة 2.9 مليون حالة، وفى روسيا 681.2 ألف حالة، وفى كازاخستان 48.8 ألف حالة.

بينما بلغت نسبة الوفيات لعدد الإصابات في الولايات المتحدة 4.4% وفى روسيا 1.5% وفى كازاخستان 0.5%.

ووفقًا لجامعة جونز هوبكنز، تحتل كازاخستان المرتبة 35 عالميًا من حيث أعداد الإصابة بـفيروس كورونا.

تدابير احترازية

وفى إطار التدابير الاحترازية، تقرر حظر إقامة كافة المناسبات الاجتماعية والعائلية والتذكارية.

كما سيتم تعليق أنشطة صالونات التجميل ومصففي الشعر والصالات الرياضية ومراكز اللياقة البدنية والأسواق المغطاة والشواطئ والحدائق والمراكز الثقافية ومراكز الترفيه ودور العبادة والسينما ورياض الأطفال والمعسكرات الصحية للأطفال وغيرها.

وسيستمر 80% من موظفي الهيئات الحكومية والشركات الوطنية والمنظمات الأخرى في العمل عن بعد.

كما تقرر تقييد حركة المواطنين، حيث يسمح بالمشي في مجموعات لا تزيد عن ثلاثة أشخاص.

وخلال هذه الفترة، ستعمل المراكز الطبية والصيدليات ومحلات البقالة والأسواق المفتوحة، كما ستستمر مرافق تقديم الطعام في الهواء الطلق في العمل.

كما سيستمر البناء في المشاريع الصناعية ذات دورة الإنتاج المستمرة في العمل.

وستتواصل أعمال الزراعة والبناء في الهواء الطلق، بالإضافة إلى ذلك، سيستمر تقديم الخدمات للسكان وعلى وجه الخصوص، إصلاح السيارات والأجهزة المنزلية.

كما سيتم الإبقاء على حركة الطيران الدولي كما هي خلال فترة الحجر الصحي دون توسيع قائمة الدول، وفي الوقت نفسه ستبقى حركة الطيران الداخلي وحركة القطارات محدودة، كما سيتم تعليق انتقال الحافلات بين المدن، وسيتم تحديد حركة وسائل النقل العام.