انتقد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، مساء الإثنين، تصريحات رئيس البلاد دونالد ترامب، بعد القمة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال كيري، في بيان نشره عبر صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي: "اشتغلت في تدبير الحياة العامة لمدة 6 عقود، ولم يسبق أن رأيت رئيسًا أمريكيًا يقوم أو يقول ما قاله الرئيس ترامب اليوم (الإثنين)، فهذا شيء مؤسف لا يمكن الدفاع عنه".
وأعرب ترامب وبوتين في أعقاب القمة التي جمعتهما الإثنين، بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، عن رغبتهما في مواصلة العمل على تحسين العلاقات بين البلدين، فيما نفى الرئيس الروسي، أية صلة لبلاده في التدخل بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي جرت 2016.
وشدد كيري، على أن "المشكلة لا تمكن في لقاء أحد الخصوم، فقد عقدت العديد من الاجتماعات مع روسيا وكان الكثير منها بناءً لأمريكا، فحتى لو كانت لدينا خلافات عميقة، فهذه هي الدبلوماسية".
في مقابل ذلك، أضاف الوزير الأمريكي الأسبق: "استسلم الرئيس ترامب لتضليل بوتين بخصوص الهجمات على الديمقراطية الأمريكية، وقال إنه لا يرى أي سبب لتدخل روسيا في انتخاباتنا".
وأردف أن "العرض المروع اليوم (المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب) هو بالضبط السبب الذي جعل روسيا تختار التدخل".
وتابع: "تصريحاته (ترامب) ليست كلمات رئيس ينقل قضية أمريكا إلى العالم، ناهيك عن أن يهتم بأوروبا أو سوريا، ويفهم نهج بوتين المعروف جيدا بمهاجمته للديمقراطيات من أجل تعزيز مصالحه".
واعتبر كيري أن "المشكلة أعمق من ذلك بكثير"، مستكملًا أن "الرئيس خلال الأسبوع الماضي انفصل عن حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي بنيناه، وحطم حليفتنا بريطانيا، ووصف أصدقاءنا الأوروبيين بالأعداء".
وذكر أن "ترامب وقف إلى جانب بوتين على حساب وكالات الاستخبارات الأمريكية، ووقف إلى جانب زعيم يسجن الصحفيين، كما انتقد وسائل الإعلام الحرة".
وشدد كيري على أن "المشكلة ليست في عقد ترامب للقمة، وإنما في نهج سياسة سيئة لأمريكا والحلفاء. هذه السياسة جيدة فقط لفلاديمير بوتين".
وفي وقت سابق الإثنين، أعرب ترامب عقب القمة مع الرئيس الروسي، عن رغبته في تحسين العلاقات بين الجانبين، ووصف التحقيق الذي تجريه بلاده بشأن التدخل الروسي في الانتخابات بأنه "كارثة".
وكان الرئيس الأمريكي قد استبعد مرارًا أن تكون روسيا قد تدخلت في الانتخابات الرئاسية العام 2016 لمساعدته في الفوز بالرئاسة أمام منافسته هيلاري كلينتون.
غير أنّ تحقيقات أمريكية تنظر في احتمال وجود تواطؤ بين حملة ترامب وروسيا، أو أن ترامب عرقل تحقيقًا حول القضية نفسها، من خلال طرد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، السابق جيمس كومي، في مايو/ أيار 2017.
+ There are no comments
Add yours