لعدم قدرته على شراء ملابس جديدة، اضطر الجندي المتقاعد في الجيش اليمني، علي محمد الريمي (54 عامًا)، لإجبار أبنائه السبعة على ارتداء ملابس العيد للسنة الماضية، فضلًا عن عدم تمكنه من شراء حلويات العيد المعتادة في اليمن، جراء الارتفاع غير المسبوق للأسعار.
ويشهد اليمن حربًا منذ أكثر من عام بين القوات الموالية للحكومة اليمنية مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية، ومسلحي جماعة “أنصار الله” (الحوثيين)، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مخلفة آلاف القتلى والجرحى، فضلًا عن أوضاع إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات.
الريمي كجندي متقاعد يستقبل عيد الفطر لهذه السنة بوجه عابس وحالة نفسية محبطة، ويشكو الحال القاسي الذي وصفه، بـ”غير المسبوق طوال حياته”، بينما يتقاضى راتبًا شهريًا قليلًا ويسكن في منزل متهالك يؤويه وأسرته، ويشكل حاله أفضل (نسبيًا) من الكثيرين ممّن لا يجدون وظيفة أو عملًا منتظمًا أو منزلًا خاصًا.
وتقول سمر الجرباني رئيسة مؤسسة “نتاج” للتنمية المجتمعية في اليمن، إنهم نفذوا خلال الأيام الماضية عدة حملات إغاثية للأسر المحتاجة في محافظة صنعاء، كما قامت مؤسستهم بتوزيع “كسوة العيد” على المئات من الأسر.
وتضيف في حديثها، أنهم تفاجؤوا بالارتفاع المخيف لنسبة الأسر المحتاجة للمواد الإغاثية وملابس العيد في المناطق الأشد فقرًا، بنسبة تتجاوز 85% عن العام الماضي، والذي قبله، من خلال زيارتهم للمؤسسة بهدف تسجيل أسمائهم”.
وتوضح أن فقدان عائل الأسرة، جراء الحرب، مثّل العامل الأبرز لتوسّع رقعة الفقر وانعدام الدخل لمئات الأسر، إضافة لانهيار العملة الوطنية مقابل العملات الأخرى (الدولار= 290 ريالًا يمنيًا).
وتروي الجرباني قصة مؤثرة قالت إنها لم تفارق مخيلتها، أثناء توزيعها لكسوة العيد والسلال الغذائية في منطقة “ضروان” بمحافظة صنعاء، التي تعد المناطق الأشد فقرًا في البلاد، قائلة “قبل يومين زرت أسرة فقيرة مكونة من أم أرملة في الخمسين، ومعها 5 أطفال، وعند وصولي لمنزلهم الريفي المتواضع قُبيل أذان المغرب بدقائق، لم أجد إفطارًا عندهم إلا القليل من الفول والشاي، هو كل ما تملكه الأم لخمسة من البطون الجائعة”.
ويتحدث خالد القباطي، بائع في أحد المتاجر بالعاصمة صنعاء، أن “عشرات الأسر باتت تقف حائرة أمام ارتفاع الأسعار جراء تدهور العملة الوطنية، وتراجع الإقبال على شراء الملابس المختلفة بشكل غير مسبوق مقارنة بالأعوام الماضية”.
ويروي القباطي، قصصًا مؤلمة لعدد من الزبائن الذين جاءوا لمحله، حيث “يضطر بعضهم للكذب على أولاده بالقول إنه ذهب إلى السوق واشترى لهم ملابس، بينما يقوم بوضع ملابس قديمة قام بإحضارها معه في أكياس للمحل ليوهم أولاده أنه اشترى لهم كسوة جديدة”.
ويضيف أن عددًا آخرًا يضطر لبيع مستلزمات منزلية ليتمكن من شراء ملابس وحلويات العيد لأولاده، مشيرًا إلى الإحراج الذي يواجهه من رجال ونساء يطلبون ملابس أطفال جديدة بالآجل (دين)، وهو ما لم يعهده في المواسم الماضية.
وحلويات العيد في اليمن عادة ما تتكون من بعض المكسرات، منها اللوز والزبيب اليمني ومعجنات تعد في المنزل، ويبلغ سعر كيلو اللوز اليمني، 10 آلاف ريال يمني (نحو 35 دولارًا)، فيما يبلغ سعر كيلو الزبيب 6 آلاف ريال . –
+ There are no comments
Add yours