جنرال بلغاريا “الأحمر”.. عين على موسكو وأخرى نحو واشنطن

1 min read

هل تغير بلغاريا قبلتها نحو روسيا بحكم العلاقات التاريخية السابقة مع الاتحاد السوفيتي؟ سؤال تردد بشدة في الشارع البلغاري بعد إعلان فوز رومن راديف مرشح الحزب الاشتراكي، في انتخابات الرئاسة التي جرت الأحد الماضي.

حقق راديف “53 عاماً” وهو قائد سابق للقوات الجوية البلغارية، فوزاً في الانتخابات الرئاسية بحصوله على 60% من الأصوات، على منافسته مرشحة الحزب الحاكم، رئيسة البرلمان “تزيتزكا تزاتشيفا”.

وعقب تقديم رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، الإثنين الماضي، استقالة حكومته إلى البرلمان، بعد خسارة مرشحة حزبه في الانتخابات الرئاسية، تأجج النقاش في البلاد حول السياسة التي سيتبعها الرئيس الجديد.

وسُميّ راديف الذي أكمل دراسته بتفوق في الأكاديمية ماكويل العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل منافسيه خلال الحملة الانتخابية، بـ”الجنرال الأحمر”، وذلك لترشحه عن الحزب الاشتراكي المؤيد لروسيا.

وكان راديف قد قال خلال لقائه مع منظمات مجتمع مدني ذات توجهات يسارية، بينها “الاتحاد المؤيد لروسيا”، في وقت سابق، أن عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي “ناتو”، وفي الاتحاد الأوروبي، لا تعني “عداوة ضد روسيا”.

وردد راديف خلال حملته الانتخابية ضرورة أن تتعاون بلغاريا بشكل وثيق مع كلاً من واشنطن وموسكو، وأنه سيعمل على تحسين العلاقات مع روسيا التي توترت خلال فترة رئيس الوزراء المستقيل بويكو بوريسوف، وأنه سيبادر على وجه الخصوص لرفع العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية ضم الأخيرة شبه جزيرة القرم إلى أراضيها.

مع إعلان فوز راديف هنأت الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس المنتخب عبر سفارتها في صوفيا، في حين هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنفسه الرئيس البلغاري الجديد.

وقال ” أوجنيان مينتشيف” أحد أبرز المحلليين السياسيين في بلغاريا، أن الحزب الاشتراكي البلغاري الداعم لراديف ربما لن يسمح للرئيس الجديد بأن يبحث عن توازن في علاقات بلاده مع روسيا والغرب.

وأشار مينتشيف أن ثمة احتمالية كبيرة بأن يتحول راديف إلى “دمية” بيد الحزب الاشتراكي البلغاري، إلا أنه في حال التزم الرئيس الجديد بوعوده بخصوص الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد، فإنه يتعين عليه أن يدرك أن التوجه نحو موسكو لن يكون من صالح بلغاريا بشكل عام.

وأعرب مينتشيف عن اعتقاده أن راديف وبمرور الوقت وتراكم تجربته السياسية سيتخذ قرارات حكيمة وبناءة.

من جانبه قال الباحث “ديميتار بيتشيف” من مركز أبحاث أوروبا في جامعة هارفرد، “بامكان راديف أن يتقارب مع موسكو مع الحفاظ على استمرار شراكة بلاده الصادقة مع الناتو والاتحاد الأوروبي”.

وأشار “نيكولاي سالاتينسكي” مستشار شؤون الدفاع للرئيس البلغاري السابق جورجي بارفانوف، أن راديف خفف خطابه المؤيد لروسيا بشكل تدريجي خلال حملته الانتخابية، إلا أن ذلك ليس مؤشراً كافياً حول السياسة التي سيتبعها راديف كرئيس جديد لبلغاريا.

وشبه سالاتينسكي الغموض حول الموقف السياسي المرتقب لراديف بمثل شعبي شهير في بلغاريا الذي يقول “القط الذي تم شراؤه داخل كيس”.

وأضاف، “ما زلنا لا نعرف ماذا يوجد داخل هذا الكيس؟”.

ولفت سالاتينسكي إلى أن رئيس الجمهورية في بلغاريا له صلاحيات محدودة.

وتابع، “رؤسائنا مع مرور الزمن يبدأون بإطلاق خطاب متطرف بصوت عالي، ويبحثون عن سلطات أكبر، وعندما يفعلون هذا يفقدون ثقة الشعب بهم”.

جدير بالذكر أن العلاقة بين صوفيا و”الكتلة الشرقية” توطدت عام 1946 بعد ما أصبحت بلغاريا دولة اشتراكية.

وفي ديسمبر 1989 سمح الحزب الشيوعي البلغاري الحاكم بانتخابات متعددة الأحزاب والتي أدت إلى تحول بلغاريا إلى دولة ديمقراطية ومركز سوق اقتصادي.

وأصبحت بلغاريا عضوًا في الأمم المتحدة في عام 1955 ومنذ عام 1966 كانت عضوًا غير دائم في مجلس الأمن 3 مرات، كان آخرها من عام 2002 إلى عام 2003.

وتعد من بين الدول المؤسسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) عام 1975.

وانضمت بلغاريا لحلف شمال الأطلسي في 29 مارس 2004، ووقعت على معاهدة الاتحاد الأوروبي في 25أبريل 2005، وأصبحت عضوًا كاملًا في 1 يناير 2007

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours