كتب- أبوبكر أبوالمجد
مع انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، جرت تعديلات على ممارسة الحياة الدينية في مختلف بلدان العالم، ووجد أتباع جميع الأديان أنفسهم فى وضع غير مسبوق بسبب COVID-19، فتم إغلاق أماكن العبادة ومنعت زيارة بيت الله الحرام من مختلف القارات لفترة طويلة، ولم يتمكن أصحاب العقائد من الطوائف الموحدة من الاحتفال بأعيادهم الرئيسة -رمضان وعيد الفصح-، ويرجع السبب في ذلك إلى الضوابط التي وضعتها حكومات الدول لمنع انتشار الفيروس التاجى.
وكان التقييد الصارم على التواصل الجسدى بين الأشخاص هو الطريقة الفعالة الوحيدة للتقليل من انتشار العدوى.
وقد مثل كل هذا تقييدًا معينًا لحقوق الإنسان الأساسية المنصوص عليها في الوثائق القانونية المحلية والدولية، والتى تشمل حرية الحق فى ممارسة الطقوس الدينية والتعليم الديني، وتلبية الاحتياجات الروحية الأخرى.
وخلال فترة انتشار الوباء، قدمت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة عددًا من الأسس والتوصيات الإرشادية للمجتمعات الدينية، بما في ذلك الخاصة بشهر رمضان المبارك والطقوس الدينية، وكل الأديان حول العالم بدأت فى التكيف مع الواقع الجديد.
وفي هذا الشأن يقول، تيمور أحمدوف، رئيس قسم معهد الدراسات الاستراتيجية والإقليمية التابع لرئيس أوزبكستان، إلى أن الوباء قد أدخل تعديلاته على الحياة الدينية للمؤمنين فى أوزبكستان.
وفى تحليله للوضع الحالى، أشار أحمدوف، إلى أن الهيئات الدينية ورجال الدين فى البلاد، قد أعربوا عن دعمهم للدولة، وذلك من خلال الالتزام بتدابير الحجر الصحي، بما في ذلك القيود المفروضة على إقامة المناسبات الاحتفالية الدينية، وعلى وجه الخصوص، جرى إلغاء خدمات العبادة والمناسبات العامة فى جميع أماكن العبادة، وتم إغلاق المساجد والكنائس والمعابد اليهودية، وإلغاء الفصول الدراسية فى المدارس الدينية ومدارس الأحد، كما تم تغيير إجراء إقامة الشعائر الدينية خلال شهر رمضان (بما فى ذلك طقوس الجنازة خلال فترة الحجر الصحى)، والتى ينطوى الناس فى ازدحام عليها ويجرى الاتصال الجسدى بينهم.
واستطرد رئيس قسم معهد الدراسات الاستراتيجية والإقليمية التابع لرئيس أوزبكستان قائلًا، وفى كل من القضايا المذكورة أعلاه، صدرت الفتوى المعنية بها من قبل مجلس علماء أوزبكستان، كما صدرت توصيات إدارة مسلمي أوزبكستان، مضيفًا أنه تم وضعها طبقًا لنتائج دراسة الفتاوى، واستنتاجات الهيئات الدينية الإسلامية الكبرى، والعلماء فى الدول الإسلامية الأخرى، وكذلك تم تعزيزها بآيات من القرآن ومن الأحاديث.
وأضاف، أحمدوف، أنه قد لاقى استخدامًا واسع النطاق فى مساجد البلاد تطبيق البث المباشر لتلاوة القرآن وصلاة التراويح عبر شبكة الإنترنت، وقامت أقسام إدارة مسلمي أوزبكستان فى مختلف أقاليم البلاد، بتقديم جدول منتظم لتلاوة للقرآن عبر البث الألكترونى المباشر، ونشرت مواد الفيديو ذات الصلة على شبكات التواصل الاجتماعى.
ولفت إلى أنه جرى عقد المشاورات بين ممثلى إدارات المسلمين فى كل من أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان، وكان الغرض من هذه المشاورات النقاش حول تحديد تواريخ بداية ونهاية شهر رمضان لعام 2020، وكذلك تحديد مقدار زكاة عيد الفطر.
وأوضح رئيس قسم معهد الدراسات الاستراتيجية والإقليمية التابع لرئيس أوزبكستان، أنه بعد تحديد مقدار الزكاة، أوصت إدارة مسلمى أوزبكستان بتقديم الزكاة والتبرعات من خلال التطبيقات الموجودة عبر الإنترنت، وومع الوصول إلى المنطقة “الخضراء” للسلامة الوبائية فى الأقاليم، أصدرت حكومة أوزبكستان قرارًا باستئناف نشاط الهيئات الدينية فى تلك المناطق، وإلزام المنشآت التي أعادت فتح أبوابها بالالتزام بجميع المعايير الصحية ارتداء الزوار ورجال الدين أنفسهم للأقنعة والقفازات، والقيام بتطهير “الأروقة”، والالتزام بالتباعد الاجتماعى، وقياس درجة حرارة الجسم للزوار عند الدخول إلى المؤسسة الدينية.
وإجمالا، فمن خلال نشر الفتاوى المناسبة والتوصيات الملائمة للقيود الضرورية، فقد ساهمت الاستجابة الضرورية لرجال الدين الرسميين فى الوقت المناسب إزاء التهديد الوبائى، فى الحفاظ على الاستقرار الاجتماعى بالمجتمع، كما ساهمت أيضًا في منع انتشار العدوى بين المؤمنين على نطاق واسع.
وأخيرًا.. ذكر تيمور أحمدوف، أنه مما لا شك فيه، أن الخبرات المكتسبة للمؤسسات الدينية فى أوزبكستان وهيئات الدولة، سوف تتيح لنا فى المستقبل الاستجابة بفعالية أمام مثل هذه الحالات القاهرة.
+ There are no comments
Add yours