أبوبكر أبوالمجد
نقلت قناة (كان 11) الإسرائيلية الثلاثاء الماضي، عن مصادر بوزارة دفاع دولة الاحتلال، أن طهران بدأت للمرة الأولى منذ دخولها سوريا في تقليص قواتها وإخلاء قواعدها هناك، وذلك على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل في الفترة الأخيرة.
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء بمقتل 14 على الأقل من القوات الإيرانية والمجموعات العراقية الموالية لها في غارات استهدفت ليلا مواقع بمحافظة دير الزور شرقي سوريا، وسط توقعات بأنها غارات إسرائيلية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينيت، قد توعد بمواصلة العمليات في سوريا حتى تخرج القوات الإيرانية منها، معتبرًا أن وجود قوات إيرانية في سوريا قرب الحدود يشكل تهديدا خطيرًا، بينما أكدت مصادر أمنية إسرائيلية بدء انسحاب قوات إيرانية من سوريا بسبب الغارات الإسرائيلية.
وفي لقاء مع قناة “كان 11” الإسرائيلية الثلاثاء، قال بينيت “إيران ليس لديها أي شيء في سوريا، ودخلت إليها خلال الحرب الأهلية فيها منذ ست سنوات.
وفي الفترة الأخيرة بدأت القوات الإيرانية بالتمركز قرب الحدود مع إسرائيل، وتشكل هذه القوات تهديدًا أمنيًا وخطرًا على مدن إسرائيل مثل تل أبيب وحيفا وغيرها”.
وأضاف أن إسرائيل لن توافق على تهديدات إيران بأي شكل، وتابع “لن نوقف عملياتنا في سوريا حتى خروج إيران منها”.
ورأى الوزير الإسرائيلي أن الإيرانيين كانوا في السابق مصدر قوة للنظام السوري، لكنهم أصبحوا الآن “عبئًا”، داعيًا طهران إلى التركيز على إدارة الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا في إيران بدلا من مواصلة “مغامرتها الإرهابية”.
وأضاف بينيت “خلال عام يمكن أن نستيقظ على عشرات الآلاف من الصواريخ تهددنا.
بالنسبة لهم (الإيرانيون)، سيكون ذلك مغامرة وسيكونون على بعد ألف كيلومتر عن أرضهم”، متوعدا الإيرانيين بأن يلاقوا مصير فيتنام، حسب وصفه.
ومن المتوقع أن يخسر بينيت منصبه في الأيام المقبلة، حيث صرح رئيس الأركان السابق بيني غانتس أنه سيتولى حقيبة الدفاع للأشهر الـ18 الأولى من الحكومة المقبلة، قبل أن يحل محل بنيامين نتنياهو على رأسها.
وحول هذا التصريح، قال الخبير في الشؤون الإيرانية، وجدان عبدالرحمن، إن هذه النبرة القوية التي تبديها إسرائيل تثبت أنها أخذت الضوء الأخضر ليس من الولايات المتحدة وحسب، وإنما وروسيا أيضًا.
مضيفًا أنها باتت صاحبة القرار والمتحكمة بمصير النظام السوري وهي التي تحدد أوراق اللعبة هناك الآن، وأصبح نظام بشار الأسد أسيرًا للقرارات الروسية التي تنازلت عنها لإسرائيل.
وأضاف الخبير في الشؤون الإيرانية، ما كان لإسرائيل إن تتبنى الضربات الجوية والصاروخية على المواقع الإيرانية في سوريا وقتل هذا العدد الكبير ما بين خبراء و قادة عسكريين من النظام الإيراني لولا الضوء الأخضر من أصحاب القرار واللاعبين الكبار في سوريا، وإلا فإسرائيل تعرف تماما عن مدي النفوذ الإيراني داخل سوريا وهو مبني على علاقات متينة واستراتيجية قديمة تعود إلى تولي نظام الخميني الحكم، وروابط اقتصادية وعسكرية وأمنية وعقائدية عميقة جدًا بين النظامين.
ولفت وجدان، أنه ليس من السهل أن تستطيع إسرائيل طرد إيران بمفردها من خلال استهداف عناصرها في سوريا وأنها تعرف تمامًا أن الضربات العسكرية وحدها لن تحقق هذا الهدف.
وفي سياق متصل، ذكر الخبير في الشأن الإيراني أن هنالك تنسيق قوي ما بين إسرائيل وروسيا من أجل إيجاد تغييرات أساسية على النظام القائم في سوريا واستبداله بنظام يرضي الأطراف الثلاثة (إسرائيل-الولايات المتحدة-روسيا)، لضمان أمن الحدود الإسرائيلية وعدم تغيير الواقع الموجود ما بين سوريا وإسرائيل، وأن يكون النظام مواليًا لروسيا ويحفظ مصالحها في سوريا والأمر الثالث وهو المجيء برئيس جديد غير بشار الأسد وهذا مطلب أساسي للشعب السوري.
أما فيما يتعلق بإيران وتركيا، فأوضح وجدان، أن العلاقات ستكون على أساس الاحترام المتبادل ما بين الدول؛ ولكن قد يضمن لإيران بعض المشاريع الاقتصادية ولتركيا بعض النفوذ.
+ There are no comments
Add yours