تناقضات علي عبدالله صالح وحزبه بين القتال والسلام

1 min read

كان التناقض حاضرًا في احتفالية حزب المؤتمر الشعبي بالعاصمة اليمنية صنعاء، تمثل في دعاوى دعا الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح،  لحشد مقاتليه دعمًا للحوثيين، وفي نفس الوقت دعاوى أخرى من حزبه من أجل تحقيق المصالحة والسلام الشامل وتجديد الحوار مع دول التحالف العربي.

جاء ذلك في كلمة له، اليوم الخميس، أمام عشرات الآلاف من أنصاره، خلال مهرجان في "ميدان السبعين" بالعاصمة صنعاء، بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب، في 24 أغسطس/ آب 1982.

وحث صالح أنصاره، في كلمة مقتضبة، على "رفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين.. سلاحنا وعتادنا موجود.. نحن على استعداد لرفد الجبهات قولا وعملا".

ورغم دعوته إلى دعم الجبهات بالمقاتلين، عبر صالح عن رفضه لاستمرار الحرب "من أجل التجزئة وشرذمة الوطن"، بقيادة ما أسماها "الشرذمة الموجودة خارج الوطن"، في إشارة على ما يبدو إلى القوات الحكومية، بزعامة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.

وقال إن حزبه "أرسل إلى الجبهات متطوعين من المقاتلين والمجاهدين الشباب والعسكرين القادة".

ويبدو أن صالح يرد بهذا الحديث على إعلان حليفه زعيم جماعة "أنصار الله"، عبد الملك الحوثي، السبت الماضي، أن حزب المؤتمر لا يشارك في القتال بشكل حقيقي، حيث وضع "أصبعا" فقط في الحرب، فيما أقدامه خارجها، على حد تعبيره.

وقال حزب المؤتمر الشعبي، في بيان ختامي للفعالية ألقاه أمينه العام المساعد، ياسر العواضي، إن الحزب "مستعد للحوار والتفاوض القائم على خروج العدوان من البلاد، ورفع اسم اليمن من البند السابع (في قرارات مجلس الأمن الدولي)، بما يحافظ على وحدة وسلامة اليمن، تمهيدا لاستئناف العملية السياسية والمصالحة الوطنية الشاملة التي لا تستثني أحدًا".

ودعا إلى "تقديم التنازلات من قبل كافة المكونات لحقن دماء اليمنيين، وتجنيب الوطن الدمار والانهيار".

وشدد حزب صالح على أنه "يمد يده للسلام.. سلام الشجعان لا للاستلام".

وعبر الحزب عن قلقه من تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، محملًا المسؤولية لما وصفه بـ"العدوان والحصار".

وتسببت الحرب المتواصلة في تدهور الأوضاع الإنسانية باليمن، حتى بات أكثر من 20 مليون يمني (من أصل حوالي 27.4 مليون نسمة) بحاجة إلى مساعدات إنسانية؛ فضلا عن نزوح قرابة 3 ملايين شخص، ومقتل وإصابة عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.

وحول الشراكة مع جماعة الحوثي، قال حزب صالح إنه عازم على "تقييم مسار العلاقات والشراكة معهم، بما يعزز قيام مؤسسات الدولة على الدستور والقانون، وبما يمنع تداخل صلاحيات المؤسسات من أي جهة".

ومنتقدا الحليف الحوثي، قال أمين عام حزب المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، خلال كلمة ألقاها في "ميدان السبعين"، اليوم، إن الحزب "يرفض أن يكون مجرد ديكور في شراكته"، منددًا بــ"تخوين الحزب وقياداته".

وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت اتهامات حوثية لحزب صالح بالتآمر على الجماعة، والتفاوض من خلفها مع دول في التحالف العربي، الداعم العسكري لقوات الحكومة الشرعية، في مواجهة مسلحي تحالف الحوثي وصالح، المدعومين عسكريًا من إيران.

وقال "الزوكا" إن "سفير اليمن لدى الإمارات، أحمد علي عبد الله صالح (نجل زعيم الحزب) محتجز لدى دولة الإمارات (إحدى دول التحالف)، بدون وجه حق، بطريقة مخالفة للقوانين والأعراف". داعيًا إلى "سرعة الإفراج عنه".

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من السلطات الإماراتية بشأن حديث الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي اليمني.

وتنطلق اليوم فعاليات جماهيرية لجماعة الحوثي، في ساحات عديدة على مداخل صنعاء، تحت عنوان "التصعيد مقابل التصعيد"، في إشارة إلى إصرار حزب المؤتمر على حشد أنصاره منفردا في العاصمة.

وإضافة إلى الحشد المنفرد لكل من الحليفين في صنعاء اليوم، ثمة خلافات جوهرية عديدة بينهما، منها: حجم مشاركة قوات صالح في القتال، والتمثيل في مشاورات السلام والمحادثات الخارجية، إضافة إلى الحركة القضائية وتعديل المناهج التعليمية، واتهامات للحوثيين بالهيمنة على وسائل الإعلام اليمنية الرسمية.

ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014 اجتاح مسلحو تحالف الحوثي وصالح محافظات يمنية عديدة، بينها صنعاء، ما دفع التحالف العربي، في 26 مارس/ آذار من العام التالي، إلى بدء عمليات عسكرية لدعم قوات الحكومة الشرعية.

ورعت الأمم المتحدة، منذ منتصف عام 2015، 3 جولات من المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية، على أمل التوصل إلى حل سياسي، غير أنها تعثرت في إنهاء الحرب في البلد الأكثر فقرًا في العالم. 

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours