تعليق الصحف الإسرائيلية على رفض “الشهابي” مصافحة “ساسون”

سمر صالح

تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية مباراة بطولة الأولمبياد لـ”الجودو” بين اللاعب المصري “إسلام الشهابي” ونظيرة الإسرائيلي “أوري ساسون” بعين الحسرة والنقد والغضب، بسبب رفض “الشهابي” مصافحة “ساسون”.
وقالت الدولة العبرية إن ما قام به اللاعب المصري يكشف نظرة الدول العربية لإسرائيل التى تتلخص في عدم الاعتراف بها ورفض وجودها كدولة، واعتبارها دولة احتلال وعدو.
وأفادت المعارضة الإسرائيلية أنه بعد خسارة لاعب الجودو المصرى من الإسرائيلي شنت وسائل الإعلام العربية حربًا علي “الشهابي” بسبب رفضه لمصافحة اللاعب الإسرائيلي عقب انتهاء المبارة الأولمبية وتحت عنوان “الشهابي خسر المعركة” وجه رواد التواصل الاجتماعى انتقادًا لـ”الشهابي” لأن المصريين اعتادوا الفوز دائما بالبطولات.
ومن ناحية العلاقات المتأرجحة بين إسرائيل ومصر، أفاد التلفزيون الإسرائيلي أن المبارارة تعكس طبيعة الحكومة المصرية التي ترفع شعار التطبيع في السياسة والعداوة في الرياضة، منددةً برفض الشهابي لمصافحة لاعب الجودو الإسرائيلي في ظل استمرار طوفان الردود العبرية ضد اللاعب المصري.
وعنوانت الصحف الحكومية الناطقة بلسان رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” صفحتها بـ”إسلام الشهابي الهرج والمرج” وهي تتأمل ما كان سيحدث لو فاز الشهابي في المعركة ستكون كارثة علي تل أبيب وسيدفع بالمعارضة المصرية باتهامة بالتطبيع والخيانة.
وفي أول رد فعل من نوعه أبرزت إسرائيل تعليق “حزب الله” عن المباراة، والذي جاء فيه أن قرار الشهابي ورؤسائه بعدم الانسحاب من المباراة مع إسرائيل قرار صائب ومعظم الرياضيين العرب يفعل ذلك عندما يتقابل مع الإسرائيليين؛ لكنّ رفضه مصافحة خصمه الإسرائيلي تعني عدم احترام قواعد اللعبة.
وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “تل أبيب لن تتوقف عن محاولة إتمام السلام مع العرب”.
وأفادت تقارير صادرة عن جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد”، أن المنافسة التى دارت بين “الشهابي” واللاعب الإسرائيلي في الجولة الأولي فى دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016 أسفرت عن اشتعال موجة غضب علي وسائل التواصل الاجتماعي “فيس بوك وتويتر”، حيث هاجم المجتمع العربي الخسارة التى حصدها “الشهابي” ودفع المزيد من الأوساط العربية لسب الصهيونية.
وزعمت الصحف الناطقة بلسان نتنياهو أن مشاركة “الشهابي” بالمسابقة أثرت سلبًا على معنويات الشعب العربي.
فيما صرح لاعب الجودو الإسرائيلي الحائز على الميدالية البرونزية الأولمبية، أنه لم يتوقع من منافسه المصري “إسلام الشهابي” الذي هزمه في طريقه إلى الفوز بالميدالية البرونزية عدم مصافحته؛ ولكنه قرر مع ذلك مد يده لمنافسه لإظهار “الاحترام” له، موضحًا أن الرياضيين العرب يظهرون فتورًا تجاه منافسيهم الإسرائيليين فى المعتاد؛ ولكن في حين أن لاعبي الجودو المتنافسين قد لا يكونون أصدقاء، لكن عليهم إظهار التقدير لبعضهم البعض، مؤكدًا أنّ الرياضيين الإسرائيليين الذين يتنافسون في الأحداث الدولية اعتادوا على توقع سلوك فاتر من المنافسين العرب.
وعلي الصعيد الداخلي بالحكومة الإسرائيلية قال نتنياهو لـ”ساسون” “لقد حققت نجاحا استثنائيا لتل ابيب وشخصي لي ووطنيا وعالميا ايضا واظهرت الدولة الصهيونية كصانعة للسلام”.
وأثارت أزمة عدم مصافحة “الشهابي” لـ”ساسون” مخاوف رئيس الحكومة الإسرائيلية من استمرار شعور الكره ضد دولته، وفشل أي محاولة لتغيير ذلك الانطباع، مرجعًا ذلك لتبني عدد من الدولة الأوروبية مقاطعة إسرائيل بسبب سلوكها الاستعماري الإستيطاني.
وأبرز تقرير للتلفزيون الإسرائيلي أن خسارة “الشهابي” أمام “ساسون”، ترجع إلى رفضه تطبيع العلاقات المصرية مع إسرائيل والتى تظهر من عدم اهتمامة بالفوز علي منافسة ما يكشف عدم الاعتراف به علاوة علي عدم مصافحته وهو أمر معتاد القيام به في نهاية مباريات الجودو لكن رفضه “الشهابي”.
من جانبه قال الاتحاد الدولي للجودو في بيان له عقب نهاية المباراة، إن المنافسين ليسوا ملزمين بالمصافحة؛ ولكنهم ملزمون بالانحناء وهو ما فعله اللاعب المصري بالفعل في نهاية المباراة وهو ما لم تعترف به الدولة العبرية.
فيما علق عدد من السياسين الإسرائيليين علي قيام “الشهابي” برفض مصافحة لاعب تل أبيب “الرياضة ليست ساحة للسياسة ومعاداة السامية والنيل من إسرائيل وما قام به اللاعب المصري يعكس رؤية بلاده للدولة العبرية”.