تعرف على أهم محطات الرفق الغربي بالنووي الإيراني

1 min read

كتب- أبوبكر أبوالمجد

بعيدًا عن فكرة وجود صراع غربي إسرائيلي مع إيران من عدمه، ومنطق الرائين أن الأعداء الحقيقيين للغرب هم المسلمون ” الراديكاليون ” كما يسمونهم أو الجهاديون أصحاب المنهج السلفي _ أنصار دولة الخلافة أو الطائفة المنصورة كما يحلو للبعض تسميتهم، فإننا في هذا التقرير سنرصد أبرز المحطات التي شهدت الرفق الغربي بالبرنامج النووي الإيراني.

التفاتة

واقعة مشؤومة مشبعة بمنطق الحرب الباردة.. إنها العملية الأمريكية الأشهر لخلع زعيم أجنبي وقت السِلم.. حدث ذلك في إيران.

فأدى انقلاب 1953 الذي أدارته الولايات المتحدة إلى تآكل شرعية الشاه المحلية، وإلى جانب مزاجه القمعي وتجاهله للمطالبات بقدر أعظم من العدالة الاجتماعية، زرع الانقلاب بذور ثورة 1979.

نووي إيران

تم إطلاق برنامج إيران النووي في فترة خمسينيات القرن العشرين بمساعدة من الولايات المتحدة جزءًا من برنامج “الذرة من أجل السلام”.

حيث شاركت الولايات المتحدة والحكومات الأوروبية الغربية في البرنامج النووي الإيراني إلى أن قامت الثورة الإيرانية عام 1979 وأطاحت بشاه إيران.

كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الإيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع الولايات المتحدة، ليتم الإعلان عن “الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية” تحت رعاية برنامج أيزنهاور (الذرة من أجل السلام). وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية.

لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.

رحيل الشاه

الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب، فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .

الخميني

سمح الخميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية.

وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي، وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية؛ لكن الموقف الغربي عموما كان رافضًا لمثل هذا التعاون.

ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.

روسيا والصين

في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية.

في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدًا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.

الوكالة الذرية

طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين؛ لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر.

وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران للحصول على إيضاحات فيما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، وأصدرت الوكالة تقريرًا سلبيًا تجاه تعاون إيران.

شد وجذب

أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارًا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية.

لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل “أراك” للماء الثقيل.

علاقة جديدة

في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرًا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم، وإنتاج صواريخ بالستية.

وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي.

وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة.

مفاعلات سرية

في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الإعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة “قم”، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.

الحل

في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% إلى وقود.

وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بإجراء تعديلات على منشأة “أراك” لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.

اتفاق تاريخي

في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي.

الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران.

وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.

طموحات

كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدًا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانًا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق.

لكن الأمور لم تعرف استقرارًا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.

انسحاب أمريكا

آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهدًا بأن تفرض بلاده “أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني”.

وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا.

شروط

بعد الانسحاب الأمريكي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطًا أمريكيًا للتوصل إلى “اتفاق جديد”.

وتضمنت هذه الشروط مطالب شديدة الصرامة بخصوص البرنامج النووي وبرامج طهران البالستية ودور إيران في الشرق الأوسط.

وهدّد بومبيو إيران بالعقوبات “الأقوى في التاريخ” إذا لم تلتزم بالشروط الأمريكية.

تشديد الخناق

فرضت إدارة ترامب أول حزمة عقوبات في أغسطس، ثم أعقبتها بأخرى في نوفمبر.

وشملت هذه العقوبات تعطيل معاملات مالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني.

وفي أبريل من عام 2019، أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية”، وكذلك فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري.

أوروبا

في 31 يناير 2019، أعلنت باريس وبرلين ولندن إنشاء آلية مقايضة عرفت باسم “إنستكس” من أجل السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بمواصلة المبادلات التجارية مع إيران رغم العقوبات الأمريكية.

ولم تفعل الآلية بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران.

وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت على “مواصلة دعمنا الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه كاملاً”، داعية إيران إلى التمسك به.

طهران ترد

في مايو الماضي، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد عام على القرار الأمريكي الانسحاب من الاتفاق.

وحذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يومًا، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية.

بومبيو

من جهته هدد مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، مساء السبت، الماضي، بـ”عواقب” إذا أخفقت الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على إيران.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد قال الشهر الماضي إنه قام بتفعيل عملية مدتها 30 يومًا في مجلس الأمن تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران يوم السبت اعتبارًا من الساعة 20:00 بتوقيت واشنطن (الأحد الساعة 00:00 بالتوقيت العالمي)، والتي تمنع أيضًا انتهاء أجل حظر للأسلحة التقليدية على طهران في 18 أكتوبر.

لكن 13 دولة من أعضاء مجلس الأمن المؤلف من 15 بلدًا تقول إن إجراء واشنطن باطل لأن بومبيو استخدم آلية متفق عليها بموجب الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الدولية الست (أعضاء مجلس الأمن الدائمين زائد ألمانيا) عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عام 2018.

وهدد وزير الخارجية الأمريكي الدول التي لا تنفذ العقوبات ضد إيران بـ”عواقب”، وأضاف أن “عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران هي من جديد سارية المفعول”. 

واعتبر أنه إذا فشلت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في “الوفاء بالتزاماتها بتنفيذ العقوبات”، فان الولايات المتحدة “ستستخلص النتائج”، وأضاف إن “الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها المحلية لفرض تبعات على هذه الإخفاقات وضمان ألا تجني إيران مكاسب من هذا النشاط المحظور من قبل الأمم المتحدة”.

وتعهد بومبيو بأن تعلن واشنطن في الأيام المقبلة عن إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ عقوبات الأمم المتحدة و”محاسبة المنتهكين”.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours