تصاعدت وتيرة المعارك، اليوم الجمعة، بين مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيون) والقوات السعودية، على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، لليوم الرابع على التوالي، ما يهدد قرار وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ، في العاشر من أبريل/نيسان الماضي.
وقالت مصادر قبلية، للأناضول، إن “دوي قصف مدفعي، سُمع اليوم على الشريط الحدودي، الذي يربط محافظة صعدة، شمالي اليمن، والسلاسل الجبلية على الحدود الجنوبية للسعودية”.
وذكرت المصادر، أن طيران التحالف شن سلسلة غارات على أرتال عسكرية للحوثيين، في مديريتي “كتاف” و”باقم” التابعتين لمحافظة صعدة، معاقل “الحوثيين”، فيما تحدثت وسائل إعلام تابعة للأخيرين، عن غارات على مواقعهم في منطقة” الحثيرة”، داخل الأراضي السعودية.
وفي مدينة “حرض”، التابعة لمحافظة حجة، شمال غربي اليمن، قالت مصادر عسكرية في الجيش الحكومي، للأناضول، إن “طيران التحالف شنّ غارات على تعزيزات للحوثيين في مديرية “مستبا”، وجسر “وادي مور”، بمنطقة “ذونحزة”، بهدف قطع الامدادت الواصلة للحوثيين إلى مدينة”حرض” ومحاولتهم استعادة مواقع خسروها، أمس الخميس، منها مقر جمارك حرض.
وأعلن الحوثيون، اليوم، أنهم تقدموا في منطقة “نجران” السعودية، وقاموا بتدمير دبابة من طراز” ابرامز”، شرقي موقع الشرفة في نجران، بصاروخ موجه، دون أن يتسن الحصول على تأكيد لمزاعمهم من الجانب السعودي.
ولايُعرف الرقم الحقيقي لحصيلة المعارك، ففي تكتم شديد للحوثيين عن قتلاهم في المعارك، أعلنت وسائل إعلام سعودية، منها صحيفة “سبق” الالكترونية، أن منطقة” جازان” على الحدود، شيّعت اليوم 4 جنود سعوديين قتلوا أثناء أداء واجبهم، دون تحديد زمن سقوطهم، أوكيفية مقتلهم، سواء كان بمعارك أو قصف مدفعي من قبل الحوثيين.
واندلعت المعارك، على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية، بشكل مفاجئ، اليومين الماضيين، بعد أسابيع من التهدئة قادها زعماء قبليون في مارس/آذار الماضي، وأثمرت عن توقف المعارك ونزع مئات الألغام الأرضية، وتبادل للأسرى من الجانبين.
وفي مؤشر على الدخول بمعارك جديدة، أخلت السلطات السعودية عددا من القرى الحدودية في محافظتي “الداير” و”صامطة” من السكان، وفقاً لوسائل إعلام سعودية.
كما أصدرت الخارجية الأمريكية، مساء أمس، تحذيراً مفاجئاً لرعاياها، بعدم الاقتراب من الحدود اليمنية، أو مدنا “جازان” و”نجران” السعوديتين، مسافة تزيد عن 50 ميلاً دون إذن من الحكومة.
وفجر اليوم، قال وفد الحوثيين وحزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، في مشاورات الكويت، إن “التحالف العربي بقيادة السعودية، شنّ 75 غارةً جويةً على مناطق متفرقة من اليمن خلال يوم أمس”.
ووصف الوفد، في بيان نشرته قناة المسيرة التابعة للحوثيين، التصعيد العسكري بـ”الخطير”، وقال إنه “يمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف الأعمال القتالية الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أبريل/نيسان الماضي.
ويبدو أن المشاورات الجانبية التي دارت بين السعودية والحوثيين منذ مارس/أذار الماضي، وأثمرت عن تهدئة على الحدود، قد بدأت بالانهيار، مع عودة الغارات الجوية للتحالف على معاقل الحوثيين في صعدة، شمالي اليمن، واستمرار الطرف الأخير في إطلاق صواريخهم الباليستية، صوب أراضي المملكة، وخصوصًا من نوع “زلزال 3”.
+ There are no comments
Add yours