ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ورائحة “إيران-جيت”

1 min read

كتب- أبوبكر أبوالمجد

من جديد تطل رائحة فضيحة “إيران جيت”، وينكشف أن شعارات كـ”الشيطان الأكبر”، و”الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، ما هي إلا بضاعة خاصة بأصحاب المشروع الشيعي السياسي في منطقة الشرق الأوسط (إيران وذيلها حزب الله اللبناني).

فثمة أنباء تتواتر اليوم ودون مقدمات عن احتمالية وصول لبنان وإسرائيل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية قي العاشر من أكتوبر المقبل، أو 15 من ذات الشهر على أسوأ التقديرات.

وخروج هذا الاتفاق عقب تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، ثم على حزب الله ومن يتعامل أو يتعاون معهما، من أفراد أو مؤسسات، وبعد اتهامات له بمسؤوليته عن انفجارات مرفأ بيروت، كلها تشير إلى ثمة صفقة إيرانية حزبية إسرائيلية برعاية أمريكية لتحقيق مكاسب للشيعة ومشروعهم السياسي في منطقة الشرق الأوسط.

إِشارات

إشارات سبقت اللقاء بين ديفيد هيل ونبيه بري، وبعد يومين من انفجار بيروت وما صاحبه من اتهامات بالتراخي والفساد، واتهامات لحزب الله بأنه صاحب الشحنة المنفجرة، فاجأ رئيس المجلس النيابي الرأي العام اللبناني بإعلانه أن “المحادثات مع الأمريكيين في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل أصبحت في خواتيمها”!

تواتر أنباء

أفادت أمس الخميس، صحيفة جيروزاليم بوست أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، يستأنف مفاوضات تحديد الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل منتصف أكتوبر المقبل، وستجري بحضور مراقب من الامم المتحدة.

كما قالت “القناة 12” الإسرائيلية، اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020، إنه من المتوقع أن يتم إبرام اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل تحت رعاية الولايات المتحدة بعد العاشر من أكتوبر المقبل.

واعتبرت القناة أن من شأن هذه الخطوة التقليل من خطر النشاط العسكري ضد منصات الغاز، مشيرة إلى أن “حزب الله” منح موافقة ضمنية على هذه الخطوة.

وأوضحت القناة الإسرائيلية أنه لا يوجد حتى الآن ملخص نهائي بشأن انطلاق المحادثات حول وضع العلامات النهائية للحدود البرية، حيث لا تزال هناك بعض الخلافات حول مسار العلامة الزرقاء، لافتا إلى أن “الخلاف بين إسرائيل ولبنان يدور على مساحة تبلغ حوالي 860 كيلومترا مربعًا في البحر المتوسط”.

أصل الخلاف

يخوض لبنان نزاعًا مع إسرائيل على مثلث في البحر المتوسط تبلغ مساحته نحو 860 كيلومترًا مربعًا، ويُقسِّم تلك المنطقة إلى بلوكات عدة، أحدها البلوك النفطي رقم 9، وهي منطقة غنية بالنفط والغاز اكتُشفَت مخزوناتها من الطاقة عام 2009.

وقد رفض لبنان في عام 2012 مقترحًا أمريكيًا يقوم على منح لبنان 360 كيلومترًا مربعًا من مياهه لإسرائيل، مقابل حصوله على ثلثي المنطقة الاقتصادية.

وترى مصادر عسكرية معنية بالملف أن “الإشكالية مع إسرائيل ليست ترسيم خط الوسط البحري بل المعايير التي يجب اعتمادها لترسيم الحدود”، موضحة أن لبنان لديه عدة خيارات لترسيم الحدود البحرية الخالصة، كاشفة أن هناك 1700 كلم مربع  بين خط “هوف” المطروح أميركياً والحدود البحرية الرسمية للبنان، وليس 860 كلم كما هو مطروح.

وتؤكد المصادر أن الإشكالية في ذلك أن إسرائيل تعتبر صخرة “تخيلت” جزيرة وتستعملها في ترسيم الحدود، وهذا الموضوع غير قانوني لأنها وفق القوانين الدولية لا تعدو أكثر من كونها صخرة ولا يعتد بها في ترسيم الحدود، موضحة أنه إذا جرى التساهل من قبل لبنان واحتساب الخط الوسط دون احتساب جزيرة “تخيلت” يبقى للبنان مساحة 1350 كلم مربع.

وشددت المصادر على أنه في كل الطرق المتبعة في ترسيم الخطوط البحرية للمنطقة الاقتصادية الخالصة تعطي لبنان مساحات إضافية على عكس ما يلحظه خط “هوف” الأمريكي، مشيرة إلى أنه بحال القبول بالمخطط الأمريكي سنخسر في البلوك رقم 8 بشكل كبير.

دور الانتخابات

وبحسب تقارير إسرائيلية فقد دفعت واشنطن لانطلاق مفاوضات مباشرة بين إسرائيل ولبنان حول الحدود البحرية للتوصل إلى اتفاق بشأن قضية التنقيب عن الغاز “حتى قبل الانتخابات الأمريكية” المقبلة، وقام مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد شنكر، الشهر الفائت بجولات ماراثونية، بين بيروت وتل أبيب لهذه الغاية.

إذا فتلاقت المصالح الآنية للجميع وهذا ما من شأنه إنجاز الاتفاق بهذه السرعة، حيث الانتخابات الأمريكية، ورغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التأكيد على كونه منجز الصفقات الصعبة، وفي نفس الوقت يتم تخفيف حدة العقوبات على رعاة التشيع، إيران وحزب الله، وفي نفس الوقت ضمان أمن إسرائيل.

أبوبكر أبوالمجد https://asiaelyoum.com

صحفي وباحث متخصص في شئون آسيا السياسية والاقتصادية

قد يعجبك أيضاً

المزيد من الكاتب

+ There are no comments

Add yours